توقع بأن يبلغ عمرها 9000 عام
عالم أسترالي يكتشف آثارًا ثمينة في السعودية
أرجوان سليمان
رغم أن العالم الأسترالي ديفيد كينيدي لم يسبق له أن زار السعودية من قبل، فبفضل برنامج "غوغل إيرث" اكتشف آثاراً نادرة في المملكة، ووجد من خلال هذا البرنامج نحو 2000 أثر، بيّنت الأقمار الصناعية، بما لا يدع مجالاً للشك، أنها موجودة، وتبحث عمن يبدأ رحلة تسليط الضوء عليها عن قرب.
الرياض: ذكر "ديفيد كينيدي"، بروفيسور الكلاسيكسة والآثار القديمة في جامعة ويسترون أستراليا، أنه من خلال برنامج "غوغل إيرث" استطاع تحديد وجود 1.977 ِموقع أثري في السعودية، متضمنًا ذلك 1.08 ضريح حجري، مؤكدًا أنه لم يزر المملكة من قبل، فهي على حسب قوله ليست من الدول التي يمكن دخولها بسهولة.
وقال كينيدي لموقع "نيو ساينتيست" إنه تأكد من صحة الصور التي ظهرت في غوغل إيرث، حيث طلب من أحد زملائه الذي يعمل في السعودية، وهو ليس عالم آثار، بأن يذهب إلى موقعين ويصورهما.
وأشار إلى أن التصوير الجوي للآثار التاريخية الموجودة في السعودية غير متاح بالنسبة إلى الكثير من علماء الآثار التاريخية وأنه "من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الحصول على تصريح للطيران فوق المملكة".
مقارنة مع المباني التي رآها كينيدي في الأردن، فإن تلك الموجودة في السعودية، قد يصل عمرها إلى 9000 عام، إلا أن تحديد عمرها من خلال غوغل إيرث يعد أمرًا مستحيلاً.
الجدير بالذكر أن هناك الكثير من المواقع الأثرية في السعودية والمشهورة بين أهلها، حيث يوجد في المنطقة الغربية من السعودية الكثير من المواقع الأثرية، وتعد "مدائن صالح"، التي تقع في شمال غرب المدينة المنورة، وهي آثار قوم ثمود، الأبرز، إضافة إلى "عكاظ"، الذي يقع في أحد ضواحي مدينة الطائف، وهو من أكبر أسواق العرب قبل الإسلام.
أما في المنطقة الشمالية، فيوجد في منطقة الجوف آثار دومة الجندل، التي كانت مقرًا لملوك الشعب الأدومي، وفي جنوب تبوك يوجد "روافة" وفيها بقايا معبد روماني، إضافة إلى" مغاير شعيب"، الذي يقع في جنوب تبوك أيضًا، ويوجد فيه آثار لمدين و"آثار حائل"، التي يقع فيها جبل آجا وسلمى و"العلا"، التي تعد من اكتشافات جامعة الملك سعود "العلا" و يوجد فيها عددًا من الأضرحة المنحوتة.
في المنطقة الوسطى، "كهف برمة"، الذي يقع قرب مدينة الرياض، وعليه نقوش قديمة تعود إلى قبل 2400 عام، إضافة إلى "الدرعية" التي تقع في شمال الرياض، و"قصر مارد"، الذي يوجد في شمال غرب بريدة في منطقة القصيم.
ويوجد في المنطقة الجنوبية "الأخدود والقرية القديمة"، وهي مواقع أثرية في نجران، ولا تزال فيها بقايا سور الأخدود وبعض القصور والنقوش، التي تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، و"قرية الفاو"، وهي عاصمة كندة الأولى، وتوجد فيها آثار أهالي القرية.
في المنطقة الشرقية توجد "جزيرة تاروت"، التي تقع على الخليج العربي قرب منطقة القطيف، ويوجد فيها آثار تعود إلى 5000 عام قبل الميلاد، و"ثاج" تقع على بعد 80 كلم غرب الجبيل، ويرجع تاريخ بنائها إلى العصر الإغريقي، إضافة إلى"جواثا" التي تبعد عن مدينة الهفوف حوالي 20 كم، ويوجد فيها مسجد، يعتقد أنه أول مسجد بني في شرق الجزيرة العربية.
في حين تشير الإحصائيات إلى أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف إلا 15% فقط من المواقع الأثرية في السعودية. ويرى مراقبون أن عدم اهتمام وسائل الإعلام وقلة الوعي بالآثار التاريخية في السعودية واعتبار أن المملكة دولة صناعية تصدر البترول، لم يساعد في نشر هذه الآثار التاريخية.
ونفى الكثير ما يقال عن أن السعودية لا تريد اكتشاف هذه الآثار لأنها قبل الإسلام، وخشية من التبرك بها وعبادتها. حيث إن تاريخ غالبية الآثار التي تم اكتشافها يعود إلى ماقبل الإسلام، ومازالت الهيئة العليا للسياحة في السعودية تبذل جهودًا واسعة لاكتشاف المواقع الأثرية.
وكانت الملحقية الثقافية السعودية في باريس قد نظمت ورشة حول الاكتشافات الأثرية الحديثة في السعودية، في جامعة السوربون في باريس، وقدمت في الورشة أوراق علمية تناولت الكثير من الإكتشافات الأثرية الحديثة في السعودية.