حلم المهرجان
حللتم أهلا و نزلتم سهلا في الموقع الرسمي للمهرجان الدولي للشعر والزجل ، بتسجيلكم في الموقع تصبحون تلقائيا أعضاءا في "فضاء الشعراء" أكبر فضاء عربي يضم شعراء العالم . الرجاء اختيار رقم سري مكون من الأرقام والحروف حتى يصعب تقليده .
حلم المهرجان
حللتم أهلا و نزلتم سهلا في الموقع الرسمي للمهرجان الدولي للشعر والزجل ، بتسجيلكم في الموقع تصبحون تلقائيا أعضاءا في "فضاء الشعراء" أكبر فضاء عربي يضم شعراء العالم . الرجاء اختيار رقم سري مكون من الأرقام والحروف حتى يصعب تقليده .
حلم المهرجان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي فني إعلامي شامل((((((((( مدير و مهندس المنتدى : حسن الخباز ))))))))))
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com

 

 رجال يلجون "مهنا" نسائية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد السعود




عدد المساهمات : 1959
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

رجال يلجون "مهنا" نسائية Empty
مُساهمةموضوع: رجال يلجون "مهنا" نسائية   رجال يلجون "مهنا" نسائية I_icon_minitimeالجمعة 21 يناير - 17:57:12





رجال يلجون "مهنا" نسائية
أشغال منزلية ورقص شرقي ونقش بالحناء


"تبارك الله عليهم كيقضيو الشغال حسن من العيالات"
شبان "بينو حنة يديهم" في الأعمال المنزلية

هم شبان مراهقون أرغمتهم الظروف الإقتصادية المزرية على البحث عن أي مورد للرزق، حتى لو الأمر بممارسة مهنة كانت ومازالت حكرا على النساء، هم شبان يعملون في المنازل تحت الطلب لم يجدوا عملا محترما يوفرون منه حاجياتهم ومتطلباتهم الخاصة فبحثوا لأنفسهم عن وسيلة جديدة لجني المال بالحلال، حتى لا يجدوا أنفسهم مضطرين لسلك طريق الإجرام وقطع الطريق على المارة في الأزقة الضيقة، لسلب ما بحوزتهم من ممتلكات شبان استطاعوا إثبات كفاءتهم، و"بينوا حنة يديهم" في الأعمال المنزلية وتفرقوا على النساء بشهادتهن.

كثر الحديث عنهم بمنطقة سباتة بالدار البيضاء، وأخبارهم تلوكها الألسن وتتناقلها النسوة واحدة عن الأخرى، كيف لا وقد خلقوا البلبلة بالمنطقة، فوجدت فيهم ربات البيوت الحل الأمثل لكل مشاكلهن العالقة، والمرتبطة بإيجاد خادمة تساعدهن في أعمال المنزل خاصة الموظفات منهن.

وجدت ضالتها في "الخادم"

فاطمة سيدة في الثلاثين من العمر تعميل موظفة بإحدى الشركات الخاصة وتقطن بنفس المنطقة، عاينت طويلا من صعوبة العثور على خادمة بالمميزات التي تريدها، فلا تكاد تجد مبتغاها في خادمة حتى تجد فيها عيبا لا يمكنها الحفاظ عليها في بيتها بعد اكتشافه.
مر من بيت فاطمة الكثير من الخادمات، لكنها كانت في كل مرة تعود إلى نقطة البداية، لتجد نفسها مضطرة للبحث عن أخرى، إلى أن سمعت بالموضة الجديدة، شباب يساعد ربات المنازل في أعمال المنزل الثقيلة التي لا تقوى النساء على فعلها، خبر وجدت فيه فاطمة حلا لكل مشاكلها العالقة.

فكرت فاطمة مليا في الأمر، وسألت بعض صديقاتها اللواتي جربن التعامل مع هؤلاء الشباب، فاقتنعت بضرورة الإستفادة من خدماتهم للحكم عليهم.

"تبارك الله عليهم كيقضيو الشغال حسن من العيلات" عبارة ظلت فاطمة ترددها طوال الوقت تعبيرا عن إعجابها الكبير بقدرة هؤلاء الشباب على القيام بأعمال احتكرتها النساء، بل وتفوقوا في أدائها بالرغم من حداثة عهدهم بها.

اللهم يخدموا في الديور ولا يمشيو يسرقوا"، تبرير معقول استنبطته فاطمة من كلامها الأول مع الشاب الذي لم يجد بديلا عن القيام بهذا العمل، واختاره بدل الحصول على المال بطريقة غير شرعية.

تدنى المستوى الدراسي لهذا الشاب، والمحيط الملوث الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى الظروف المزرية التي يعيشها، أمور دفعته إلى تعاطي أنواع مختلفة من المخدرات، هذه "البلية" هي التي فرضت عليه" يعدي باللي كاين حتى يفرج عليه الله، في عمل اخر.

فاطمة تحكي عن تجربتها الأولى مع شاب في التاسعة عشر من العمر، لجأت إليه ليساعدها في " تخمال الصالون" لعدم قدرتها على حمل "المضارب والزربية" بمفردها، كان الشاب يمتلك قوة بدنية تؤهله للقيام بالعمل وحده دون مساعدة منها، شريطة أن لا تدخل عليه سيدة المنزل وهو يقوم " بالشغال".

الكنس والمسح والغسيل، كلها أعمال يقوم بها الشاب ببراعة، ولا يضيع الوقت في إنجازها، حتى يتمكن من الذهاب إلى بيت زبونة أخرى تكون في انتظاره، فهو يعرف كيف ينظم وقته بين من يطلبه للعمل.

فوجئت فاطمة بالسرعة الفائقة التي أنجز بها الشاب مهمته، لكن ما زاد من صدمتها هو إتقانه الكبير لما طلبت منه، وهو الشيء الذي كانت تفتقده في النساء اللواتي يقمن بنفس العمل.

بالرغم من تعاطي الشاب للمخدرات إلا أن فاطمة تشهد بأدبه واحترامه لخصوية المنزل الذي يدخل إليه فلم يثبت ان تطاول على أخذ شيء من منزلها، بل يرفض حتى تناول وجبة الغذاء، لأن هدفه الأساسي هو القيام بعمله بكل إتقان حتى يضمن لجوء المرأة له مرة أخرى، ويضمن دخلا يستطيع من خلاله توفير حاجياته الخاصة.

فاطمة وجدت ضالتها في الشاب الذي يساعدها في أعمال المنزل والذي أصبحت زبونة دائمة لديه، لإتقانه عمله ولقبوله أ] ثمن تقده، "بلا ما يشترط"، وهو الأمر الذي ينعدم في الخادمات من النساء، لكنها بدورها تقدر التعب والجهد الذي يبذله لإرضائها فتجزل العطاء.

