حلم المهرجان
حللتم أهلا و نزلتم سهلا في الموقع الرسمي للمهرجان الدولي للشعر والزجل ، بتسجيلكم في الموقع تصبحون تلقائيا أعضاءا في "فضاء الشعراء" أكبر فضاء عربي يضم شعراء العالم . الرجاء اختيار رقم سري مكون من الأرقام والحروف حتى يصعب تقليده .
حلم المهرجان
حللتم أهلا و نزلتم سهلا في الموقع الرسمي للمهرجان الدولي للشعر والزجل ، بتسجيلكم في الموقع تصبحون تلقائيا أعضاءا في "فضاء الشعراء" أكبر فضاء عربي يضم شعراء العالم . الرجاء اختيار رقم سري مكون من الأرقام والحروف حتى يصعب تقليده .
حلم المهرجان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي فني إعلامي شامل((((((((( مدير و مهندس المنتدى : حسن الخباز ))))))))))
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com
لنشر اخباركم ومقالاتكم تسجلوا في المنتدى أو تواصلوا معنا عبر الواتساب +212661609109 أو زوروا موقعنا الالكتروني الرسمي
eljareedah.com

 

 مات الشيخ! أي إرث، لأي وريث؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منتدى حلم المهرجان
Admin



عدد المساهمات : 3461
تاريخ التسجيل : 20/07/2010

مات الشيخ! أي إرث، لأي وريث؟  Empty
مُساهمةموضوع: مات الشيخ! أي إرث، لأي وريث؟    مات الشيخ! أي إرث، لأي وريث؟  I_icon_minitimeالأربعاء 2 مايو - 6:29:26

فؤاد مدني


يوم الجمعة 13 أبريل الجاري “قتلت” الإشاعة المرشد العام لجماعة العدل والإحسان للمرة العشرين، وكان الخبر الذي تداولته العديد من المواقع الاجتماعية على الأنترنيت يقول الآتي: “أنباء عن رحيل مرشد جماعة العدل والإحسان بعد تدهور أحواله الصحية“. وبعد يومين من نشر الخبر، ستكذّبه الجماعة، بطريقتها الخاصة، وستبث تسجيلا صوتيا على موقع الشيخ الإلكتروني، يحيي فيه رباطا لأتباعه في مونريال بكندا.

وبعيدا عن مواكبة خبر “الإشاعة”، جاء صوت من وسط اجتماع هيأة تحرير مجلة “الآن” يقول: وماذا لو “قتلت” الإشاعة عبد السلام ياسين، فعلا، هذه المرة؟ ليكون ملف العدد موتا رمزيا للمرشد، الذي لم تستطع الدولة لسنوات ترويضه وجماعته. الآن، عبد السلام ياسين مات. ثمة سؤالان أساسيان: من هم المرشحون لخلافة المرشد؟ وكيف ستكون أحوال الجماعة بعد رحيل مؤسسها؟ إنها أصوات من داخل الجماعة وخارجها قرّرت أن “تقتل” عبد السلام ياسين للحظات محاولة الكشف عن مصير أقوى جماعة محظورة في المملكة، بعد الرحيل الرمزي لمؤسسها.

إنه بين يدي خالقه الآن، وفي الخارج لا يوجد غير الصراخ والعويل. إنه هادئ جدا وسط كفنه الأبيض الناصع. رائحة العطر والكافور تملأ المكان. ندية ياسين، كريمة الفقيد، تمسك دموعها بصعوبة، هي التي لم يرها أحد تذرف الدموع من قبل. في ركن آخر من بيت الفقيد، جلس بعض أعضاء مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان لتلاوة بعض الآيات على الروح المباركة: محمد برشي، محمد العبادي، منير الركراكي، فتح الله أرسلان.. الحزن على كل الوجوه، وخارج أسوار البيت توجد الجحافل البشرية التي بلغ بها الأسى حد الهذيان.. المئات يبكون، المئات يصرخون، أما هو فهادئ تماما وسط كفنه الأبيض الناصع. الآن، يحمل المشيّعون جسد المرحوم على الأكتاف. الآن، تتبعه الآلاف المؤلفة إلى المقبرة حزانى ومكلومين ويأتي صوت رخيم من داخل الروضة ليضع حدا لكل النحيب وكل الصراخ وكل شيء: “جنازة رجل”.. في هذه اللحظة فقط، لم يعد عبد السلام ياسين الأمير المرشد العام لـ”جماعة العدل والإحسان”، وبعد هذه اللحظة فقط ستبدأ قصة أخرى لجماعة من الناس لم تستطع السلطة، لسنوات، ترويضها.

