حلم المهرجان
حللتم أهلا و نزلتم سهلا في الموقع الرسمي للمهرجان الدولي للشعر والزجل ، بتسجيلكم في الموقع تصبحون تلقائيا أعضاءا في "فضاء الشعراء" أكبر فضاء عربي يضم شعراء العالم . الرجاء اختيار رقم سري مكون من الأرقام والحروف حتى يصعب تقليده .
حلم المهرجان
حللتم أهلا و نزلتم سهلا في الموقع الرسمي للمهرجان الدولي للشعر والزجل ، بتسجيلكم في الموقع تصبحون تلقائيا أعضاءا في "فضاء الشعراء" أكبر فضاء عربي يضم شعراء العالم . الرجاء اختيار رقم سري مكون من الأرقام والحروف حتى يصعب تقليده .
حلم المهرجان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي فني إعلامي شامل((((((((( مدير و مهندس المنتدى : حسن الخباز ))))))))))
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com

 

 28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد السعود




عدد المساهمات : 1959
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا   Empty
مُساهمةموضوع: 28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا    28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا   I_icon_minitimeالإثنين 21 مارس - 13:26:40

28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا


أن يكتب رايمون ساسيا مذكراته فهذا يعني انتظار سماء تهطل بالأسرار وحينما يضمن كتابه جزءا خاصا بالمغرب "في خدمة صاحب الجلالة فإن الانتظار يصبح مشوبا بالخوف والرهبة، ولكن رايمون ساسيا ذا التاريخ الخارق ظل وفيا لجزء من مهنته الأصلية وهو كتمان الأسرار


ثمان وعشرون سنة في خدمة الملك الراحل الحسن الثاني، خصص لها أربعين صفحة بالكاد بمعدل صفحة وربع الصفحة للسنة هذا المقاوم العسكري البوليسي الاستخباراتي السريع والمحنك في الرماية والخبير في تنظيم حراسة الرؤساء والملوك، وصل إلى الدار البيضاء في 11 يوليوز 1971 بعيد المحاولة الفاشلة لانقلاب الصخيرات وغادر الرباط في 23 يوليوز 1999 بعد انتهاء مراسيم جنازة الحسن الثاني، وبذلك يكون قد عاش الجزء الأكبر من تاريخ المملكة المشعل وهو في قلب النظام، لقد كان فاعلا أمنيا وشاهدا على عصره وحتى إن كانت ضرورة التحفظ تفرض عليه كتمان أسرار الدولة، فإنه أعطى في الصفحات الأربعين من كتابه التي نقترحها عليكم كاملة في هذا الغلاف زبدة نادرة من الوقائع غير المعروفة والطبائع غير المألوفة والذكريات التي تختلط فيها الدماء بالدموع تارة وبعض من أفراج الملك التي لا شبيه لها. بدأ ساسيا مشوار حياته طفلا فقيرا بباريس يقطن ووالدته في بيت ضيق جدا أسفل عمارة كانت أمه تحرسها انخرط في المقاومة وأصيب في معركة تحرير فرنسا من النازية وهو ابن السادسة عشرة، ولم يكن قد تجاوز العشرين سنة بقليل حتى ذاع صيته كأحد أمهر مستعملي السلاح وأحد أسرع الرماة وبعد عودته من عمله في الجيش الفرنسي بألمانيا سيؤسس ناديا للجيدو سيستقطب نخبة فرنسا آنذاك السياسية والفنية، إلا أنه وسط هذا النادي سيكون له عمل آخر هو الاستخبارات "بموازاة عملي كمدير لناد رياضي كنت أتابع تكوين أفواج إدارة الوثائق والمستندات الخارجية في مصلحة العمليات... كنت أكون فرق "جيمس بوند" الفرنسية... كنت مكلفا بالتدريب على القتال والتصويب بالأسلحة النارية. وهما شعبتان أساسيتان لكل فرقة عمليات بالمخابرات"، يقول ساسيا في كتابه. ولكن التحول الكبير في حياة ساسيا الذي كان ذا حساسية دوغولية سياسيا، هو عندما سيحظى بمنصب الحارس الشخصي للجينرال دوغول، رئيس الجمهورية الخامسة الفرنسية. بعد عشر سنوات في خدمة الجينرال، سيقود القدر رايمون ساسيا إلى المغرب وهي الحكاية التي نرويها على لسانه من خلال كتابه :"LE MOUSQUETAIRE DU GENERAL " في الصفحات الموالية