تفوق على الخدمات في "الحداكة"

تعيش فاطنة السيدة ذات السبعين عاما، في منزل كبير يتكون من ثلاثة طوابق، حيث لا يؤنس وحدتها سوى زوجها، غياب أبنائها الخمسة الذين استقلوا بحياتهم ولا يأتون لزيارتها إلا في الأعياد والمناسبات.

وجدت السيدة نفسها في مأزق حقيقي بعد أن قررت خادمتها الرحيل بشكل مفاجئ دون أن تمهلها الوقت الكافي للبحث عمن تتولى شؤون المنزل بعدها، فلم تجد أمامها من حل سوى الاستعانة بخدمات نساء الموقف.
كانت فاطنة التي تعاني من الام في الظهر والمفاصل، تضطر إلى الإشراف بنفسها على كل مراحل "التخمال" ومساعدة الخادمة في حمل الطاولات والكراسي وباقي الاثاث داخل المنزل، بدلا من أن تنعم المرأة المتقدمة في السن بقسط من الراحة.

لم تنهك الأعمال المنزلية اللامنتهية جسدها النحيل فحسب، بل أنهكت جيوبها أيضا، بسبب القابل المادي الذي كانت تشترطه كل خادمة نظير ساعات قليلة من العمل غير المتقن، وهو ما كان يدفعها في كل مرة إلى التحسر على الصحة التي كانت تتمتع بها، وعلى سنوات مضت كانت تقوم فيها بكل أعمال البيت الشاقة دون الحاجة إلى مساعدة نساء يفتقرن إلى "الحداكة".

يسيطر على فاطمة في كل مرة الإحساس ب"الشمتة"، وبأنها تتعرض لنوع من الاحتيال، عندما كانت تكتشف بعد مغادرة الخادمات بقعا وأوساخ تملأ أرضية المنزل، أو تجد غبارا على أثاث والنوافذ، لكنها لم تكن تجد بديلا غير الاستفادة من خدمات نساء لا تلتزم أغلبهن بالمواعيد المتفق عليها.

في يوم من الأيام،وأثناء تبادلها أطراف الحديث مع إحدى جاراتها حول صعوبة إيجاد خادمة تقوم بـ"شغل الدار" كما ينبغي وبأجر معقول، ستقترح عليها الاعتماد بدلا من الخادمات على أحد الشباب الذين يعرضون خدماتهم المنزلية بمنطقة سباتة، مؤكدة لها بأنهم لا يقلون كفاءةعن النساء الخادمات، بل يتفوقون عليهن، دون أي مغالاة في الأجر الذي يطلبونه مقابل ما يقومون به من أعمال متعبة.

لم تصدق فاطنة بادئ الأمر أنه بإمكان رجل القيام بالتنظيف المنزلي على حقو وطريقو"، فقابلت بسخرية شديدة نصيحة جاراتها، وقررت من باب الفضول أن تعمل بنصيحة جارتها، لكنها ستفاجأ بعد أن تعاين بنفسها عمله داخل منزلها بمهاراته التي فاقت كل الخادمات اللاتي كانت تتعامل معهن في السابق.

"دابا عاد تهنيت مللي وليت كنجيب الدراري يشقاو"، تقول فاطنة بنبرة ملية بالتفاؤل وقد تؤكد تغير الوضع في منزلها وحياتها إلى الأفضل بعد أن أصبحتتستعين في أعمال المنزل بشاب بدلا من الخادمات، وتصف مدى إتقانه للمهام المنزلية الموكلة إليه.

رغم بنيته الجسدية الضعيفة، كان الشاب الذي يساعدها يحمل بمفرده أثاث المنزل وينقله من مكان إلى اخر، ومن ثم يقوم بمهام الكنس والتنظيف داخل المنزل على أكمل وجه وفي ظرف وجيز، بينما كان لا يعير أهمية للمقابل المادي، ويكتف بالمال الذي تمنحه إياه فاطنة مودعا إياها بعبارة "الله يخلف الحاجة".

أصبحت فاطمة تخصص يوم الأحد من كل أسبوع لاستقبال الشاب "الحادك"، لكونه الموعد الأنسب للتلميذ الذي يتابع دراسته الثانوية ويعمل في الوقت نفسه مساعدا لربات البيوت في أوقات فراغه.

كلمة الملف

حذف التاء المربوطة

شبان ذكور في كامل ذكورتهم، ذاع صيتهم في بعض الأحياء الشعبية البيضاوية بعد أن تخصصوا في مجال "الشقاء"، وبرعوا في ميدان "تخمال الديور"! تستدعيهم ربات البيوت لينوبوا عنهم في القيام بالأشغال المنزلية مقابل أجرة يتفق حولها الطرفان، أو حسب ما تجود به جيوب ربات البيوت مع عبارة "الله يخلف عليك الالا".

رجل يشتغل "طباخا" بالمفهوم المغربي الشعبي المقصود عند إطلاق كلمة" طباخة" أو "طيابة"! يقوم بما تقوم به المرأة الطباخة المتخصصة في مجال إعداد وجبات الأعراس والعقيقة أو "العراضات والزردات"، يحل محل تلك الطباخة، بل ويتفوق عليها بشهادة زبنائه، في مهمة "تحمار الدجاج واللحم"!

رجال يمتهنون مهنا صنفها المجتمع في خانة الأعمال الخاصة بالمرأة، وحكم عليها بأن تحمل في اخر تسميتها حرف التاء المربوطة، لكنهم يخرقون هذه القاعدة التصنيفية التي تصنف المهن على أساس "النوع" وثنائية المذكر المؤنث، أو، بالبساطة البعيدة عن كل تعقيد غير مقصود، مهن الرجال ومهن النساء. يغامرون ويجازفون بهويتهم الجنسية، خاصة مع استحضار ما يستدعيه ذلك التصنيف من أحكام متعلقة بالقوة والضعف، الخشونة والنعومة، أو مراعاة خصوصية كل جنس في تمييز المهن الخاصة بالرجل والمهن الخاصة بالمرأة، دون نسيان بعد تحقير المهن التي يزاولها النساء.

مع مزاولة الرجل للرقص الشرقي، تكتمل صورة المفجأة، ويأخذ الغزو الذكوري للمهن النسائية حجمه الحقيقي. راقص معجب بما تبرع في أدائه أرداف شاكيرا! ويقلد وسطها في تموجاته الغاوية أثناء أدائه لنمرته أو درسه أمام تلميذاته من زبونات النادي الرياضي! صار أستاذ للنساء في الرقص الشرقي! لا يرقص فقط. وإنما يعلم الجنس الاخر مبادئ الرقص الشرقي!

تحضر في هذه التجربة قاعدة " الوجود مثل المرأة"! عندما يرقص الرجل كما ترقص المرأة، يوجد مثلها من خلال الفعل الذي يقوم به، بل يصير امرأة! هذا هوحكم المجتمع على هذا الشاب الذي يقوم بتعليم النساء أبجديات الرقص الشرقي.

