أكثر من 46 ألف "مقدم" يجوبون شوارع مدن و قرى المملكة
هم عيون و آذان الإدارات الترابية، مهمتهم الأساسية جمع كل ما يمكن أن يساعد قائد المقاطعة على أداء مهامه على أكمل وجه، الاطار القانوني لاشتغالهم جد مبهم، ولا يخضع تعيينهم لأية معايير دقيقة أو تكوين مسبق.
إنهم "المقدمين"، " أو "مقدم الحومة"، والذين ظهروا بالمملكة قبل عهد الحماية، وتقوت سلطتهم و مهامهم مع دخول المستعمر الفرنسي، ولم تستغني عنهم الدولة بعد الاستقلال لوعيها بالدور الهام الذي يضطلعون به داخل المجتمع المغربي.
و حسب جريدة لا في إيكو ، يوجد أكثر من 46 آلف مقدم يجوبون شوارع المدن و القرى المغربية، يجمعون كل المعلومات بطريقة مفصلة عن كل ما يجري و يدور في "محيط" اشتغالهم، و يعدون هذه المعلومات على شكل تقرير يومي يقدم إلى القائد و هو السلطة المباشرة على المقدمين، والذي يرفعه بدوره إلى رؤساءه، حتى تصل إلى وزارة الداخلية.
ويشار إليهم بأصابع الاتهام حينما يتعلق الأمر بالرشوة بحكم إرتباطهم بكل الوثائق الادارية التي يحتاجها المواطن، عقد إزدياد، شهادة السكنى، جواز سفر،شهادة العزوبة، رخصة بناء...، و يرجع الكثير من المقدمين تعاطيهم للرشوة للأجرة الهزيلة و التي لا تتعدى 2000 درهم في أحسن الأحوال، هذه الأخيرة ستزداد في آخر شهر يوليوز بمقدار 1500 درهم إلى 2000 درهم كزيادة صافية.
ولا ينبغي النظر إلى المقدمين دائما بنظرة سلبية فمنهم من ساهم في تجنيب البلاد الكثير من الكوارث، و شارك بعضهم في فك ألغاز بعض جرائم القتل التي استعصت على المحققين