السياسون الرحل.. من هم ؟ كم عددهم؟ وكم مرة غيروا جلدهم؟

عدد المساهمات : 1959 تاريخ التسجيل : 19/12/2010

نحن متفقون تماما مع من يقول أن الأحزاب السياسية ليست ثكنات عسكرية.لأنها في الأصل اطارات مدنية قائمة على الاختيار الطوعي، ولن يأتي لها أن تجعل من أعضائها سجناء مذهبها.كما نعتبر في ذات الوقت أن للضرورة أحكاما، وأن على السياسي المحنك أن يعرف كيف يتأقلم مع ظروف بيئته، سيما فيما يخص البرلمان المغربي بشقيه، حيث لا زلنا نشهد تفشي ظواهر، من قبيل الأمية والرشوة واستغلال النفوذ.
وصحيح كذلك أن الأحزاب التي يتجاوز عددها الثلاثين تشهد بلقنة واضحة المعالم، ولا تتمتع حتى بمقومات البقاء، مع العلم أنه لا يوجد حزب واحد استطاع بعد تحمله المسؤولية في الحكومة أن يدلي بحصيلة عمله السياسي واجتماعي محدد.
ومن المؤكد أن تخوفات الملاحظ الوطني الغيور على بلده تنصب حول الترحال باعتباره ظاهرة قد لا تخدم بالضرورة الاصلاح السياسي، فهو رغم ذلك يبقى أمرا ثانويا لا يغير في جوهر المشكل شيئا، لأن النائب الأمي سيظل اميا، والانتهازي سيظل انتهازيا، وغير المؤهل لن يزيده الترحال معرفة ولا تأهيلا.
ثم اننا نتساءل : كيف تطمئن الأحزاب لهؤلاء الرحالة من دون خوف ولا توجس؟ وما الضمانات التي يقدمها هؤلاء (الرحالة) للأحزاب التي وفدوا عليها حتى لا يرحلوا عنها هي الأخرى؟
ان التجربة النيابية في أوربا،مثلا ،حسمت الأمر لصالح جوهر القضية،اذ قررت أن يطلب من النائب البرلماني احترام حزبه والتمسك بقوانينه ومشروعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي طيلة مدة انتدابه، وهذا بالطبع لا يمنع من أن تعطى لهذه التجربة فرصة تطبيقها في المغرب مع التحفظ طبعا، لأن التجارب مكلفة،والحذرسيد الموقف في عذا الموضوع.

أشهـر السياسيين الرحـل

لخضر حدوش ...الرحالة الكبير

كان لخضر حدوش، المنسق الجهوي لحزب الحركة الشعبية، حديث الأوساط السياسية والمهتمة بالشأن الخزبي والانتخابي ،بعد أن رفض أعضاء الفريـق الحركي عودته للحزب.هو معرفو بترحاله الحزبي من البيت الحركي.رحلة الشتاء والصيف دشنها حدوش بهجر حزبه نحو حزب التهامي الخياري جبهة القوى الديمقراطية ،قبل الاستحقاقات الانتخابية 2007 ، الا أنه تراجع فورا عن اتمام الصفقة وعاد الى حزب الحركة الشعبية بعد تعرضه لانتقادات شديدة وعتاب من المقربين، ورغم ذلك لم يدم مقامه بحزب السنبلة طويلا، اد سرعان ما علم الجميع بخبر التحاقه بحزب الأصالة والمعاصرة وتكليفه بمهمة التنسيق الاقليمي بعد ذلك اعلن عن انتخابه بالمجلس الوطني.الا أن حزب الأصالة والمعاصرة نشر أسماء أعضاء مجلسه الوطني حسب الجهات ولم يرد اسم لخضر حدوش ضمنهم، لانه بكل بساطة تم طرده من الحزب ليعود الى بيته الأصلي الحركة الشعبية وسط رفض داخلي لعودته وترحيب القيادة على مضض للرفع من عدد نواب فريقها البرلماني.

محمد مبدع ..عميد البرلمانيين الرحل.
لم يدم مقام محمد مبدع داخل حزب الاستقلال وهو القادم اليه من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المندمج في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اذ سرعان ما غادره نحو الحركة الشعبية سنة 2000.
علاقة مبدع بالحركة الشعبية تبدو للمتتبع كزواج مصلحة، على اعتبار أن عدد مغادراته للبيت الحركي ملفتة للانتباه.فأول مغادرة كانت سنة 2002،أي بعد سنتين من التحاقه بحزب السنبلة بسبب عدم حصوله على التزكية للترشح في الانتخابات التشريعية التي دخلها لا منتميا، لكن فوزه بها وفشل المفاوضات التحاقه بحزب الاتحاد الاشتراكي أعاده الى معقله داخل حزب اتحاد الحركات.
نفس السيناريو تكرر معه في انتخابات 2007، أي عدم حصوله على التزكية لخوضها اذ ترشح كمشتقل، وبعد الفوز عاد من جديد الى حزب الحركة الشعبية ليتولى رئاسة فريقها البرلماني بمجلس النواب لولايتين تشريعيتين.