يدشن هؤلاء الرجال حركة مضادة لتجرؤ النساء على المهن التي هيمن عليها الرجال واحتكروها، من خلال اختلالهم لبعض المواقع المهنية النسائية. ويمكن قراءة هذا الفعل المضاد على أساس أنه حركة تذكير بعض المهن والممارسات التي صنفها المجتمع في خانة المؤنث وألصقها بما تقوم به النساء من أفعال خاصة بهن، ولا ينبغي للرجال أن يقوموا بها حفاظا على رجولتهم واحتراما للتقسيم السائد للمهن والحرف على أساس جنسي أو نوعي.
تندرج هذه الحركة المضادة بالتالي في إطار مراجعة التميز النوعي، وإعادة النظر في الثنائية الجنسية على مستوى توزيع الأدوار داخل الحقل المهني والممارسات المجتمعية كالطبخ والرقص... أو النقش بالحناء.

عادل شاب تخصص في حرفة النقش بالخناء، تقصده زبوناته ليستفدن من براعته في زخرفة أيديهن وأقدامهن بنقوش هذه المادة الطبيعة! قد لا يسلم هذا الشاب من هجوم الرجال ونبخيس ما يقوم به، بل قد يتعرض للتشكيك في هويته الذكورية، أو اتهامه، على الأقل، بالمس بصفة الرجولة والإساءة إلى الرجال من خلال تشبهه بالنساء والقيام بما يقمن به.

رجال يلجون "مهنا" نسائية

رجال يلجون "مهنا" نسائية
يرقص في "الحلقة" ليوفر مصروف بيته

"بامحمد" رجل احترف الرقص داخل الحلقة شبابه، وصار "الشطيح" المهنة التي يجيدها، ويوفر منها مصروف أبنائه. يرتدي ملابس نسائية ويرقص على إقاعات الأغاني الشعبية، ويجعل من حركات النساء وطريقتهن في الكلام موضوعا لكسب المال، إلا انه سيصطدم بنظرات الإتهام التي تشك في رجولته.

خيام منصوبة، تنبعث منها أضواء خافتة، تطرد ظلمة الليل البارد وصوت "بنادير وكمنجة" يكسر الصمت الرهيب الذي يعم القرية عادة، تحلق شباب القرية ونساؤها حول الساحة التي أعدتها الفرقة مسبقا لتقديم عرضها الراقص، والذي لا يخلو من السخرية والفكاهة.

أثت أفراد "عبيدات الرمي" الساحة وبدأو يستعدون بتجريب الاتهم الموسيقية التقليدية، منتظرين ظهور "الشيخة" التي ترافقهم في تقديم عروضهم، وفجأة ظهر خيال بـ"تكشيطة" مزركشة الألوان، ويضع على رأسه وشاحا، ويغطي وجهه بـ" النكاب" وتزين بمختلف أنواع الزينة، وبدا متألقا رغم النور الخافت الذي ينبعث من المكان.

بدأت الفرقة الموسيقية تعزف أجمل الأنغام و" السواكن" فانطلق الجسد النحيف في الرقص وإبراز مهاراته في التمايل على أنغام الموسيقى التي يزداد إيقاعها كثيرا، فتزداد معه تمايلات الراقص المتخفي وراء الزي النسائي. هذه التمايلات تلهب حماسة الجمهور فيتفاعل أكثر مع العرض، ويجزل العطاء بين الوصلة الغنائية والأخرى حين يمسك الراقص" البندير" ويدور على الواقفين في الحلقة "كل واحد وباش سخاه الله"
الشخص الذي يرقص في الحلقة لم يثكن سوى "با محمد"، الرجل الخمسيني الذي ينحدر من منطقة أولاد زم حيث ولد وترعرع هناك وكان مولعا بالفن الشعبي الذي تزخر به المنطقة، ويتقن الرقص والغناء. أصول "بامحمد" البدوية وجهته نحو تعلم أبجديات الزراعة من خلال العمل في أراضي الغير بالأجرة، بالرغم من صغر سنه، إلا أنه لم يكن يدع الفرصة تفوت دون الاستمتاع رفقة أصدقائه بسهرات يقضونها في الرقص والغناء.

تزفي والدا"بامحمد" فهام على وجهه في الأرض، إلى ان التقى برجل يحترف الغناء في الأسواق، فطلب منه مرافقته والإشتغال معه في هذا الميدان بعد ما رأى منه في الحلقة التي كان ينظمها في السوق.

شب الرجل على الغناء والرقص الشعبي، وكون فرقة وترأسها بنفسه، تجمع بين الفكاهة والغناء، وتولى بنفسه مهمة الرقص، وأصبح يتنقل بين القرى وهوامش المدن، حيث الناس البسطاء الذين يقبلون عليهم للإستمتاع بفنهم وويجزلون لهم العطاء ويستضيفونهم في بيوتهم.
المتفرجون الذين يتحلقون حول "الحلقة" للاستمتاع بما يقدمه عبيدات الرمى، يتناسون أن الجسد الذي يتاميل تحت الملابس النسائية يعود لرجل، لخفة أدائه وإتقانه للحركات التي يؤديها.

تزوج "با محمد" وأنجب خمسة أطفال هم اليوم شبان، وأصبح أحدهم يشارك معه في الفرقة التي يترأسها، أما الآخرون فيتابعون دراستهم في مستويات مختلفة، خاصة وأن "با محمد" عمل على تربية أبنائه على القناعة والرضى بما يستطيع تحصيله من هذه الحرفة.

يتصرف "با محمد" داخل الحلقة بشكل أنثوي يتماشى مع نوعية اللباس النسائي الذي يرتديه، وتصدر عنه حركات مثيرة، تجعل الناظر إليه يصنفه في خانة النساء، إلا أنه سرعان ما يرتدي رداء الرجولة ويعود لحالته الطبيعة بعد انتهاء العرض الراقص الذي يقدمه.

يعي" با محمد" جيدا مغزى نظرات الشك و" الحكرة" التي يوجهها إليه الناس، لكنه لا يأبه لها لأنه يؤمن بما يقوم به ويحس بالفخر وهو يرى ابتسامة الرضى مرسومة على محيا الأطفال والنساء الذين يبعث في نفوسهم البهجة والفرح، خاصة بعد أن أصبح الرجال يحترفون الرقص ويعلمونه في المعاهد الخاصة.

رجال يلجون "مهنا" نسائية
ورث النقش بالحناء عن والدته

أصر عادل حين كان لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره على ممارسة النقش بالحناء، تأثرا بوادته التي تمتهن نفس الحرفة، بالرغم من رفضها لذلك التوجه خوفا عليه من نظرة المجتمع، متحديا كل الصعوبات التي واجهته في طريقه نحو إثبات الذات، في مهنة لا تزال إلى اليوم حكرا على النساء، بفضل موهبته وقدرته على ابتكار رسومات ترضي ذوق المنتميات إلى الجنس اللطيف بمختلف أعمارهن، التي جعلته يتفوق في ظرف سنتين على منافساته من "النقاشات" في المناسبات والأعراس.