انجاز: أحمد قنديل

الوصول إلى المغرب

الملك يدخن في قبو الحراس الشخصيين

وجبن الأمن الملكي في الصخيرات



بعد وفاة الجينرال دغول أنا ورفاقي نعلم أن الأمور لن تكون أبدا كما كانت من قبل كنت عميدا مركزيا ومكلفا بمهمة لدى وزير الداخلية السيد مارسولان من أجل تهييء وتطوير والإشراف عل ى مراكز الحماية وتدريب الشرطة. وفي هذه المرحلة انتشر في أوساط موظفي الشرطة ما كان يسمى طريقة "ساسي" في الرماية السريعة. لم أنتظر كثيرا لتقودني الأقدار نحو مغامرات جديدة، وقتها اختار الرئيس جورج بومبيدو صديقي جاك شابان ديلماس كوزير أول كان يناديني دائما "ابني".

ويوم 11 يوليوز 1971 تلقيت مكالمة هاتفية من وزير الداخلية يخبرني فيها أن الوزير الأول يطلبني على الفور، توجهت إلى ماتينيون وعلى الفور استقبلني الوزير الأول، كنت متوجسا من سماع خبر سيء أو مؤاخذة على خطأ مهني... بادرني قائلا:
-" ابني هل أمورك على ما يرام؟"
- "جيدة السيد الوزير الأول".
-لا تعليق؟
- لا، السيد الوزير الأول..
- إذن نحن متفقون جهز حقيبتك، هناك طائرة في انتظارك ستقلع على الساعة الثامنة في اتجاه المغرب.
- إلى المغرب؟ ولكن ما هي مهمتي في المغرب؟
-ألا تعلم؟ وزير الداخلية لم يخبرك بشيء؟ ألا تسمع الإذاعة؟ ألا تقرأ الجرائد؟
لا علم لي بشيء يتعلق بالمغرب، السيد الوزير الأول.

لقد وقعت البارحة محاولة انقلاب عسكري بالصخيرات قرب الرباط خلال حفل بمناسبة عيد ميلاده، وقعت مجزرة سقط فيها أزيد من 100 قتيل، منهم مغاربة ودبلوماسيون ، الملك نجا وهو يطلب في إطار التعاون بين بلدينا أن تبعث له فرنسا خبيرا في الشؤون الأمنية... اخترتك وسيستقبلك هذا المساء ممثل الملك،لا مجال لأن ترفض.

- أنا لا أرفض، السيد الوزير الأول، ولكنني لا أعرف شيئا عن المغرب.
- ستعرف في عين المكان ستنصت ستلاحظ محيط الملك، ستلتقي الملك وترى ما سيطلب منك وستخبرني. لا تنس أن المغرب ملكية وحليف وأن الحسن الثاني صديق وثيق لفرنسا.
وبخدمتك للملك فإنك تخدم فرنسا في المغرب، هيا، ستنقلك سيارة إلى مطار فيلا كوبلاي خلال ساعتين.

نزلت بالدار البيضاء لكن سلطات المطار منعتني من النزول وطلبت مني المكوث في الطائرة انتظرت ساعتين. قائد الطائرة كان قلقا كذلك، لأننا لم نكن نعرف شيئا عن مخلفات محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت. هل وقعت تطورات في الوضع بين لقائي مع شابان ديلماس ونزولي بمطار الدار البيضاء؟

هل مازال الملك في السلطة؟ وحوالي منتصف الليل، جاء الكولونيل أحمد الدليمي مدير أمن الملك للقائي قال إنني سأقابل الملك ولكن نظرا للظروف الراهنة لابد من الاحتياط والتحرك بسرية، "ستنزل في أحد الفنادق وسيستقبلك الجينرال أوفقير وزير الداخلية، ليشرح لك الوضعية في اقرب فرصة".

أقمت في فندق المنصور استقبلت جيدا ولكن لم يكن مسموحا لي بمغادرة الفندق، ولم أكن أريد الاتصال بباريس مخافة أن يكون هاتفي تحت المراقبة، نمت وقضيت اليوم الموالي متجولا في الحديقة مراقبا من طرف حارسين كانا يراقبان كل تحركاتي كنت أتساءل عن أي مطب وقعت فيه. مر يوم آخر دون وقوع أي شيء، كنت عازما على الاتصال بشابات ديلماس صباح اليوم الموالي لأشرح له الوضعية الغريبة التي كنت أوجد فيها. ولكن في الساعة الحادية عشرة ليلا تلقيت اتصالا هاتفيا:

-رايمون ساسيا؟
- نعم
- أنا الجينرال أوفقير كيف حالك، ألا تتذكرني؟
- نعم ، بطبيعة الحال جينرال...
يجب دائما الرد بنعم في مثل هذه الحالات حتى وإن لم تكن تعرف ما يعنيه محاورك.
لقد التقينا في الإليزية خلال زيارة الملك للجينرال دوغول كنت ضمن الوفد المغربي.

