[center] [b]
البتراء: ثروة وطنية غير مستغلة[/b]
[b]
لم تلق المدينة الوردية ما تستحقه من الاهتمام، ولم تجد البتراء من الرعاية ما يمكن أن يجعلها معلما عالميا مستديما، وذلك رغم فوزها كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة في العام 2007. ومنذ ذلك الوقت ولسان حالها يتفق مع تعبير الكاتب الروائي الكولومبي "لم يعد للجنرال من يكاتبه"، بل ويُخشى أن تضرب عليها أعوام أخرى من العزلة.
وكأن التاريخ قد توقف عند تلك المرحلة، وعند ذلك الإنجاز، في حين ستكون الرؤية أصوب بالقول إن تاريخ إعادة اكتشاف البتراء قد بدأ منذ تلك اللحظة لتتم عملية إعادة الاعتبار لهذه المدينة الفريدة.
المفارقة، أن الحكومة لم تستثمر ذلك الفوز وذلك النجاح سوى لعدة أشهر، ولم يكن نَفَسها طويلا في تكثيف حملاتها التسويقية والترويجية للمدينة التي تعد كنزا حقيقيا، ويمكن من خلالها تعزيز الناتج المحلي الإجمالي ورفد الخزينة بإيرادات كبيرة.
ولا يعني ذلك اقتصار مسؤولية تطوير الرؤية السياحية في البتراء على الحكومة، بل يتحمل القطاع الخاص جانبا مهما من تلك المسؤولية التشاركية، التي تقتضي منه إبداع الأفكار والتصورات حول تطوير المدينة سياحيا، وجعلها مركز استقطاب حقيقي للسياحة على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والعالمي. الأمر الذي يقتضي البحث عن برنامج سياحي خاص بالمدينة يمكن من خلاله إطالة مدة إقامة السائح، وهو ما يعني تعزيز المنشآت السياحية فيها وتنويعها، وإعادة تسليط الضوء على هذه المدينة وتكثيف الحملات التسويقية من أجلها.
ويمكن من خلال ذلك إعادة تدوير ما يتوقع أن تحققه سلطة إقليم البتراء من وفر خلال العام الحالي، بحسب موازنة الوحدات المستقلة لسنة 2011، والمقدر بـ2.5 مليون دينار لصالح السلطة من أجل تطوير واقع المدينة ومجتمعها المحلي.
يشار إلى أن موازنة الوحدات المستقلة لسنة 2011 رصدت إيرادات لسلطة إقليم البتراء نحو 24.6 مليون دينار فيما يتوقع أن تبلغ نفقاتها خلال العام الحالي نحو 22 مليون دينار، الأمر الذي يعني أن سلطة الإقليم تعد من الوحدات أو الهيئات الناجحة والتي ترفد الخزينة ولم تعد تشكل عبئا عليها مثل هيئات ووحدات أخرى لا تحقق سوى العجز في ميزانياتها.
حجم إيرادات البتراء ارتفع من تذاكر الدخول خلال العام 2010 بنسبة 31%، بعد أن وصلت إلى 17.700 مليون دينار مقارنة مع 13.507 مليون دينار خلال العام 2009، وسجلت المدينة الوردية خلال العام 2010 نحو 900 ألف زائر مقارنة مع 700 ألف زائر خلال العام الذي سبقه، بزيادة مقدارها 27 %.
الفرصة قائمة واقتناصها ما يزال متاحا لجعل البتراء مقصدا للسياح من كل دول العالم، شريطة منح مزيد من الاهتمام لهذا الكنز الذي لا يقدر بثمن، ويملك كل المؤهلات ليكون منافسا لأهم مواقع العالم وعجائبه.[/b]
[/center]