"حرفة بوك لا يغلبوك"، مقولة شعبية يؤمن بها العديد من المغاربة ويحرصون على العمل بها، إلا أن الأمر لا ينطبق على عادل الفتى الذي لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره، فهو قرر أن يأخذحرفة النقش بالحناء عن والدته النقاشة ذائعة الصيت بالحي المحمدي، التي تقصدها كل فتاة مقبلة على الزواج تبحث عن الزينة في "ليلة الحناء"، وفي المناسبات والأعياد كل امرأة "باغية تفرح براسها".

يعيش عادل في شقة متواضعة، مع ووالدته وشقيقه الذي يكبره بخمس سنوات، بعد أن شاء القدر أن يحرمه من حضن والده، ويجعله القدر يتجرع مرارة اليتم في سن مبكرة، لتصبح بوفاته الأم المعيل الوحيد للأسرة، وتتمكن من تربية ابنيها بالحلال رغم مورد رزقها المحدود، والأموال البسيطة التي تتحصل عليها من خلال عملها "نقاشة".

اعتاد عادل منذ نعومة أظافره التنقل مع والدته بين القيسارية ومنازل العرائس وقاعات لأفراح، حيث كان يتابع باهتمام وتركيز العمل الذي كانت تقوم به والدته بكل مراحله، يمعن النظر في مختلف النقوش والرسومات التي تقوم بخطها على أيادي وأقدام النساء دون أن يعرف الملل طريقا إلى نفسه.

لا يزال عادل يتذكر حالة السعادة التي تنتابه، حين كان طفلا الذي لا يتجاوز عمره السابعة كاما طلبت منه والدته مزج عناصر الحناء بقلب الوعاء، ومدها به حتى تقوم بالنقش على أيادي النساء والفتيات، بحيث كان يشعر أنه بتلك الطريقة يخفف من حمل والدته ويجنبها التعب، كما يشاركها في الوقت نفسه الإحساس بالفخر والنشوة المستمدة من تعبير زبوناتها لفها عن تقديرهن لعملها.

تولدت فكرة ممارسة حرفة النقش بالحناء لدى عادل عندما أصبح في الثالثة عشر من العمر، وبعد أن "شرب الحرفة" بقواعدها وأصولها، بل وأصبح يتفنن في ابتكار رسومات ونقوش خاصة به، اكتفى بخطها في البداية على الورق وعلى يده، ليقرر أن يطلب من والدته في أحد الأيام السماح له بأن يساعدها في عملها خلال إحدى حفلات الزفاف بهدف مضاعفة المكسب واختصار للوقت في أن واحد في تلك الليلة التي تعرف إقبالا على "النقيش" من كافة المدعوات.

عارضت الأم بشدة فكرة ممارسة ابنها النقش بالحناء حتى وإن كان الأمر من باب الهواية، لكونها حرفة نسائية لم تعرف يوما أي إقبال الجنس الخشن، ولخوفها عليه من نظرة العائلة والجيران القاسية التي قد تصل حد إسقاط صفة الرجولة عنه، والأهم من ذلك الزبونات اللاتي لن يتقبلن فكرة التعامل مع "نقاش"، ما جعلها تحاول إقناعه بشتى الطرق بالعدول عن تلك الفكرة، لكن كلمة الحسم كانت للابن المللحاح، الذي أصر على خوض غمار التجربة، متجاهلا رأي الاخرين في حقه، فالمهم بالنسبة إليه كان تحقيق متعة الشخصية، وإثبات كفاءته في الحرفة التي عشقها منذ الطفولة.

واجه عادل في الليلة التي قرر فيها تفجير مواهبه الخامدة والدفنية صعوبة كبيرة في إقناع السيدات بمد يدهن للحناء، فكانت دعواته لهن تقابل بعبارات تحمل الكثير من السخرية والتهكم، كان تجيبه سيدة بعبارة "سير تلعب مع قرانك"، وترد عليه الأخرى" حتى نتا باغي تنقش؟"، لكنهن سرعان ما اعترفن بموهبته بعد أن عاين النقوش التي خطها بإتقان على أيادي فتيات صغيرات، لم يمانعن في الاستعانة بخدماته كما فعلت أمهاتهن.

تمكن عادل من فرض وجوده بكافة الأعراس والمناسبات، متفوقا على والدته التي أصبحت تشعر بالفخر نتيجة المحبة والتقدير التي تلمسها في معاملة زبوناتها لابنها الذي نقش اسمه في حرفة كانت إلى أجل غير بعيد تقتصر على النساء مثلما ينقش الرسومات بالحناء على أياديهن.

رجال يلجون "مهنا" نسائية
سعيد مرب ومرضع


كسر سعيد القاعدة، وضرب عرض الحائط الأفكار المترسخة في أذهان الناس التي تصنف رعاية الأطفال اختصاصا ومجالا نسائيا بامتياز، ولا تقبل اقتحام الرجل له، فحرص على تحضير الرضعات والوجبات للأطفال الموجودين داخل الروض الذي يمتلكه، إلى أن تمكن من كسب ثقة آباء وأمهات الأطفال نتيجة تفانيه في رعاية فلذات أكبادهم.

في أحد الأحياء الراقية بمدينة من مدن الجنوب المغربي، يوجد منزل لا يشبه المنازل الأخرى المجاورة له، فألوان جدرانه الزاهية، والشخصيات الكارتونية المرسومة على جدرانه، توحي لمن يراه للوهلة الأولى بأنه يقف أمام البوابة المؤدية إلى عالم "ديزني"، لكن الأمر ليس كذلك، فذلك المنزل المبهج عبارة عن روض للأطفال الذين يسهر على رعايتهم صاحب المنزل والمشروع سعيد الموظف المتقاعد، الذي قرر أن يفتح باب منزله لاستقبال الأطفال والرضع.

لم تكن دوافع سعيد لإقامة ذلك المشروع مادية بالأساس، بل لكونه عجز عن التأقلم مع وضعه الجديد كمتقاعد، وهو الذي مازال يرى في نفسه القدرة على الإنتاج والعطاء، كما أن حبه الكبير للأطفال بحكم حرمانه من نعمة الإنجاب جعله يرى في مشروع روض للأطفال الفرصة الوحيدة لتعويض شعوره بالنقص من خلال ممارسة أبوته على أطفال، تدفع ظروف عمل وانشغال أبائهم إلى المجازفة بتركهم بأي حضانة، دون أن يتأكدوا من حصول أبنائهم على القسط الكافي من الرعاية خلال تلك الفترة الطويلة التي يقضونها بعيدا عنهم.