بالفعل تذكرت أننا كمظليين سابقين تعاطفنا بسرعة وتحدثنا في ما بيننا، أوفقير كان عريفا بالجيش الفرنسي، أحد الأبطال على رأس الجنود المغاربة خلال معركة مونت كاسينو بإيطاليا وكان لنا صديق مشترك هو الجينرال جانو لاكاز.

_ جلالة الملك سيستقبلك كن على استعداد.
_ ولكننا في منتصف الليل
_ نعم الملك يشتغل أيضا بالليل.

في الساعة الثانية صباحا، أخذتني سيارة من الفندق إلى قصر الرباط الذي وصلناه بعد ساعة. كان الملك قد أنهى على التو مجلسا استثنائيا للوزراء، ولكنه استقبلني على الفور.

أبلغته تحيات صديقه جاك شابان ديلماس، وقال لي إنه سعيد لرؤيتي كنت بصيغة ما أعبر له عن الدعم الملموس لفرنسا في هذه المحنة.

قال لي :"هل تتذكر السيد العميد المركزي أننا تناقشنا في أحد المكاتب بالإليزية؟".

وبالفعل خلال زيارة الملك في يونيو 1963، قدم الجينرال دوغول للملك 400 من المدعوين واحدا واحدا. وفي نهاية هذه المهمة المتعبة طلب الملك النجدة من رئيس البروتوكول الذي أشار إلي قائلا :"صاحب الملك إلى حيث يريد"، سرت أمام الحسن الثاني إلى الحمام وعند وصولنا انفجر ضاحكا:"لا، أنا لا حاجة لي بالحمام علي أن أخبرك بأنني مدخن كبير، ولم أكن أريد التدخين في حضرة الجينرال أبحث فقط عن مكان لتدخين سيجارة ".

_ جلالة الملك لا أدري أين يمكن أن نختبئ هناك مكتب متواضع للحراس...
_ جيد أرني مخبأكم...
وذهبنا إلى مكتبنا الصغير كان الملك مرتاحا وسعيدا بهذه الاستراحة وبدأ يدخن ورجلاه فوق الطاولة وسألني عن تكويني وعن المقاومة وعن المظليين في الفرقة 11 وعن حماية الجينرال...

" آه، أنت هو الرجل الذي قام بتدريب في مكتب التحقيقات الفيدرالي (الشرطة الأمريكية)، صديقي شابان ديلماس تحدث لي عنك، وشاهدت روبورتاجا عنك في مجلة "باري ماتش" ألا تريد المجيء إلى المغرب لقضاء بضعة أيام؟ ستكون ضيفي".

_أنا ممتن لكم جلالة الملك، ولكن تعلمون أن خدمة الجينرال تشغل كل وقتي,

_ لا يهم اعلم أنك ضيف المملكة دائما.
كان الملك يملك ذاكرة قوية، ومباشرة بعد المحاولة الانقلابية اتصل شابان ديلماس وهو يتذكر لقاءنا وطلبني لأكون على جانبه في عز الليل، حيث كانت تروج إشاعات عن حملات تطهير بعد المحاولة الانقلابية كانت ضرورية بعد الأداء السيء لمصالح الأمن. وعندما بدأ العسكريون يطلقون النار على المدعوين مخلفين مجزرة فظيعة، لم يفكر أي من الحراس في حماية الملك، اضطر للهرب إلى الشاطئ والاختباء وحيدا في كابينة حمام. ووسط الهلع كان الكل يحاول الإفلات بجلده. الحراس هربوا وفي اليوم الموالي عثر على أسلحة ضباط الأمن مخبأة في المزهريات والحمامات. الحراس كانوا يخشون أن يعثر عليهم الانقلابيون وبخوزتهم الأسلحة في حالة إذا نجح الانقلاب.