بقايا صور
يقولون إنه، وفي حضرة الموت، يمر أمام عيني الميت شريط بصور كل أحداث حياته. ماذا رأى عبد السلام في الوقت بدل الضائع ما بين الحياة والموت؟ هل تذّكر حين كان يلعب في مراكش بقرب باب تلك المدرسة التي أسّسها محمد المختار السوسي في المدينة الحمراء، أم عادت إلى ذهنه صورة والده الفلاح محمد الذي فرّ من بلدة “حاحا” خوفا من أن يقتله “القايد”؟ هل تذّكر، قبل مغادرة هذه الحياة في اتجاه العالم الآخر، سنة 1956 عندما اعتكف في العبادة وبكى دموعا حارة قبل أن يجد الراحة في رحاب الشيخ عباس البودشيشي؟ أم عصفت به، في النزر القليل المتبقي من الحياة، صورته وهو في مشفى المجانين بعدما كتب رسالته الشهيرة إلى الملك الحسن الثاني؟ لا أحد يمكنه معرفة ما يشاهده الموتى قبل الموت، حتى “جند الله” (أعضاء الجماعة كما يصفهم ياسين في كتبه) لا يمكنهم ذلك، فالأمر الآن بين الخالق ومخلوقه.

حضر إلى مقهى بوسط مدينة الدار البيضاء، ليس عبد السلام ياسين ولكن أحد أبرز أعضاء المجلس القطري للجماعة، والذي كان يأخذ من “المرشد العام” رسائله الأولى، التي كان يبعث بها إلى “جند الله” في تلك الثمانينيات الغابرة، ويرسلها بعنوان بيته في الدار البيضاء “لأن رسائل الشيخ كلها كانت مراقبة” كما يقول هذا الرجل،توالذي يعرف أدق تفاصيل حياة “المرشد العام”. “ليس هناك شخص بكاريزما عبد السلام ياسين وقوته يمكنه أن يحل محله بعد وفاته”، هكذا جاء الرد مباشرا وواضحا على سؤال مباشر وواضح أيضا: من سيخلف عبد السلام ياسين بعد وفاته؟ ودون أن ينتظر هذا المسؤول السابق في الجماعة أسئلة أخرى يعلق:”كان يمكن أن يكون محمد البشيري، رفيق الشيخ، هو الخليفة لكن البشيري طرد من الجماعة ثم مات. كما كان يمكن أن يكون العلوي السليماني هو الخليفة لكن السليماني أيضا مات.. من بقوا اليوم كلهم ليسوا في كاريزما هؤلاء وقوتهم”.

وبالفعل، فأغلب من التقتهم “الآن” أثناء إعداد هذا الملف يرددون العبارة نفسها: “المشكل أنه ليس هناك شخص من طينة عبد السلام ياسين، وليس هناك واحد في الجماعة اليوم بكاريزما عبد السلام ياسين”، وعند هذه الملاحظة يتوقف واحد ممن كانوا إلى وقت قريب من المقربين جدا لـ”المرشد العام”، والذي يشغل منصبا مهما اليوم بعدما قطع كل علاقاته بالجماعة لأسباب رفض الكشف عنها، ليقول الآتي:”أنت تفكر في موت الشيخ؛ لكن يجب أن تعلم، في البداية، بأنه رجل يحبّ الحياة كثيرا”، ويستطرد المصدر: “ببيته، في إحدى المرات، خرجنا نتمشى في الحديقة، كنتُ أسير وراءه وأستمع إلى حديثه. وفي لحظة غير متوقعة، توقف عن الحديث ووضع ركبيتيه على الأرض ثم انحنى كما لو أنه سيركع وأخذ نفسا عميقا من الورود المتفتحة في الحديقة.. هذا رجل يحب الحياة وليس له أي مشكل مع أن يموت اليوم أو غدا أو بالأمس”.