لم يحظ سعيد بموافقة زوجته على إقامة مشروعه إلا بعد إلحاح طويل، فهي لم تستسغ فكرة أن يتحول الطابق السفلي من منزلها إلى روض للأطفال، نظرا لطبيعة عملها السابق كمعلمة، ظلت تعاني كل يوم من شقاوة الأطفال بالمدرسة حيث تعمل، ما جعلها تعتبر الموضوع في البداية ضربا من الخيال والجنون، وبحثا عن "صداع الراس"، قبل أنت تغير رأيها لشعورها بمدى تشبث زوجها بتلك الفكرة، وحالة السعادة التي سيكون عليها بمجرد تحقيقها.

استكمل سعيد كل الإجراءات القانونية والإدارية، ثم بدأ في اقتناء المستلزمات الخاصة بالروض بدء بالمفروشات والكراسي المخصصة للأطفال، مرورا بالكتب والقصص، وانتهاء بالدمى وغيرها من الألعاب التي من شأنها أن تدخل الفرح والسرور إلى نفوس زبنائه الصغار.

استقبل سعيد أول فوج كان يقتصر على خمسة أطفال، كلهم من أبناء الجيران، الذين اعتادوا رؤيته ولم يجدوا صعوبة في التأقلم مع الأجواء داخل الحضانة، ما جعل من رعاية سعيد واهتمامه بهم مهمة في غاية السهولة.

كان سعيد يكتفي باللعب مع الأطفال في وجود زوجته، ومربية تتولى تغيير الحفاظات وإعداد الرضعات والوجبات الخاصة بالأطفال والرضع، لكن الوضع سيختلف كثيرا بعد أن قررت المربية التخلي عن وظيفتها دون سابق إنذار.

وجد سعيد نفسه أمام تحد صعب، يتمثل في تحمل مسؤولية أطفال من مختلف الأعمار، يصرخ البعض منهم طلبا اشتياقه إلى والدته ورغبته في أن تأتي لاصطحابه، كلها أمور تسببت في تسلل الشعور بالقلق والإحباط إلى نفسه حول عدم قدرته على تأدية واجبه، إلا أن حبه للأطفال الذين اعتاد وجودهم إلى جانبه، جعله يقرر الاعتماد على نفسه في الاهتمام بهم داخل الروض.

تغلب المربي الجديد على كل الصعوبات، واستطاع التوفيق بين متطلبات الرضع والأطفال، إلى درجة جعلته يستغني عن فكرة الاستعانة بخدمات مربية، بحيث قسم وقته ومجهوده، بين تحضير الرضعات والوجبات للرضع، والاهتمام بالأطفال، الذين يقوم بتلقينهم الحروف الأبجدية، ويقص عليهم حكايات مشوقة تجعلهم يستمتعون ويركزون في سماعها، في انتظار أن يحين موعد قدوم أبائهم الذين أبهرهم الأسلوب المرن الذي يتبعه سعيد في رعاية أبنائهم، لأنه "كيدير معاهم الخاطر"، فأصبحوا يفضلون بقاء أبنائهم معه لأطوال وقت ممكن لشعورهم بالثقة والاطمئنان لكون أبنائهم في أيد أمينة.

رجال يلجون "مهنا" نسائية
شاكيرا قدوته في الرقص

إلياس شابي حلم منذ نعومة أظافره، بأن يصبح راقصا محترفا في اللون الشرقي، لكن ظروفه المادية أرغمته على العمل كـ"مونيتور" بأحد النوادي الرياضية الخاصة بالنساء. وفي انتظار أن يتحقق حلمه فضل أن يفجر مواهبه في الرقص داخل قاعة التمارين بين النساء المشتركات بالنادي.

شاب في العشرينيات من عمره، يرتدي ملابس رياضة، يضع حزاما مرصعا بـ"الموزون" على خصره، ويرقص على أنغام إحدى أغاني شاكيرا في حضوره نساء تجمعن داخل قاعة أحد النوادي الرياضية التي تشهد كل يوم حصص "الأيروبيك" للاستمتاع بمشاهدة العرض المثير لراقص محترف في اللون الشرقي اسمه إلياس، لكنه يتنكر في زي "المونيتور"، الذي يشرف على تدريب النساء الراغبات في تخفيض وزنهن أو الحفاظ على رشاقتهن.
حرصت بعض النساء على تقليد خطواته وتطبيقها بحذافيرها، بينما اكتفت أخريات بالتفرج والسخرية منه وهو يحاول تقليد شاكيرا من خلال حركاته، التي أثارت ضحكهن واستغرابهن لكونها تصدر عن رجل، لكن إلياس ظل مندمجا ومستسلما لسحر الموسيقى، بينما جسمه يتمايل بتناغم على الإيقاعات الشرقية.

كان المدرب يحب أن يختتم كل حصة "أيروبك" بوصلة رقص، تضفي جوا من الفرح بين المشتركات في النادي وتكسر الملل داخل قاعة التمرين، لكنه كان في الوقت ذاته يشعر خلالها بالكثير من السعادة، لكونه يجد الفرصة المواتية لتفجير طاقاته ومواهبه التي يحلم أن تنتقل يوما من قاعات النوادي إلى خشبة المسارح ، حتى تفتح أمامه أبواب المجد والشهرة التي تغلقها بوجهه ظروفه المادية الصعبة.

يعيش الشاب الطموح في منزل متواضع بأحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء مع والده المتقاعد، والدته التي كانت تعمل "نكافة"، وشقيقتين تكبرانه سنا، فشلتا في العثور على وظيفة، ليصبح ملزما بتحميل مسؤوليتهما نظرا للمعاش الهزيل الذي يتقاضاه والده.

بدأ حلم الشهرة في مجال الرقص الشرقي يراود إلياس منذ الطفولة، بحيث كان يستمتع بمشاهدة عروض أشهر راقصات العالم العربي، ويحب تشغيل الأغاني والرقص على إيقاعاتها مع شقيقتيه، بينما كانت موهبته تجذب أنظار المدعوين إليه وتجعل منه النجم في كل الحفلات والأعراس متفوقا بفضلها على الفتيات والنساء اللاتي يرقصن إلىجانبه، بحث لم تشفع لهن "التكشيطة" و"القفطان" في الظفرة بنظرة إعجاب واحدة مقارنة مع إلياس.

كانت السنوات تمر، وإلياس يكبر ومعه حلمه في احتراف الرقص الشرقي، لكنه لم يكن يعرف السبيل لبلوغه، ففضل التركيز في دراسته الثانوية التي كان تخصصه فيها التربية البدنية، وتفوق فيها بامتياز.

عجز الشاب الطموح عن إيجاد فرصة عمل، كأستاذ للتربية البدينة، ليضطر في نهاية المطاف إلى العمل كمدرب بأحد النوادي المهتمه بالرياضة والرشاقة بالنسبة للسيدات، فقط من أجل ضمان مورد رزق لأسرته المعوزة، على الرغم من أن تلك الوظيفة لا ترضي طموحاته.