في ظل هذه الظروف طلب مني الملك إعادة تنظيم جذري لمصالح أمنه، كانت لي كل الصلاحيات في هذه المهمة بالتعاون مع الجينرال أوفقير الذي عين وزيرا للدفاع الوطني كان الأمر يتعلق بتنظيم مصالح الأمن بوزارة الداخلية.





العلاقة مع أفقير

حينما اكتشفنا جهاز تنصت في هاتف الملك



كانت علاقاتي جيدة مع أفقير حتى الانقلاب الموالي، يجب القول بأنني كنت مستشار الملك الخاص. وبهذا المعنى كل أفراد القصر يحترمونني مبدئيا أوفقير كان يعترف بكفاءتي وكان يحترمني لأنني كنت مظليا سابقا، كما أنني حصلت على توجيهات قيمة من السفير الفرنسي كلود لابيل، نصحني بعدم الظهور في الواجهة وإعطاء المغاربة دائما الإحساس بأنني هنا كقوة دعم، وإلا أتدخل بأي حال من الأحوال في شؤون القصر أو آخذ مكان أي أحد وكذلك عدم تصفية حسابات الملك مكانه. وفي ما بعد ساعدني أيضا خلفه جان برنار ريموند، وهو أيضا عارف جيد بالواقع المغربي لتعويض نقصي الفظيع في معرفة دواليب الحياة في المملكة، وفي هذه الظروف كان محيط الملك يقدر التزامي حدود موقعي، والضباط الكبار كانوا يحترمونني لاسيما وأن العديد منهم كانت لهم صداقات وسط انقلابي الصخيرات وأن بعض من أفلتوا من عمليات التطهير التي شهدها الجيش عقب الانقلاب كان عليهم أن يعملوا بأي ثمن على محو صداقتهم بالانقلابيين.

أوفقير أقام حفلة في بيته بحي السويسي على شرفي بعد أربعة أيام على وصولي إلى المغرب. كما في صالون فسيح حيث جلس حوالي 40 من الضباط والوزراء، قدمني لهم، لم أكن أعرف أحدا وكانت مواضيع الحديث محدودة وكان من غير اللائق الحديث عن المجزرة الحديثة والأداء البئيس لأمن الملك وكان من السابق لأوانه الحديث عن دوري ، البعض كان يتحدث والبعض يلعب الورق.. رأيت من بين المدعوين رجلا بربريا مسنا جالسا لوحده كان يلبس الأبيض، ملامح وجهه مرسومة جافة مثل رجل من الصحراء سألت أوفقير من يكون "إنه جندي مغربي سابق برز بشجاعته خلال الحملة الإيطالية، اذهب للحديث إليه، إنه بطل وحكيم. "اقتربت منه، قدمت له نفسي :"يا ابني" أعرف من أنت أنا سعيد لأنك حظيت بعطف الملك، انت محظوظ"، اقترب مني كما لو أنه يريد أـن يبوح لي بسر، همس في أذني وقال :"هل تسمح لي أن أقدم لك نصيحة؟ الملك هو الشمس، لا تقترب كثيرا من الشمس وإلا يتحترق ولكن ابق تحت خيوطها، وهكذا ستحس دائما بالدفء..." احتفظت بهذه النصيحة مثل حجاب يمكن أن تكون قريبا من رجل قوي ولكن عليك دائما تفادي التعرض كثيرا للأضواء وأضاف الرجل المسن قائلا :" احذر يا ابني هنا أظهر نفسك مثل أسد ولا تظهر نفسك أبدا مثل حمل...".

في ما يتعلق بأوفقير ، وحتى أكون صريحا، فوراء التكامل الظاهري، كان يراقبني وكنت أراقبه، كانت لدي شكوك حول وفائه وفاتحت الملك في هذا الأمر، في يونيو 1972 استقبل المغرب بالرباط حوالي 20 رئيس دولة إفريقيا بمناسبة قمة لمنظمة الوحدة الإفريقية كان الضيوف يقيمون في فندق هيلتون وطلب الملك أن يهيأ له مكتب للتباحث على انفراد مع ضيوفه، وكالعادة تحققت من توفر شروط الأمن. وبما أن الأمر يتعلق بقمة دولية، طلبت مساعدة من المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية، أخبرني أحد المختصين منزعجا وقال :"السيد الوالي، لقد وجدنا جهاز تنصت في جهاز الهاتف الموضوع على مكتب الملك... أخبرت الملك بذلك على الفور، سألني :"برأيك من يريد التجسس علي، أجبت :"جلالة الملك لا أعرف... وفي كل الأحوال هو شخص نافذ لأن الأشخاص الذين بإمكانهم دخول المكتب قليلون".