صمت العضو البارز في المجلس القطري للجماعة لحظة طويلة. كان بالإمكان سماع أزيز الذباب في ذلك المقهى البيضاوي. أدار عينيه يمنة ويسرة في أرجاء المكان وقال التالي: “لتعرف كاريزما هذا الرجل، ولتعرف أنه ليس هناك من سوف يخلفه اليوم في الجماعة تمعن في الطريقة التي قدّم بها نفسه إلى الملك الراحل في رسالته الشهيرة “الإسلام أو الطوفان”. يقول عبد السلام ياسين للملك الحسن الثاني في مقدمة رسالته: “أنا عبد الله المذنب ابن فلاح بربري نشأ في القلة والحرمان المادي، ثم قرأتُ القرآن فهو كان بحمد الله ولا يزال قراءتي الحقيقية الوحيدة. ودرستُ تلميذا لعلمائنا في المعهد الديني. ولم ألبث أن طلبت معرفة أوسع من النقول التي تعيش عليها معاهدنا الدينية”، وبعد أن يستعرض أبرز مراحل حياته بأسلوب سلس وقوي يصرح عبد السلام ياسين بجملة قوية في وجه الملك الراحل: “كاتب هذه الرسالة يسهل تصنيفه من كل وجهات النظر السائدة المتضاربة ببلادنا، وأترك لكل أن يحكم كما يشاء. لكن ملك المغرب، بمعرفته حقيقة الوضع السياسي وحقيقة المتصوفة والزوايا التي يلعب بها كما يشاء، أقرب الناس أن يتلقى شهادتي بالبصر النافذ”.

بعد الرحيل
كان عبد السلام ياسين يعرف أنه سيموت يوما ما “ككل البشر”؛ بل أكثر من ذلك، فقد كتب عن موته في مذكرة “إلى من يهمه الأمر”، هو الذي اغتالته الإشاعة لأكثر من 20 مرة في حياته، رغم أن صيغة الكتابة كانت جمعا في المذكرة الشهيرة، لأنه كان يتحدث عن الموت عند المسلمين، وهو من المسلمين: “الموت فكرة تسكن دقائق عمري، إذ لا بد أن تصاحبنا صورة الرجل (في إشارة إلى مناداة المنادي في المقبرة: جنازة رجل) الذي سنكونه اليوم أو غدا. يذكر المؤمنون الموت عند الاستيقاظ وعند النوم، وخاصة في صلواتنا ومواعظنا. وذلك حتى تظل حقائق ما بعد الموت حاضرة في أذهاننا، حقائق البعث والحساب عما اقترفته أيدينا، والحكم الذي سيصدره الحكم العدل سبحانه، ثم الجنة التي سيخلد فيها السعداء والهاوية التي سيلقى فيها الأشقياء”. اليوم مات الولي المرشد، فماذا سيحدث لـ”جند الله” بعده؟

قتلته الإشاعة يوم الجمعة 13 أبريل 2012، أما يوم الأحد الماضي (15 أبريل 2012) فقد قررت الجماعة أن ترد على الإشاعة التي أنهت الحياة “الخارقة” للقائد على االفايسبوكب واالتويترب والعديد من المواقع الاجتماعية الأخرى، فقامت بتعميم شريط صوتي مسجل مدته ثماني دقائق و30 ثانية، تحت عنوان “إلى الإخوة المرابطين في كندا” وتاريخ التسجيل الصوتي حسب الجماعة يعود إلى 8 أبريل 2012، أي أسبوعا واحدا قبل “وفاة” عبد السلام ياسين. بدا صوت الولي المرشد مختلفا في المقطع الصوتي، بدا متعبا ومتقطعا، لكنه لم يتردد في مباركة رباط أتباعه بـاموريالب والدعاء لهم. “هذا الشريط هو رد الجماعة على إشاعة موت المرشد” يقول أحد القيادات بالجماعة، ويستطرد كما لو أنه يريد أن يقنع العالم بأن ياسين لم يمت بعد: “الشيخ ما زال على قيد الحياة” ويكرر العبارة لمرتين، وهو ما أكدته كريمة الولي المرشد، ندية ياسين، لـ”الآن”، والتي رفضت بأدب جم الإدلاء بأي تصريح ما عدا قولها: “موت الوالد مجرد إشاعة.. وأنا قلتُ، في آخر حوار مع مجلة “تيل كيل”، إنني سأنسحب من المشهد العام؛ لأنه أصلا لم يعد هناك مشهد عام، لقد تحوّل الأمر إلى مجرد حمام وفقط”، انتهت المكالمة مع ندية ياسين. فيما الوالد هناك.. وسط رائحة الكافور والند، داخل كفنه الأبيض الناصع. هادئ كما العادة. هادئ كما لم يكن من قبل.