بفضل طبعه المرح وروح الدعابة التي يتمتع بها، تمكن غلياس من كسب محبة كل المشتركات اللاتي يتعامل معهن، بحيث كن يحرصن على الاتصال به للاطمئنان عليه بمجرد ان يتغيب عن إحدى الحصص والتمرينات الرياضية، وهو ما جعله يستمر في مهنته التي يتعامل من خلالها مع الجنس الناعم، بينما يحرص في نفس الوقت على مراسلة أكبر عدد من شركات الإنتاج ومدارس الرقص عبر العالم، في انتظار فرصة تمكنه من دخول عالم الشهرة في ميدان الرقص الشرقي من بابها الواسع.


رجال يلجون "مهنا" نسائية
كمال يجني ثمار إبداعه في تصميم الأزياء النسائية

كان كمال يرتدي سروالا ضيقا من نوع " سليم"، وقميصا ورديا قماش الساتان، وهو ينظر بفخر إلى الخياط أثناء إدخاله اللتفاصيل واللمسات النهائية على الزي التقليدي الذي صممه خصيصا لنفسه، حتى يتميز به عن باقي الرجال من المدعوين لحضور أول عرض خاص له ينوي إقامته فيوقت قريب، حتى يطلق خلاله أحدث تصاميمه في القفطان المغربي.

المحل الذي يمتلكه المصمم المبتدئ بأحد الأحياء الراقية بمدينة الدار البيضاء يشهد على عمله الدؤوب المتواصل، فهو يضم مختلف الملابس الجاهزة التي صممها بنفسه خلال سنوات عمله القليلة في مجال تصميم الأزياء النسائية، الذي كان إلى أجل غير بعيد حكرا على النساء، اللاتي مازلن يعتبرن توجه الرجل إلى " الدومين" نوعا من التطفل، لكن كمال الذي أنبهر منذ نعومة أظافره بعالم تصميم الأزياء، والعروض التي استمتع بمشاهدتها، لم يبال يوما بالنظرة النمطية للمجتمع، برجاله ونسائه، عن الرجل الذي يختار الاهتمام والتخصص في تصميم الملابس النسائية، لاقتناعه الشديد بفكرة أن المصمم وحده يملك القدرة على إظهار وإبراز جمال المرأة لأنه ينظر إليها بعين الرجل.

بدأت رحلة كمال في عالم الأزياء النسائية في سن مبكرة، فوالدته ظلت لسنوات طويلة تعمل كمصممة وخياطة متخصصة في اللباس التقليدي النسائي، قبل ان تقرر تسليم الشعلة إليه بعد ان أضعفت الشيخوخة بصرها وقدرتها على الابتكار والعمل، ليتولى عادل بنفسه تدبير وتسيير محل والدته الذي انتقل مباشرة على ملكيته، لكونه الابن الوحيد والمدلل.

أسلوبه اللبق في التعامل، وسماحة وجهه، ساهما في ازدياد الإقبال من طرف "الكليانات" على المحل، ومكناه من كسب ثقفتهم ووفائهن بفضل ما يتفنن في تصميمه من ملابس ينجح من خلالها في إبراز مفاتنهن وإخفاء العيوب بأجسادهن.

حصد كمال أموالا طائلة في ظرف وجيز، فقرر شراء محل جديد بأحد الأحياء الراقيى يتقرب من خلاله من " الناس الالبة"، دون أن يبيع المحل السابق الذي كان "فاتحة خير" عليه وسببا في كسبه احترام وثقة زبوناته.

لن يطال التغيير مكان عمله فقط بل مظهره أيضا، بحيث سيقرر الشاب ذو الثلاثين عاما إحداث تغيير و"نيو لوك" على مظهره كذلك، عن طريق إطالة شعره مستفيدا من جودة الخدمة في صالونات للحلاقة والتجميل الراقية في العناية بشعره وبشرته، بل وأظافره أيضا، كما هو الشأن بالنسبة لملابسه، التي أصبح يتولى مهمة تصميمها حتى يضفي عليها لمسته الخاصة، لتتناسب مع "الستيل" الذي يتبعه في عمله.

عنايته الشديدة بمظهره، والأهم منها طبيعة عمله، وصداقاته الكثيرة مع النساء من زبوناته، كلها أمور جعلته يتعرض للكثير من الانتقادات حتى من أقرب الناس إليه كأفراد عائلته، الذين انتقد العديد منهم مظهره وصل الأمر حد وصفة بـ" المبينت"، ناصحين إياه بالابتعاد عن "شغل لعيالات" ألا وهو تصميم الأزياء، وبالاكتفاء بتسيير محل الخياطة والاستفادة من أرباحه كنوع من التجارة، لكن حب كمال للمهنة سيكون حافزا له على الاستمرار والنجاح.
صعوبات كثيرة واجهها المصمم الطموح والملحاح، لكنه استطاع التصدي لها بفضل عزيمته وإصراره، وها هو اليوم يجني الثمرة الأولى لتعب السنين، من خلال العرض الخاص الذي سيقيمه في أحد الفنادق الفاخرة بمدينة الدار البيضاء للتعريف بنفسه وبمختلف تصاميمه.

رجال يلجون "مهنا" نسائية
نبيل يبدع في تجميل النساء

هو رجل عشق الجمال منذ نعومة أظافره فشب وحلم امتهان ميدان تجميل النساء يراوده، عمل بجد ليرسم معالم مستقبله في هذه المهنة، فنجح في ذلك عندما افتتح صالونه الخاص، وأشرف على تسييره بنفسه بمساعدة من زوجته التي تقاسمت معه نفس الحلم.

نبيل نجح في تحقيق حلمه من خلال العدد المتزايد للنساء اللواتي يترددن على صالونه، فكسر القاعدة وأثبت أن الرجال أيضا يستطيعون التفوق في المهن التي يعتبرها المجتمع خاصة بالنساء فقط.


صالون أنيق مؤنث بمختلف التجهيزات العصرية، أول ما يثير زبوناته هو موقعه بأحد الأحياء الهادئة بالدار البيضاء، وولجهته الأنيقة المزينة بصور فتيات جميلات تغري صورهن الزبونات بالدخول واكتشاف ما يجري بالداخل.

معظم النساء اللواتي يترددن على صالون الحلاقة لأول مرة، لا يعرفون أن الشخص الذي يزين النساء ويعمل على إبراز مواقع الجمال في ملامحهن رجل، وهذا الأمر يزيد من فضولهن ويقودهن إلى معرفة الطريقة التي يشتغل بها ويتعامل بها مع النساء، بعد أن تعودن على التعامل مع فتيات يشتغلن في هذا الميدان.