_ الجينرال أوفقير الكولونيل الدليمي؟ أو ربما هما معا... وعموما جرت مهمتي في المغرب بشكل جيد ما بين 1971 و1976 ومنذ 1972 قبل محاولة الانقلاب الثانية، دشن أوفقير مركز تكوين الشرطة رفقة شقيق الملك الأمير مولاي عبد الله الذي كان مولعا بالرماية والذي كنت أقدم له بعض النصائح أصبحت رفيقا للأمير إلى درجة أثارت بعض الغيرة من جانب الحسن الثاني الذي قال لي ضاحكا ذات يوم :"هل أنت مستشار الأمير أم مستشار الملك؟" استخلصت الدرس على الفور...



إنشاء الأمن الملكي الخاص وساسيا يختار المديوري


لم أقم فقط بإنشاء إدارة الأمن الملكي واختيار رئيسها العميد محمد المديوري نظمت أيضا وكونت مصالح أمن القصر واشرف على تنظيم إجراءات تنقلات الملك، ولكن الحسن الثاني كلفني أيضا بأمن عائلته لاسيما خلال زياراتها للخارج. وأخيرا كلفت بمهمة لدى وزير الداخلية القوي إدريس البصري. وبفضل دعم فرنسا وخاصة خبرة القائد كريستيان بروتو والملازم بول باريل من الدرك الفرنسي وبمساعدة صديقي الوفي الجينرال حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي، أنشأنا مجموعة التدخل للدرك الملكي GIGR المغربية. وبعد تنفيذ إصلاح الأمن الملكي سنة 1976 تقدمت إلى الملك لأقول له بأن المغاربة الذين تكونوا أصبحوا قادرين على الإضطلاع بأمنه، وأنه لم يعد بحاجة لي. رد علي قائلا :" لا احد يتخلى عن الملك أطلب منك أن تبقى إلى جانبي".

كان الحسن الثاني يقوم بنشاط ديبلوماسي مكثف مع الشرق الأوسط والدول الإفريقية كان الرؤساء الأفارقة الذين يزورون المغرب معجبين بفعالية وانضباط وبداهة مصالحه الأمنية والدرك ومجموعات التدخل. بعضهم كان سأله كيف استطاع تشكيل فرق بهذه الكفاءة، كان يرد بأن مساعدة فرنسا كانت حاسمة، كان رؤساء الدول الآخرين يحلمون بأن يكون لهم حرس بهذه الكفاءة خاصة عندما تكون سلطتهم هشة وتحت رحمة الانقلابات... سألني الملك لماذا لا تحدق فرنسا مركزا للتكوين الأمني لفائدة الشخصيات المرموقة، لكن يبدو أن الحكومة الفرنسية كانت لها اهتمامات أخرى... واستخلص الحسن الثاني بتبصره وحكمته من ذلك ما استخلصه وأنشأ هذه المدرسة في المغرب، وكلفت أكثر من 20 دولة إفريقية وعربية هذه المدرسة بمهمة تكوين مصالح أمن رؤسائها وملوكها، وهي المدرسة التي كنت أشرف عليها. وهكذا من خلال مصاحبة وتكوين الأطر الأمنية لرؤساء دول قارتين تمكن المغرب من ضمان وسيلة دبلوماسية مؤثرة ومصادر معلومات من الطراز الأول.
وقد أحس الأمريكيون بالغيرة لأنهم لم يفكروا في الأمر قبل المغاربة.

لم أكن دائم الإقامة بالمغرب، كنت أزاوج بين مهمتي بالمغرب ومهمتي في إدارة الأمن الفرنسية في بنيات التكوين والتدريب وكمدير للأمن بوزارة الداخلية بطلب من الوزير ميشيل بونيا توفسكي. كنت أعيش في باريس مع زوجتي وابنتي عند الضرورة وعند أول طلب من الملك كنت أركب الطائرة وأكون في المغرب بعد ساعتين. وفي كل الأحوال كنت أقيم أسبوعا في الشهر بالمغرب لأراقب بشكل مفاجئ مراكز التكوين وأفتش الأمن الملكي. "بطلب منه كنت أرافق الملك في كل تنقلاته داخل المغرب أو خارجه، وكنت أيضا مكلفا بحماية أفراد العائلة الملكية في أسفارهم إلى فرنسا".



