الحسين العيساتي
الكل يتساءل عن الأساليب والحجج التي استطاع أن يقنع بها منظموا محرجان موازين المستشهرين والداعمين له، الوضع أصبح محرجا للغاية، الممولون لايعرفون أين يولون وجوههم رغم أن اتجاه القبلة واضح وضوح المصباح في ليل دامس، كيف لا يحتار هؤلاء والوزير المغلف بالعلاقات مع الإخوان لا يخفي معارضته للمهرجان، موقف لا يعرف إن كان شخصيا أم حزبيا أم حكوميا.. المهم انه كان سلبيا. لقد هدد الوزير بفضح جميع التمويلات التي استفادت منها جمعيات بداعي المنفعة العامة، جمعيات حضيت بثقة الدولة والمؤسسات في سبيل بناء المواطن المثقف المبادر المتفاعل، إلى أن جاء الوزير يعلن أن مغرب الثقةفـــــات!!
أي القبعات كان يضع هذا المسؤول المحترم وهو يدلي بتصريحاته عن المهرجان، فبعد تقلد المسؤولية لم يعد ذلك الشخص الذي "يُجَمٍّع" مع الحلاق في أمور ومشاكل سرعان ما تنتهي بعبارة " الله يدير تاويل الخير" ، هل كان يتحدث باسم المناضل اليميني المحافظ الذي يرى بعين الريبة إلى كل فكر حداثي مجدد، أم كان يحدث باسم الوزير الذي حددت التشكيلة الحكومية، المكونة من أربعة أحزاب، تخصصاته واختصاصاته بدقة لامجال فيها للإفتاء في الأمور الفنية والثقافية... أم انه استحضر عمله كأستاذ للفيزياء وعلم المادة خبير بكيمياء الشعوب المادة أيديها باستمرار!! المتتبعون لهذه التصريحات كانوا يمنون النفس أن يستحضر الوزير مهمته السابقة كرئيس لجنة التشريع والعدل وحقوق الإنسان لعله يدرك أن للإنسان حق الاختيار.
مئات الآلاف من المواطنين يحجون كل سنة أفواجا الى مختلف المنصات، لا يخلفون الموعد؛ أولا لأن العروض مجانية وثانيا لأن المنظمين دأبوا على جلب أسماء وازنة لم يكن احد يحلم بأن يحظى برؤيتها، بما فيهم أصحاب الدعوات الخاصة، أسماء جعلت مهرجان الرباط، كما قال الكوميدي الشهير بيتبوأ مكانة مرموقة في سوق المهرجانات وجعلت أيضا، وفي سابقة عربية، المغني الشهير "بِـــيَتَبَول " عندنا،والمغنية ماريا كاري تلتحم بسكان العــكاري.
إن مجهود الفريق المكلف بالإعداد يستحق التنويه، لأنه وعلى عكس الدورات السابقة بذل جهدا مضاعفا للحصول على التمويل اللازم لاستقدام هذا الجيش العرمرم من "الفنانين" في اصطياد "الهموز" في زمن الأزمة هذا، ففي غياب أو تغييب دعم المؤسسات التقليدية أصبح لزاما البحث عن طرق مبتكرة في حث الشركات على رعاية الحدث عنوانها الأبرز ؛ التحدي!! تحدي القوى الرجحية التي رجحت كفتها في موازين القوى، القوى التي لا تنظر إلى الأعداد الهائلة التي تتابع الحفلات وتكتفي بتعداد الذين سيتظاهرون للمطالبة بها في حال إلغائها، أكيد أن عددهم سيكون ضئيلا لأن طبيعة الاحتفال غير طبيعة النضال، الأول يجلب المسرورين بينما يؤم الثاني المكلومين المتضررين.
لكن الى متى سيصمد عناد المهرجين، نسبة الى المهرجان؟؟، لقد تأهل الخصم الى المباراة التي سينازل فيها أحلام الشعب وآن الأوان لكي يغادر الفريق الخاسر رقعة الملهب بالانتظارات التي كانت الى وقت قريب حقل تجارب فرخت منتديات، واحزاب ومهرجانات لا تمت ولا تساوي للواقع تحت اكراهات المعيش اليومي بصلة،لأن أهمية الأنشطة عموما تتمثل في مدى قدرة المتتبعين والمهتمين الاستغناء
عنها، فليجرب القائمون على البرنامج إلغاء جميع فقراته ليروا كيف سيعتصم الآلاف مطالبين بحقهم في حرارة الغناء و مرارة الرقص في العراء.[img]
[/img]