مذيع شرح الأمر باستخدام قطع الحلوى كارثة فوكوشيما النووية بعيون "فوكس نيوز"

مذيع شرح الأمر باستخدام قطع الحلوى
كارثة فوكوشيما النووية بعيون "فوكس نيوز"


واشنطن ـ رولا عيسى
تناقلت الصحف والفضائيات العالمية أحداث زلزال اليابان وما تبعه من تطورات خطيرة في مفاعل فوكوشيما الذي عرض العالم لخطر التلوث الإشعاعي، ومن ضمن أبرز تغطيات الحدث كانت تغطية محطة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، "العرب اليوم" يقدم لكم ملخص آراء أهم ثلاثة مذيعين في المحطة. وأبدى بيل أوريلي تعاطفه مع المحنة التي يمر بها الشعب الياباني، ولكنه ركز في برنامجه على الآثار المترتبة على الولايات المتحدة، وناقش الأمر مع ضيفيه، الصحافية المتخصصة في المجال النووي ريتا كينغ ومدير مشروع تشرنوبل دانيل برانوفان، وقد أبدى الضيفان تخوفهما من تكرار الكارثة في المحطات النووية الأميركية، حيث أشارت ريتا كينغ لوجود محطتين نوويتين في كاليفورنيا التي تعد من المناطق المعرضة للزلازل، وهما مصممتان لتحمل زلزال لا يتعد قوتها 7.5 ريختر، وأيضًا إلى حقيقة كون 8 % من الشعب الأميركي يعيشون داخل دائرة قطرها 50 ميلاً تحيط بمفاعل إنديان بوينت، الذي يعد أقدم مفاعلات الولايات المتحدة، وعلى الرغم من كون المفاعل يقع في مانهاتن البعيدة عن حزام الزلازل، فإنه يمتلك بالفعل عدة مشكلات قد تجعله لا يستوفي معايير الأمان.
أما برانوفان فتحدث عن مخاطر التسرب الإشعاعي الذي يصعب قياسه ومتابعته، راويًا أن عدد المتوفين بشكل مباشر من تسرب تشرنوبل الشهير لم يتخط المئات، ولكن الكارثة كانت في عشرات الملايين الذين تعرضت أجسامهم لنسب متفاوتة من الإشعاع، فعاشوا يعانون من أمراض عديدة على رأسها سرطان الغدة الدرقية الذي انتشر بشدة بين ضحايا التسرب، وشبه برانوفان تأثير التلوث الإشعاعي بما حدث لمن شهدوا الغبار المتخلف عن حادث 11 أيلول/سبتمبر، والذي سبب لهم أمراضًا صدرية لم تظهر إلا بعد أعوام من الحادث.
بينما نظر أوريلي نفسه للأمر من منظور آخر، فأبدى تخوفه من أن تتسبب حالة القلق الشعبي التي انتشرت بعد ما جرى في اليابان إلى تعطيل برنامج الولايات المتحدة للتوسع في بناء محطات الطاقة النووية، وأكد المذيع المخضرم إن الولايات المتحدة ستظل معتمدة على النفط الأجنبي ما لم تجد مصادر طاقة بديلة، وإن المصدر الوحيد المتاح حاليًا هو الطاقة النووية، لاسيما مع حقيقة صعوبة انتشار الطاقة البديلة قبل عدة أعوام، مما يجعل أوريلي يتحفظ على فكرة الاعتماد على الخارج فقط لخوف البعض من عدم تحمل مفاعل لزلزال قوته 9 ريختر يعد حدوثه أمرًا شديد الندرة.
شين هانيتي
اهتم المذيع شين هانيتي في برنامجه بآثار التعرض للإشعاع على الصحة، فاستضاف مجموعة من الخبراء منهم الطبيب جاي ليهر من معهد هارتلاند، وخبيرة السلامة النووية مارغريت هاردينغ، وإيرا هيلفاند عضو مجلس إدارة جمعية "أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية"، وتحدث الطبيب ليهر مؤكدًا ثقته التامة في عدم تأثير ما حدث في مفاعل فوكوشيما على صحة أي شخص بأي شكل، وهو ما عارضه الطبيب هيلفاند تمامًا، مؤكدًا إنه حتى وإن تمت السيطرة ومنع التسرب الإشعاعي، فإن عمال المفاعل قد لجأوا بالفعل لطرق غير معهودة مثل ضخ ماء البحر لتبريد قضبان الطاقة النووية، وهو ما يشكل مصدرًا للقلق في حد ذاته، ولكن بعد هذا الحوار سمح المذيع هانيتي للبرنامج أن يستمر مصدرًا لآراء ليهر وهاردينغ المؤيدان لاستخدام الطاقة النووية، واللذان أكدا على عدم وجود أي خطورة مما حدث في المفاعل الياباني.
غلين بيك
يتمتع غلين بيك بسمعة غير جيدة بين مذيعي فوكس نيوز لدرجة دفعت صحيفة نيويوك تايمز لنشر نصيحة للقناة بعدم تجديد عقده لأنه "مجنون ومروع ومحبط للمشاهدين" حسبما ذكرت الصحيفة، وفي تغطيته لأحداث اليابان لم يكن بيك متشائمًا أو محبطًا، لكنه استمر في تصرفاته غير المعتادة، فتحدث عن القلق البالغ الذي يشعر به الناس من خطر انصهار قضبان الوقود النووي في مفاعل فوكوشيما، والذي يعتبره البعض أخطر من الزلازل وأمواج تسونامي، وأظهر بيك صحيفة كتبت عنوانًا يقول "اليابانيون يتدافعون لتجنب الانصهار النووي"، متهمًا الإعلام الكسول بأنه السبب في انتشار هذا الذعر.
ولكي ينفي عن نفسه اتهام الكسل ويوضح للرأي العام ما يحدث في المفاعل حيث أقدم بيك على أغرب طريقة للتوضيح، فأحضر مجموعة من القلايات وأدوات المطبخ وقطعًا من الحلوى الملونة، وقام بتركيبها بشكل توضيحي ليطمئن الناس أن القضبان النووية لن تتأثر بما حدث وستظل داخل المفاعل دون أي تسرب إشعاعي، لينهي حديثه بالسخرية ممن يعيشون في رعب من تعرض كاليفورنيا لزلزال وتسونامي وكارثة نووية في الوقت نفسه، لتنتهي حلقة غلين بيك دون أن يُتهم بالإحباط، لكن مع الكثير من التصرفات والأقوال التي تؤكد تهمة الجنون.