ظلت الإشاعة تقتل عبد السلام ياسين على “الفايسبوك” طيلة ذلك اليوم، وكان الخبر الكاذب الذي لا يعرف من سرّبه، مفاده: “أنباء عن وفاة الشيخ عبد السلام ياسين بعد تدهور وضعه الصحي”.. بالنسبة إلى الناطق الرسمي باسم الجماعة فتح الله أرسلان فإن: “ياسين سيموت لأنه بشر وأمر الخلافة ستحسمه الشورى” (انظر الحوار)، لكن عبد السلام ياسين بالتأكيد يعرف خليفته، وبالتأكيد اختار من يخلفه، حتى أنه كتب عن طريقة اختياره في كتاب “المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا”: “مجلس الإرشاد يختار المرشد العام من بين أعضائه”، ويقول عبد السلام ياسين إنه “في حالة استقالة الأمير أو موته، يتولى مكانه أكبر أعضاء مجلس الإرشاد سنا إلى أن يتم ملء فراغه واختيار خلفه”.. إذن، “فمحمد العبادي سيدبّر، بالتأكيد، المرحلة الانتقالية بعد وفاة الشيخ لأنه الأكبر سنا في مجلس الإرشاد، وقد يبقى مرشدا عاما لو اختاره بقية الأعضاء فيما بعد”. والتوضيح، هنا، لأحد أعضاء الدائرة السياسية للجماعة، وهو ما عبّرت عنه ندية ياسين في تصريحات صحفية سابقة بالقول: “أمر الخلافة محسوم”.

في موت الزعيم القائد يصرح أحد القيادات الشابة للجماعة لـاالآنب: “موت شيخنا سيؤثر، بطبيعة الحال وبالتأكيد، على الجماعة، لأن فقدان شخص مؤسس، ومنظر، ومرشد، وقائد سوف يكون لرحيله تأثيرب. أما بالنسبة إلى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية محمد ضريف، فيقول إن “السؤال حول من سيخلف عبد السلام ياسين كان، منذ سنوات، مثار نقاش. والدافع وراء طرح هذا السؤال هو تقدم ياسين في السن، إذ إنه يبلغ حاليا من العمر 84 سنة، إضافة إلى أنه كان هناك دائما حديث حول مرضه”. ويضيف ضريف، في تصريحاته لمجلة االآنب، أن “السبب في طرح هذا السؤال هو أن مسألة الخلافة ليست مرتبطة باستبدال شخص بشخص آخر، بل إن الباحثين عن جواب لهذا السؤال يحاولون معرفة ما إذا سيكون هناك تغيير في التوجه العام للجماعة، واعتماد آخر جديد”.

الأمر لياسين
“محمد العبادي هو خليفة المرشد”. هذا الرأي أكدته أربعة قيادات من داخل جماعة العدل والإحسان. “فتح الله أرسلان هو خليفة المرشد” والكلام أيضا أكدته أربعة قيادات من داخل الجماعة ذاتها. في هذه اللحظة فقط من التحقيق، تبين أن “جند الله” حائرون. وتبين، بالفعل، أن موت المفكر والولي والمرشد والقائد لن يكون بهذه البساطة. وحسب أحد المصادر الذي شارك في واحد من الحوارات التي كانت بين الدولة والجماعة، “فعبد السلام ياسين وحده من سيحسم الأمر.. سوف يقولون لك إن القضية ستكون شورى.. سيقولون لك إن العبادي أو أرسلان هو الخليفة؛ لكن الأمر بيد الأب الروحي وحده”، الكلام لشخص يعرف ما يقول ويعرف أفراد مجلس الإرشاد واحدا واحدا، ويختم بالتصريح: “لو قال لهم سيكون العبادي فسيكون العبادي.. ولو قال لأرسلان تقدم لتؤم بنا الصلاة في اليوم الذي يسبق وفاته فسيكون فتح الله أرسلان هو الخليفة”.