انقلاب الطائرة

عندما انهارت بعض الشخصيات وأرادت فتح باب الطائرة في الجو



في يوليوز 1972 جاء الملك مع عائلته إلى فرنسا كان يقيم في قصر بيتز "Betz" في منطقة الواز (Loise) حيث كان يحب أن يرتاح الإقامة جميلة هادئة وفسيحة كانت كتيبة من الدرك الملكي تحرس الإقامة من الداخل وأخرى من الدرك الفرنسي تحرسها من الخارج، كان مركز قيادي قرب مبنى البلدية، كنت أشرف على عمل الكتيبتين وكنت على اتصال مستمر مع الملك ووالي المنطقة. في أحد الأيام، على الساعة الثانية صباحا، استيقظت من النوم مذعورا في غفوتي سمعت زخات من الأعيرة النارية أسرعت إلى اللاسلكي اتصلت بالجينرال بنسليمان في الإقامة فأكد لي وقوع إطلاق النار على بعد حوالي كلم، وأن أفراد الدرك الملكي في حالة تأهب داخل الإقامة وفي الحديقة وعلى استعداد لإطلاق النار. اتصلت بوالي المنطقة وأخبرته بما يقع وشرحت له أن القصر ربما يتعرض لهجوم، استيقظ بسرعة وقال "يا للهول هناك مناورات للقوات لبرية في غابة سانيلس ربما خرجت إحدى الفرق عن المكان المحدد واقتربت من الإقامة دون أن تدري رغم أنني حذرت رؤساء الجيش".

أسرعت لأخبر بنسليمان والمغاربة قبل أن يردوا ويدخلوا في معركة مع جنود مبتدئين تائهين. لقد كنا قريبين من وقوع كارثة لأنه لو كان الجنود التائهون قد اقتربوا 500 متر أخرى من القصر، لكان المغاربة قد أطلقوا عليهم النار دون شفقة، ولكم أن تتصوروا المأساة والأزمة التي ستخلق. صباح اليوم الموالي سألني الملك عما حدث في الليل فأجبت بكلمات مطمئنة وزعمت أن الرياح حملت أصداء طلقات نارية بعيدة للجيش الفرنسي الذي كان يقوم بمناورات...

عودة الملك إلى المغرب كانت مقررة يوم 14 غشت الموالي. ربما علم الحسن الثاني عن طريق المخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية بأنه يجري التحضير لانقلاب، وبالتالي قرر في آخر لحظة تأخير رحلة البوينغ 727 التابعة للخطوط الملكية المغربية بيومين.

توجهنا في موكب إلى مطار أورلي، أعطيت تعليمات صارمة. في الطائرة الملكية يمنع على أي مرافق كان وزيرا أو رئيس أركان أن يحمل معه حقيبة أو حتى محفظة إلى داخل الطائرة. أشرفت بشكل دقيق وبمساعدة خبراء ألغام مغاربة وفرنسيين متخوفة من إمكانية وقوع أي عملية فوق التراب الفرنسي، وهو ما كان سيؤدي إلى عواقب ديبلوماسية رهيبة في كل المغرب العربي، وبالأخص على العلاقات بين المغرب وفرنسا... الأمتعة نقلت في طائرة ثانية C130 والأغراض الشخصية للملك نقلت في طائرته الخاصة ميستير 50. عندما توقفت طائرة بوينغ في مطار بورجي كان محيطها مراقبا من طرف الدرك الفرنسي، وبعض عناصر الدرك المغربي كانوا داخل الطائرة...

كان الملك جالسا في مقدمة الطائرة ووراءه مباشرة كنت أجلس أنا والأمير مولاي عبد الله والكولونيل أحمد الدليمي ومحمد المديوري، كنا حوالي 15 فردا من ضمنهم الأطباء الخاصون للملك ووزراء ومستشارون وأفراد أمن والكاتب الخاص للملك عبد الفتاح فرج.

