تعرف تجارة الديبلومات من نوع "ماستر" رواجا منقطع النظير في هذه العواشر تماما كما هو الشأن بالنسبة للجنجلان و باقي المواد التي يقوى عليها الطلب في هذه المناسبة.
قديما كانت الاطروحات تناقش في المدرجات وقاعات الدراسة، اليوم اصبحت تناقش في المقاهي لمن يدفع اكثر، وقريبا سوف تصبح بضاعة تباع في الاسواق الممتازة والرديئة على حد سواء " ما بقاش مابقاش"!! ، المسؤولون يعرفون مدى حاجة شريحة واسعة من الموظفين الى هذه الشهادات لكي يتسلقوا بعض السلاليم وحاجة البعض الآخر للرقي فكريا و مجتمعيا، ولهذا فهم يحاولون جهد المستطاع ان يكون العرض مناسبا للطلب كمًّا وكيفا وتنافسيا ايضا، فالحديث هنا عن الديبلومات العمومية لأن الماسترات الخاصة تعتبر كارثة بكل المقاييس.
الفْتنة هي مايسبب هذه اللهفة، الكل مفتون بهذه الشواهد ومستعد لأن يدفع عشرات آلاف الدراهم من اجل ماستر ومئات الآلاف من اجل " دكتوراه" التي اصبحت بدورها سلعة رائجة تباع حصريا في الفنادق والمطاعم المصنفة.
لقد فاحت رائحة البعض حتى ازكمت الانوف ، واصبح لزاما على المراقبين التدخل لوضع حد لهذا التسيب، دون انتظار التلبس.. هناك طرق عديدة للحد من هذه الفوضى المهم الا يترك مصير طالبي العلم رهين بأشخاص لا يستطيعون ضبط غرائزهم وشهواتهم.
مالذي يمنع الجامعات من ايفاد لجان مركزية تحسم في الترشيحات بدل ترك الامر في يد لجنة محلية، لماذا يطلب البعض مقابلا عن قبول بعض المرشحين دون غيرهم، الم يسمعوا بان المعلم كاد ان يكون رسولا ام انهم يقرؤنها مرسولا!!
التعليم مهنة نبيلة، والمدرس رجل ذو اخلاق وعفة، من اراد ان يشتغل في التجارة فلقد احل الله البيع ، اما من اراد ان يتاجر بعلمه فليفعل ماشاء ان لم يستحي.[img]
[/img]