سئل وزير الأوقاف، أحمد التوفيق، في إحدى المرات من لدن شخصية بارزة عن أستاذه في مدرسة المعلمين عبد السلام ياسين فرّد بما مفاده: “إيمان عبد السلام ياسين بالعملية التربوية كان يدفعه إلى عدم الاكتفاء بالدروس المقررة. أكثر من ذلك؛ ففي إحدى المرات نظم لفائدة الطلبة المعلمين زيارة إلى المدرسة العسكرية ببنجرير”، المهم في هذه القصة التي رواها تلميذ يعرف الأستاذ جيدا هو “التربية” التي أخذت حيزا كبيرا في مؤلفات وخطب الشيخ طيلة حياته، ومن أهم الأشياء التي قام بها عبد السلام ياسين في هذا الصدد هو أنه ربّى أتباعه منذ البداية على “طاعة الأمير المرشد”. واليوم، وفي وجه الموت وغدر الزمان، “لو قال عبد السلام ياسين.. سيكون العبادي بعدي.. فسيكون له ما أراد، وبالتأكيد فأعضاء مجلس الإرشاد يعرفون جيدا من سيكون المرشد المقبل لجماعة العدل والإحسان”، والكلام لعضو سابق بالمجلس القطري للجماعة.

لا أحد يعلم في ماذا فكّر عبد السلام ياسين قبل الموت، لا أحد يعرف هواجسه ومخاوفه، هو الذي قضى سنوات بين كتب حجرته الصغيرة في فيلا سلا حيث يفضل الجلوس على الأرض وبين حديقة المنزل الخارجية ولا شيء آخر؛ لكن ما بين الكتب والحديقة هناك 8 من أتباع الشيخ المخلصين (الذي قبلوا التحدث عن الجماعة في هذا الملف) بدت الحيرة واضحة على وجوههم عندما اكتشفوا أنهم لا يعرفون من هو الزعيم المقبل: هل هو الشيخ الورع محمد العبادي، أم السياسي الصلب فتح الله أرسلان؟ هنا، تدخّل الرجل الشاهد على حوار الدولة مع جماعة عبد السلام ياسين ليقول الآتي: “محمد العبادي سوف يدبّر المرحلة الانتقالية لما بعد رحيل المرشد، أما الوجه الجديد للجماعة فسيترسخ في مرحلة أخرى مع فتح الله أرسلان أو شخص آخر”.

الجماعة الجديدة
في موت عبد السلام ياسين سيفرح من يكرهون المرشد. الصراخ والعــــويل ما زالا قويين. حداد “وطني” في كل رباطات الجماعة. لقد رحل الأب الروحي. لقد رحل المفكر. لقد رحل “المرشد والوالد الحبيب”. وتأتي عبارة لينين السوفييت لتعيد الصمت إلى كل تلك الجحافل البشرية الحزينة: ما العمل؟ بالنسبة إلى الباحث في الإسلام السياسي والجماعات الإسلامية، سعيد لكحل، فإن: “مرحلة ما بعد عبد السلام ياسين تنقسم إلى قسمين: المرحلة الأولى التي ستلي وفاته، والتي ستدوم لعشر سنوات وسيحاول فيها الإخوان الحفاظ على وحدتهم والحفاظ على مواقعهم وكذلك الاستفادة من ثروات الجماعة”؛ أما المرحلة الثانية، فيقول لكحل، في تصريحاته لـ”الآن”، “إنها ستكون مرحلة شباب الجماعة، والذي سيتتبع المكاسب التي حققها حزب العدالة والتنمية بدخوله المؤسسات، كما لن يستفيد من أموال الجماعة. وهنا، ستبدأ قصة أخرى لجماعة ياسين”.