حسن أبو العز ...مصالح تتحكم
لم تثر مغادرة حسن أبو العز من الحزب الدستوري نحو الحركة الشعبية سنة 2000 أسئلة كثيرة لدى المتتبعين للشأن الحزبي المغربي، بعد أن نقل الحركيون أسباب نزول ابو العز على حزبهم من الهمس الى الجهر، مؤكدين أن رئيس غرفة التجارة والخدمات بسطات، وصاحب مطاحن التي تربطها بالمكتب الوطني للقطاني مصالح شتى، لم يكن ليختار حزب السنبلة لو لم يكن أمينه العام محند العنصر وزير الفلاحة...هذا في الوقت الذي ما فتئ أبو العز يؤكد أن سبب هجره للحركة الشعبية وعودته الى حزب الاتحاد الدستوري في السنة الماضية مرده الوضع الداخلي المهترئ لحزب الحركة الشعبية، بحكم أنه كان عضوا فيما سمي بالحركة التصحيحية التي حاول أصحابها الانقلاب على العنصر بعد استبعاد حزبه من تشكيل حكومة سنة 2007.

الشيخ أعمار .. حمامة ثم ميزان فجرار
لم يهضم حزب الاستقلال بعد التحاق نواب ومستشارين ومنتمين اليه.وفي مقدمتهم البرلماني الشيخ أعمار والمستشار محمد العربي بوراس بحزب البام حيث كان وقع ترحال أعمار عن الحزب كبيرا ولم يجد عضو في اللجنة التنفيذية حرجا في التعليق على مغادرة رئيس لجنة المالية بمجلس النواب في الولاية التشريعية السابقة بأن كمشة النحل أحسن من شواري من الذبان وأن أعمار معروف بترحاله اذ سبق له أن غير معطف التجمع الوطني بمعطف حزب الاستقلال.

حسن الدرهم.. ترحال بحسابات التوازن
منذ استرجاع الأقاليم الجنوبية كان حزب التجمع الوطني للأحرار أحد الأحزاب التي تقود التمثيلية التشريعية والجماعية بهذه المناطق وكان حسن الدرهم أحد أعيان قبيلة أيت باعمران ووجها انتخابيا ارتبط اسمه في سنوات الثمانينات بحزب التجمع الوطني للأحرار، لكن في اطار البحث عن توازن القوى بين حزبي الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال في المناطق الجنوبية فتح الاتحاد أبوابه في وجه الأعيان ومنهم الدرهم، اذ تم استقطاب حسن الدرهم لمواجهة ال الرشيد الورقة الرابحة لحزب الاستقلال في المناطق الجنوبية وتم ادماجه في المكتب السياسي للاتحاد، بل وانتخب كنائب لرئيس مجلس النواب دون أن يشعر بأن هناك خلافا جوهريا بين الحزب الذي رحل منه وذاك الذي وفد اليه.

أحمد زاروف وكجمولة بنت بي... الاتجاه المعاكس
وضعت انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين شتنبر 2006 النهاية للمسار السياسي للنائب البرلماني الكولونيل المتقاعد أحمد زاروف الذي كان التحق بحزب التقدم والاشتراكية ربيع سنة 2006 قادما اليه من حزب الحركة الشعبية اذ حرم من الترشح لولايتين انتخابيتين متتاليتين على أعقاب ادانته بستة أشهر حبسا نفاذا في علاقته بملف افساد انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين عن جهة تازة الحسيمة تاونات.
وكان زاروف قد اختار تغيير المعطف الحركي اليميني باخر اشتراكي بمعية كجمولة بنت بي الوجه الصحراوي الحركي اذ اختارت الحريك الى حزب علي يعتة بعد أن ضاق بها الحال داخل الحركة الشعبية بسبب ما وصفته مصادر حركية سيطرة حليمة العسالي على أجهزة الحزب.

رحو الهيلع ... نجم البرلمانيين الرحل
كان رحو الهيلع، رئيس فريق تحالف القوى التقدمية الديمقراطية بمجلس النواب خلال الولاية التشريعية الماضية، نجم البرلمانيين الرحل لهذه الدورة. فدون سابق اعلان قرر ممثل دائرة الرماني تيفلت بالغرفة الأولى الرحيل الى حزب الأصالة والمعاصرة مبررا تصرفه بعدم استجابة برنامج عمل حزب بعبد الله لطموحاته السياسية لكن الأخير رد بقوة وأصدر قرارا بطرد الهيلع بسبب ما اعتبره سلوكا الذي لا علاقة له بقيم ولا بمشروع مجتمعي والذي تحركه مارب خاصة...
ما لم يفهم من رحيل الهيلع هو أنه اختار هذه الرملاة القفز من حزب ذي مرجعية يسارية الى اخر ليبيرالي يميني بعدما سبق له أن ترك حزب الخياري حزب القوى الديمقراطية.