الفضول هو الخطوة الأولى التي تقود النساء إلى صالون الحلاقة ، لكن بعد ذلك تجد النساء، أنفسهن لا يقاومن العودة إلى الصالون نظرا للحفاوة التي يستقبلن بها من طرف صاحب المحل، والتي تدفعهن للعودة بشكل دوري.

نبيل صاحب محل الحلاقة رجل في الثلاثينات من العمر، متزوج وأب لطفلين، قضى سنوات طويلة من عمره في هذه الحرفة التي انجذب إليها منذ صغره، فأصبح مهووسا بمتابعة الجديد في مجال التجميل عن طريق المجالات والقنوات التلفزيونية.

يتحرك بخفة، بقامته القصيرة وبشرته السمراء وملابسه الرجولية، فهو لا يختلف عن غيره من الرجال، إلا بالمهنة التي يمتهنها والتي يصنفها الناس ضمن المهن النسائية.

وبالرغم من معرفة نبيل لهذه الحقيقة إلا أن حبه لهذه المهنة دفعه إلى دراستها، واتخاذها مصدر رزقه في المغرب، قبل أن يسافر إلى السعودية رفقة زوجته التي تشتغل في نفس الميدان.

هناك في السعودية كان نبيل يهدف إلى جمع المال والعودة إلى بلده الأم، واستثماره في هذا المجال، أربع سنوات من الكد والتعب قضاها رفقة زوجته في السعودية، كانت كافية لتحقيق الهدف الذي طالما حلم به، بفتح صالون متخصص في تجميل النساء يسيره بنفسه.

نبيل يتعامل مع النساء بطريقة خاصة، غير أنه باختلاف الفيزيولوجي بين الجنسين، يستقبل النساء بالأحضان أول ما تطأ أقدامهن صالونه، ويتبادل معهن أطراف الحديث في كل المواضيع مهما كانت خاصة، ولا يجد حرجا في السؤال عن العلاقة الحميمية بين زبوناته وأزواجهن.

لا يقتصر عمل نبيل في الصالون على تجميل النساء فقط وإنما يتجاوزه إلى تلبية طلباتهن بعرض مجموعة من السلع التي تحتاجها النساء سواء تعلق الأمر بالملابس الداخلية أو بالأواني المنزلية، أو بمساحيق التجميل والعطور، التي يجلبها من شمال المغرب.

تجد النسوة اللاتي يلجأن إليه للتزين راحتهن في جلسات الاستماع والدردشة، التي يقيمها بصالونه، فلا يتورع عن تقديم النصح والمشورة فيما يخص علاقة المرأة بزوجها، فيعرض خدماته في إعطائهن الوصفات السحرية لكسب أزواجهن.

طريقة كلام نبيل وحركاته تتشابه كثيرا مع أسلوب زبوناته، فقد تطبع بطبع النساء لأنه يقضي النهار بطوله معهن، وحتى زوجته لا تبدي أي نوع من الانزعاج من كثرة حديثه إليهن، وإنما تعتبر ذلك جزء من عمله، وعليها أن تتجاوز والوقوف عند هذه النقطة إن أرادت أن تستمر في علاقتها به.

"العيالات كلهم كيبغيو يصوبو عندي"، عبارة يرددها نبيل كثيرا لإظهار إتقانه لعمله ولكون النساء يفضلن اللجوء إلى رجل لتزيينهن بدل النساء، لأن النساء يغرن من بعضهن، ويتعاملن بنوع من الحقد والحسد حتى في عملهن.

نبيل يعي جيدا أن الناس ينظرون إليه نظرات ملؤها التشكيك في رجولته، والتنقيض منه كشخص يمارس مهنة لا يتعامل فيها إلا مع النساء، لمكنه يحس بالراحة وهو يرى نظرة الرضى تنبعث من عيون زبوناته عن العمل الذي قام به إظهار جمالهن وإبرازه.

3 أسئلة إلى .. الأستاذ محمد عبد ربي

تعاطي الرجال لمهن نسائية سيكسبها قيمة اجتماعية

تطور المجتمع وتغيرت معه الكثير من القيم فأصبح الرجال يمتهنون مهنا نسائية والعكس، لكن المجتمع بعد المغربي لم يتقبل بعد أن يقبل الرجال على مهن احتكرتها النساء لعقود طويلة، واعتبر أنها تنقص من رجولة الشخص الذي يمتهنها، فتتغير نظرة الناس إليهم وتعاملهم معه. في الحوار التالي يحاول أستاذ علم الاجتماع محمد عبد ربي أن يظهر الأسباب والدوافع الاجتماعية التي تجعل الرجال يمتهنون حرفا نسائية.

* ما هي الأسباب والدوافع التي تجعل الرجال يمتهنون مهنا خاصة بالنساء؟.

إن التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، وبصفة خاصة على المستوى الاقتصادية والتكنولوجي، هي التي تدفع بالعديد من الرجال إلى الإقبال على تعاطي مهن نسائية، أو وظائف كانت مقصورة على النساء في السابق.
وأما الأسباب التي تفسر هذه الظاهرة فكثيرة وتتمثل في ارتفاع نسبة البطالة، ونمو الكثير من الحاجيات الاستهلاكية لدى الأفراد نتيجة تأثير وسائل الإعلام، إضافة إلى عجز العديد من الأسرار على تلبية حاجيات أفرادها. هذه الأسباب الاقتصادية تجعل الرجال يقبلون على مجموعة من المهن التي يعتبرها المجتمع لصيقة بالنساء.

* كيف ينظر لهذه الفئة من الرجال أو لهذه الظاهرة؟

لتفسير نظرة المجتمع الظاهرة، لا بد من الاستئناس بما توصلت إليه الدراسات السوسيولوجية في هذا الموضوع، إن تقسيم الأنشطة والوظائف الاجتماعية، والذي هو خاصية أساسية للنوع البشري، تتم إعادة إنتاجه داخل الأسر بين أشخاص من نفس الجنس والنوع المخالف، وفي هذا الإطار، بين عالم الاجتماع بيير بورديون أن الطفل يبني هويته الجنسية، التي هي العنصر الأساسي لبناء هويته الاجتماعية، في نفس الوقت الذي يبني فيه تمثلاته حول تقسيم العمل بين الجنسين، انطلاقا من نفس المجموعة المحددة اجتماعيا من مؤشرات بيولوجية واجتماعية غير مفترقة. بعبارة أخرى، فإن الوعي بالهوية الجنسية واستدماج الاستعدادتن المرتبطة بتعريف اجتماعي محدد من الوظائف الاجتماعية المقرونة بالرجال والنساء يسير بتبني رؤية اجتماعية محددة بالتقسيم الجنسي للعمل paris (1980 PIERRE BOURDIEU) .. إن التاريخ الاجتماعي، يبين أن تقسيم العمل بين النساء والرجال في جميع المجتمعات البشرية، وكما بين قاموس الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا، يأخذ شكل تراتب. ذلك أن الأنشطة والأدوار التي يقم بها الذكر هي التي تحظى بالاعتبار والقيمة، بالرغم من قيام النساء بالعديد من الأنشطة المنزلية وإعادة الإنتاج البيولوجي والأنشطة الإنتاجية.