يعتقد لكحل الباحث الملم بأدبيات الجماعة أنه بعد رحيل المرشد المؤسس فإن “العدل والإحسان لن تكون في حاجة إلى مسؤول سياسي بقدر ما ستكون في حاجة إلى ملء الفراغ الروحي الذي تركه ياسين وإلى جبر الأسى والحزن اللذين سوف يصيبان أتباع الشيخ جراء وفاته، وهنا سيكون محمد العبادي هو الحل وليس فتح الله أرسلان”. أما فيما يتعلق بكيف سيتم اختيار خليفة عبد السلام ياسين، فيقدم سعيد الكحل جوابا حاسما: “لا بد من أن يمنح موافقته (عبد السلام ياسين) في اختيار رؤساء الأسر، فما بالك خليفته لقيادة الجماعة”، ويستطرد: “غالب الظن أنه سيمنح سره كما في الاعتقاد الصوفي. وياسين يدرك جيدا أهمية مسألة السر في الجماعة، فقد استفاد من درسه مع محمد البشيري؛ وبالتالي فإنه لن يعيّن من يخلفه إلا في اللحظات الأخيرة قبل موته”.

أما محمد ضريف، فيعتبر أن االمراهنة من لدن بعض الجهات على ضعف الجماعة بعد ياسين في المدى القريب تبقى مسألة مستبعدة، لأن الحضور القويّ لياسين في حياته سيظل وهجه مستمرا، ويشكل قوة لتتشبث الجماعة بتراثه إلى حينب، ويستطرد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: ايمكن أن تظهر، في المدى المتوسط والبعيد، داخل الجماعة “قراءات” لأدبيات ياسين. وقد تكون متناقضة تضفي المشروعية على اختيار معين أو انشقاقب.

أحد أبرز المحاورين لجماعة العدل والإحسان، والذي التقى بأغلب أعضاء مجلس الإرشاد، في واحد من الحوارات الشهيرة ما بين الدولة والجماعة، يؤكد، في تصرحاته لـ”الآن”، أن “الجماعة كلها مرتبطة بالشيخ عبد السلام ياسين”، ويضيف المصدر نفسه، الذي رفض الكشف عن اسمه أو صفته، أن الجماعة سوف تعرف انشقاقا “بين اتجاه براغماتي سيسعى إلى توظيف الهامش المتاح في المشهد السياسي وتوظيف العلاقة مع العدالة والتنمية. في مقابل اتجاه متشدد سيستمر في رفضه العمل من داخل المؤسسات”، ويختم بالقول: “جماعة العدل والإحسان مرشحة لتغييرات عميقة، ويبقى المرشح الأكبر لتدبير المرحلة الانتقالية المقبلة هو محمد العبادي”.

الكافور والدموع
قبل أن يرحل المحاور الذي عرف ياسين عن قرب سيقول العبارة الآتية: “لن تكونوا أول من سيقتله؛ لكنه ببساطة رجل “خارق”، سواء اتفقنا معه أو اختلفنا”. وبالفعل، فعبد السلام ياسين ما زال حيا يرزق؛ لكنه، وكما قال فتح الله أرسلان، فهو ككل البشر وسوف يكون بين يدي خالقه في يوم من الأيام. وفي الخارج، لن يكون غير الصراخ والعويل. قد يكون هادئا جدا وسط كفنه الأبيض الناصع في ذلك اليوم. قد تكون رائحة العطر والكافور تملأ المكان. ندية، كريمة الفقيد، ربما ستمسك دموعها بصعوبة، هي التي لم يرها أحد تذرف الدموع من قبل. في ركن آخر من بيت
 الفقيد، يحتمل أن يجلس بعض أعضاء مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان لتلاوة بعض الآيات على الروح المباركة: محمد بارشي، محمد العبادي، منير الركراكي، فتح الله أرسلان.. الحزن سيكون على كل الوجوه، وخارج أسوار البيت سوف توجد الجحافل البشرية التي قد يبلغ بها الأسى حد الهذيان.. المئات سيبكون، المئات سيصرخون، أما هو فقد يكون هادئا تماما وسط كفنه الأبيض الناصع.[img]مات الشيخ! أي إرث، لأي وريث؟  Yassin10[/img]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://festival.7olm.org
 
مات الشيخ! أي إرث، لأي وريث؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة مهداة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
»  يوم كامل مع وريث الحسن الثاني، كيف يقضي عاهل البلاد يومه ؟
» محمد الشيخ بيد الله رجل الأصالة والمعاصرة
» الشيخ الفوزان: العمليات الانتحارية في سبيل الشيطان
» سليم الشيخ قبل 3 أسابيع: دفاتر التحمُّلات طموحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حلم المهرجان :: إسلاميون-
انتقل الى: