التسيب الأخلاقي
إننا نشهد اليوم تقدما ملحوظا في جل ميادين الحياة ، وكلمة التقدم تعني كل خطوة إيجابية نخطوها نحو الأمام. لكنني اللحظة سأتطرق إلى نوع آخر من التقدم والذي سأصطلح عليه بمصطلح التقدم الرجعي أو التقهقري أو التقدم إلى الوراء وأعني بهاته المصطلحات التي تصب في واد واحد . ما وصلنا إليه من فحش وتفاحش ومنكر وتناكر وكأننا خلقنا للهدم لا البناء وللإفساد في الأرض لا الإصلاح فيها ، وكلامي هذا مخصوص بفئة بشرية من الناس وبالتحديد فئة بنات حواء اللائي جرفهن تيار الحياة المادية ومال بهن السهم نحو اليسار وانقلبت بهن الموازين وتغيرت لديهن المفاهيم واختلط الحابل بالنابل، وبذلك تمكن دعاة التغريب من الاستحواذ على ما تبقى من بارقة الأمل لديهن ليحولهن إلى لعبة وعجينة بين أيديهم يتحكمون فيها متى وأنى شاؤوااا؟؟؟؟
ويكفي المرء جولة في أحد شوارع مملكتنا الحبيبة ليرى بعين دامعة ويتأمل بقلب متألم ما وصلت إليه أحوال الفتيات وهن يجبن الشوارع بحركات مائلة ويتجولن بلباس أصبح يظهر من الزينة ما لا يراه الزوج من زوجته في الفراش. وقلوب بني آدم رجالا وذكرانا الله وحده يعلم بعدد دقاتها ودرجة خفقانها وهم يشاهدون ذاك المجون والسفور، وكأننا – لولا المعالم المغربية – لخيل إليك أنك في دولة أجنبية أو في ملهى ليلي لا ينقصه سوى الأضواء الحمراء والموسيقى الصاخبة وما يتبعها من ويلات.....؟؟؟
وحتى لا أزيد النار بنزينا بدل الماء، أضع بين يدي كل مسؤول مهما كانت درجته صغير أوكبير غني أوفقير ...هاته الأسئلة التي حيرتني وما زالت وأظنها ستزال . من المسؤول عن كل هذا التسيب الأخلاقي ؟ وهل حرية الفرد عندما تصطدم بحرية الآخرين لا يوجد من يردعها ويوقفها عند حدها ؟ بل إن كان هذا الفعل بدافع اللحاق بركب التقدم فلم لم نتقدم اقتصاديا وتكنولوجيا ؟؟؟؟
هذه وغيرها من الأسئلة أطرحها على الهواء لتبقى في الهواء إلى أن ينظر الله من حالها ويغير من حال إلى حال وما ذلك على الله بعزيز .
التليدي
talidi@hotmail.com