مع وصولنا فوق سماء طنجة، سألت الأمير إن كان متفقا على أن يرافق سرب من الطائرات المقاتلة الطائرة الملكية عند عودتها إلى المغرب، وبما انه لم يكن يعلم شيئا هذا الموضوع، انحنى نحو شقيقه، رأيت علامات القلق ترسم على وجهه لم يكن أي اتفاق بهذا الشأن رأيت من نافذة الطائرة مرتين، أبرع طائرات FS تمر بجانب البوينغ، لاحظت أن هذه المقاتلات كانت مصبوغة كليا باللون الكاكي ولا تحمل لا العلم المغربي ولا رقم هويتها فكرت في بداية الأمر أن الأمر يتعلق بهجوم ليبي ل، العلاقات بين الحسن الثاني والقذافي كانت وقتها جد متوترة. وبمجرد ما طلبت من الملك ومن الركاب وضع أحزمة السلامة، حتى سمعنا انفجارا قويا، إحدى الطائرات المهاجمة أطلقت عدة عيارات من أجل تدمير المحرك الموجود في وسط الطائرة. كانوا يريدون الإيهام بفرضية انفجار أحد المحركات الذي ربما كان سيقود التحقيقات نحو فرضية الحادث التقني أو انفجار قنبلة، وبأعجوبة أخطأوا هدفهم لكن الطائرة أصيبت مع ذلك بعدة ثقوب في المؤخرة، أحد المفتشين قتل على الفور بعد إصابته بعدة عيارات في الصدر، أصبت أنا بعدة شظايا في اليد والرجلين مثل الأمير مولاي عبد الله وعبد الفتاح فرج. أطلقت صفارات الإنذار وسقطت أقنعة الأوكسجين أمسكت بيد الأمير وقلت له "أعدك سنخرج منها سالمين". الملك أمامنا لم يتحرك، لم يصرخ، وبقي هادئا بشكل لا يصدق، أغمض عينيه وبدأ يصلي أخذ الأمير مولاي عبد الله يد أخيه وكنا نمسك ببعضنا البعض نحن الأربعة مع المديوري، داخل الطائرة وحولنا كان الهلع الريح كانت قوية، بعض الشخصيات كان مطروحة في الممر، البعض فقد صوابه وحاول فتح الباب للخروج إلى الأجواء لكن حضور بديهة القائد القباج ورزانته وهو الطيارين العسكريين، والذي تدرب في قاعدة "تسالون" ويعرف جيدا قيادة البوينغ التي كان يقودها كما يقود طائرة حربية كلها عوامل أنقذتنا بمجرد ما أصابتها الأولى، نزل بها رأسا وخلال بضع ثوان نزلت الطائرة من علو 10000 متر إلى 2000 متر، واصلت طائرات F4 قصفها وأصابت المحركين الموجودين على طرفي الطائرة. حلقنا طيلة أزيد من 10 دقائق بمحرك واحد وهو موجود في الوسط. ومن المعجزة أن المحركين المصابين لم ينفجرا. ومن الأعجوبة كذلك أن القائد نجح في الحفاظ على توازن الطائرة وواصل طيرانه.

انحنيت نحو الملك وسط الضجيج المروع والهلع، نظر إلي بشكل غريب وتفاهمنا على الفور، وأمر بالعربية قائلا :"قال عبر الراديو بأنني توفيت، أعلنوا موتي". نقل قائد البوينغ الرسالة صدق المهاجمون الخدعة وابتعدت الطائرات المهاجمة .سأل برج المراقبة إن كنا نستطيع الوصول إلى مطار الرباط ـ سلا، بعد أيام صرح الخبراء الأمريكيون الذين جاؤوا لمعاينة الطائرة بأنه لم يكن لنا حظ واحد من مليون للوصول بسلام لكننا وصلنا. وأعتقد أننا مدينون بسلامتنا لحنكة القائد وأيضا لصلاة الملك وهذا الحظ الخارق زاد من مكانه الحسن الثاني عند الشعب الذي رأى فيه عناية إلاهية.

وبرباطة جأش لا تصدق تمكن القائد من النزول في المطار خرجت الطائرة عن المدرج وتوقفت في العشب.

من نوافذ الطائرة المتوقفة رأينا وفدا عن الحكومة وعلى وجوههم الحزن والحرس الملكي على استعداد لتحية الملك الوداع الأخير والجينرال أوفقير مهندس الهجوم الذي جاء ليتأكد من وفاة الملك، فتح الباب ورأى الشهود على أرضية المطار الكولونيل الدليمي ومحمد المديويري وريموند ساسيا يقفزون إلى خارج الطائرة والسلاح بأيديهم.

وأمام اندهاش الجميع وحسرة الانقلابيين خرج الحسن الثاني وراءنا شاحبا ملابسه غير مرتبة لكنه كان سليما. أسرع الجينرال أوفقير لتقبيل يده وقاده حرس الشرف. تبعت الملك وأنا أعرج جاء الوزراء للسلام عليه، أبعدت المتطفلين وقلت بصوت صارم :"جلالة الملك نجا من محاولة اغتيال وهو معافى لكنه يريد أن يرتاح، اسبقوه في الموكب. التحقوا بسياراتكم وكونوا على استعداد للالتجاء نحو القصر الملكي. خلت قاعة الشرف، قلت لأفقير :"سر أمامنا عندما يركب الملك سيارته سأخبرك لانطلاق الموكب الذي ستكون في مقدمته".