*هل إقبال الرجال على الاشتغال بالمهن النسائية يعد نوعا من المنافسة للنساء؟

التاريخ الاجتماعي يبين أنه إذا لم تكن هناك أنشطة محصورة على النساء فقط، فإن هناك بالمقابل بعض الأنشطة المحرمة على النساء. أي أن الرجال إذا كان بإمكانهم القيام بكل الأنشطة التي تقوم بها النساء، فإن النساء على عكس ذلك يمنع عليهن القيام ببعض هذه الأنشطة، خاصة تلك المتعلقة بتقنية الأدوات فالرجال يمتلكون مراقبة وسائل الإنتاج الأساسية (أدوات، تقنيات، الأرض، الرساميل، اليد العاملة) ووسائل الدفاع والعنف، من هنا تحكمهم في التنظيم الرمزي والسياسي. نستنتج إذن مما تقدم أن إقبال الرجال على التعاطي لمهن نسائية بالمجتمع المغربي لا يحط من قيمتهم الاجتماعية، ولكن على عكس ذلك، فإن تعاطي الرجال لهذه المهن التي كانت مقصورة على النساء سيخرجها من الظل، وسيكسبها قيمة اجتماعية عليا، وربما سيؤدي إلى رفع قيمتها المالية وإلى اشتداد المنافسة بين الرجال حولها. =لك أنه بحكم قيم الثقافة البطريطية التي مازالت سائدة في جميع المجتمعات فإن الرجل كلما وجد أدوارا يعتبرها المجتمع سامية ومحترمة، كلما استعمل عنفه البيولوجي لاكتسابها والهيمنة عليها، كما ذهب إلى ذلك الباحث ستيفن غولد بيرغ.

الأحداث المغربية

نظرة المغاربة للرجال الممتهنين لمهن نسائية

- المهم أن تكون المهنة شريفة
- منافسة الرجل للمرأة عيب


عرف المجتمع المغربي في الاونة الأخيرة العديد من الظواهر، التي استطاع البعض تقبلها، فيما لم يتقبلها البعض الاخر ومن هذه الظواهر اشتغال الرجال بمهن نسائية، هذه المهن التي تضع مشتغليها موضوع اتهام من خلال تشبيههم بالنساء ومؤاخذتهم على امتهان هذه المهن. فيما يلي رصد لرأي الشارع المغربي حول نظرته لهؤلاء الرجال.

لا فرق بين الرجل والمرأة

شخصيا لا أرى مانع من اشتغال الرجال بمهن كانت حكرا على النساء، في هذا العصر لايمكن أن نتحدث عن أشياء خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء، واشتغال الرجال بمهن نسائية لا ينقص من رجولتهم في شيء بالرغم من أن عقلية المجتمع المغربي مازالت لم تتطور لتستوعب التطور الحاصل في العالم ككل، لأن التطورات الاقتصادية تفرض على الإنسان في الكثير من الأوقات بأشياء رغما عنه بالرغم من مخالفتها لطبيعته وتكوينه، للحصول على المال.
مراد، 28 سنة، عامل

نوعية العمل لا تغير سلوك الشخص

نحن المغاربة دائما نحكم على الأشياء عن بعد دون محاولة البحث عن الظروف التي جعلت هؤلاء الرجال يقبلون على الإشتغال بهذه المهن التي عرفت بها النساء، شخصيا أرى أن العمل الشريف كيفما كان نوعه أفضل بكثير من قطع الطريق على الناس وسلب ممتلكاتهم، أو العيش عالة على الغير، والمهنة كيفما كان نوعها لا يمكن بحال من الأحوال أن تغير شخصية صاحبها وسلوكه، إذا كان واثقا من نفسه ومؤمنا بما يعلمه.
أحمد، 34 سنة، معلم


المهم أن تكون المهنة شريفة

ليس المهم أن تكون المهنة نسائية أو رجالية، المهم هو أن يحافظ الرجل على قوة شخصيته وحضوره، لأن شخصية الإنسان لا ترتبط بالمهنة التي يمارسها، كما يجب أن تكون هذه المهنة شريفة وتوفر لصاحبها دخلا مشروعا، يعيش منه سواء كان رجلا أو امرأة بدل أن يعيش عالة على زوجته وأهله.
فاطمة،40 سنة، موظفة

منافسة الرجال للنساء في المهن عيب

اشتغال الرجال في مهن نسائية تنقص من قيمتهم ومن رجولتهم فالرجل يجب أن يشتغل في ميادين معينة تحافظ على كرامته وعلى كبريائه، ومن العيب أن ينافس النساء في المهن التي يقمن بها، لأن المهن النسائية في غالب الوقت لا تعتمد على المجهود البدني الذي يتوفر عليه الرجب من خلال تكوينه الفيزيولوجي، وهذه المهن النسائية تجعل الناس يشككون في فحولة الرجل ويشبهونه بالنساء.
زينب، 30 سنة، ربة بيت

المهنة تجعل صاحبها محترما

أنا لا أستوعب أن يعمل رجل في مهنة عرفت بها النساء من قديم الزمان، كالرقص أو الخدمة بالمنازل فالرجل يجب أن يحافظ على مكانته الاجتماعية التي لا تكتمل إلا بوضعه داخل المجتمع، فالمهنة من بين الأشياء المكلمة لشخصية الإنسان، والتي تفرض احترام الناس له خاصة في المجتمعات العربية، واشتغال الرجال بهذه المهن يدل على تقهقر قيم المجتمع وتحلله.
سمير،22 سنة، طالب جامعي

يجب على الرجل أن يحافظ على خصوصيته

أنا ضد أن يتطاول أي من الرجل والمرأة على تخصص الاخر، لأن كلا منهما لديه خصوصيته التي يجب أن يحافظ عليها، دون أن يحاول تغيير الحكمة والهدف الذي خلقه الله من أجله، ولا يجب أن يشتغل أي واحد منهما في المهن التي يحتكرها الاخر حتى يحافظ كل طرف على مكانته بدل أن تختلط الأمور.
سناء،23 سنة، طالبة

الأيام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجال يلجون "مهنا" نسائية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ليكارد كور.. أسرار مهنة حماية رجال الدولة
» فتيات يعاكسن بعضهن وفتيان على أبواب التخنث نساء مسترجلات ورجال بملابس نسائية
» هل أجد من بينكم يا رجال من يُحسن لامرأة غدر بها الزمان؟
» شقيقتي‮.. ‬لم تجد من رجال الدّنيا إلا محتالا تشاركه الحياة‮
» هكذا هرب رجال الأمن رئيس الحكومة من المتظاهرين .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حلم المهرجان :: تحقيقات ساخنة-
انتقل الى: