بعد إعلان المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير تصعيد احتجاجاتهم
انتشار كثيف لقوات الجيش اليمني في شوارع العاصمة والمباني الحكومية
صنعاء ـ خالد الهروجي
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء الثلاثاء انتشارًا كثيفًا لقوات راجلة تابعة للجيش تحمل الهراوات إلى جانب أسلحتها الشخصية الآلية "كلاشينكوف"، وتركز انتشار الجيش بشكل أكبر حول ساحة التغيير التي يعتصم فيها الآلاف من الشباب المطالبين بإسقاط النظام، وفي عدد من الشوارع والميادين العامة والجسور وحول المباني الحكومية المهمة التي تحيطها حراسات مشددة من قوات الأمن المدعومة بالسيارات المصفحة والأسلحة الرشاشة.
ويأتي انتشار قوات الجيش في صنعاء، إلى جانب قوات الأمن الاعتيادية بعد إعلان المحتجين في ساحات التغيير والحرية وعدد من المدن اليمنية، ومعهم أحزاب المعارضة اليمنية، الإعداد لتصعيد احتجاجاتهم بمسيرات كبرى في العاصمة والدعوة إلى عصيان مدني حتى يتم تلبية مطالبهم وسقوط نظام الرئيس صالح فورًا.
وتشهد ساحات الاعتصامات، وبخاصة في صنعاء ازديادًا ملحوظًا في أعداد المحتجين بدخول مجاميع جديدة إلى هذه الساحات، إضافةً إلى تدفق شخصيات تنتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إلى تلك الساحات وإعلان استقالتها من الحزب وانضمامها إلى المعتصمين المطالبين بسقوط النظام.
ونظَّم شباب التغيير وأحزاب المشترك عصر الثلاثاء في العاصمة صنعاء تظاهرة نسائية كبيرة اكتظت بها الشوارع المجاورة لساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، ومنذ منتصف اليوم سلمت اللجان الشبابية القيادة للجان نسائية لتنظيم هذه المسيرة التي طالبت بإسقاط نظام الحكم في البلاد ورحيل الرئيس صالح عن الحكم، بدءًا بلجان التفتيش والنظام وحتى الحماية في أوساط المسيرة.
كما نظَّم شباب اليمن وأحزاب المعارضة في محافظة ذمّار "100 كم جنوب صنعاء" تظاهرة كبرى هي الأولى من نوعها تشهدها المحافظة، وشارك فيها عشرات الآلاف من المطالبين برحيل الرئيس صالح وسقوط النظام، وأكدت مصادر محلية إلى "العرب اليوم" أن قوات الأمن حاولت في بادئ الأمر تفريق المتظاهرين ومحاصرتهم، غير أنها سرعان ما انسحبت أمام تدفق الآلاف الذين حملوا شعارات تؤكد مطالبهم بإسقاط النظام ورحيل الرئيس وأقاربه ورددوا هتافات وأناشيد وطنية مؤيدة لثورة التغيير في البلاد والتصدي لمحاولات السلطة وأجهزتها الأمنية قمع المتظاهرين.
وأضافت المصادر أن مصادمات محدودة وقعت بين أنصار الحزب الحاكم والمحتجين، مما أسفر عن إصابة أكثر من خمسة أشخاص، وأوضحت أن المتظاهرين في محافظة ذمار أحكموا سيطرتهم على وسط المدنية بالكامل لأكثر من ثلاث ساعات، قبل أن يبدؤوا في تنفيذ اعتصام مفتوح حتى تتحقق مطالبهم.
وفي محافظة تعز يواصل عشرات الآلاف من المعتصمين احتجاجاتهم للأسبوع الخامس على التوالي مطالبين بسقوط النظام في حين تشهد محافظة إب المجاورة تظاهرات يومية كان آخرها اليوم مع مشاركة الآلاف من أبناء المحافظة المطالبين بسقوط النظام، كما تتواصل الاحتجاجات في العديد من المحافظات والمدن اليمنية الأخرى.
ومن جهة أخرى قتل شخصان وأصيب قرابة أربعين آخرين في مواجهات بين سجناء في السجن المركزي في صنعاء حاولوا التمرد وبين الحراسة الأمنية للسجن وقوات مكافحة الشغب، وفي حين تتحدث بعض المصادر عن هرب سجينيْن فقط، وأكدت السلطات الأمنية أنها أحبطت تمرد السجناء الذين حاولوا الهروب الجماعي بعد يومين من الاضطرابات داخل السجن وسماع دوي إطلاق النار داخل المبنى الكبير للسجن مرات عدة.