وجهت الملك نحو المراحيض ليرطب وجهه بعد هذه الانفعالات وقفت أنا والمديوري في مدخل المراحيض. وعندما خرج الجميع أعطيت إشارة الانطلاق لافقير عبر الراديو، في مقدمة الموكب كان أوفقير متيقنا بأن الملك ركب سيارته في الواقع شقيق الملك هو الذي ركب سيارة المرسيديس 600 المصفحة وسط حرس الشرف ووسط الفوضى لم ينتبه أحد للأمر، وهكذا أعطى أفقير الأمر للانقلابيين ببدء المرحلة الثانية من العملية. عادت إحدى طائرات F4 ورصدت موكب السيارات على الطريق وأطلقت النار لإنهاء الأمر. سقط 8 قتلى وحوالي 50 جريحا. في تلك الأثناء بقيت مختبئا داخل المطار صحبة المديوري والملك، خرجنا خلسة عبر بوابة خلف البناية كان هناك موقف يضع فيه موظفوا المطار سياراتهم التقينا رجلا شهما كان يدخن سيجارة قرب سيارته الصغيرة كان مبهورا برؤية فرنسي ينزف دما يتقدم نحوه وبيده سلاح. عندما تعرف على الملك كان مغمورا بالسعادة للسلام عليه، قبل قدميه ويديه، طلب منه الحسن الثاني إن كان يسمح بأن يستأجر منه سيارته. لقد كان اسعد يوم في حياة ذلك المغربي البسيط. أعطانا المفاتيح، وانطلق الملك بالسيارة وأخذنا طرقا ملتوية حتى الصخيرات عند مخرج المطار وجدنا سيارات الحرس الملكي التي رافقتنا. وعندما اكتشف أوفقير أنه خدع، فكر في قصف القصر الملكي لكن الملك لم يكن في الرباط لقد فشل الانقلاب.

نقلت إلى المستشفى العسكري للعلاج، وفي الليل جاء شقيق الملك مولاي عبد الله خفية إلى غرفتي ليقبلني، وفي اليوم الموالي بعث إلي الحسن الثاني رسالة تمنيات بالشفاء، وبعث غلي الأمير الصغير مولاي رشيد إكليلا كبيرا من الورد.

وبعد شفائي استقبلني الملك بحرارة وقال لي وهو يضحك:" هربنا في السيارة الصغيرة ولكنني أفضل منذ الآن أن تنتقل في سيارة أكثر راحة، سأخصص لك سيارة بي إم دبليو بسائق لنقاهتك وتنقلاتك في المملكة كما أنن ي أود أن تستقر هنا بالمغرب...".

أجبته :"جلالة الملك أقدر رعايتكم ولكن لا استطيع الإقامة بالمغرب،، تعلمون جيدا أنني لن أكون أبدا مواطنا مثل الآخرين لأنني فرنسي وكاثوليكي وإذا ما وقع لي نزاع مع مغربي حتى وإن كنت على حق، ستكون مجبرا على الحسم لصالح الآخر الذي ترتبطون معه بروابط عميقة...


- رد قائلا:" معك حق ريمون ، لقد فهمت كل شيء الروابط مع شعبي ستكون دائما أقوى من الروابط مع أجنبي حتى وإن كان صديق ثقة مثلك".

بعد المحاولة الانقلابية، أبلغني المدير العام للشرطة الفرنسية السيد دور قرار تعييني عمديا ممتازا بصفة استثنائية تقديرا للتصرف الشجاع في مهمتي وفي المغرب كانت لي صفة والي أمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا
»  االحلقة لثانية والأخيرة من 28 سنة في خدمة الحسن الثاني يرويها جيمس بوند فرنسا
» وفاة جون باري واضع موسيقى أفلام جيمس بوند
» فرنسا: الفيس بوك في خدمة الشرطة
» يرويها أقرب المقربين من الشرطي المتهم ، التفاصيل الكاملة لمذبحة بلقصيري .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حلم المهرجان :: ملوك و رؤساء :: حوارات ساخنة مع الحسن الثاني-
انتقل الى: