اطلبوا الصين .. في المغرب

اطلبوا الصين .. في المغرب





هذا ليس خيالا، بل هو واقع معيش.3 الشينوا أصبحوا يشكلون أكبر جالية أجنبية بالمغرب. شكون هوما؟ فين كاينين؟ وما هو نوع العلاقات الاجتماعية التي يربطونها مع السكان المحليين؟

حركة سريعة بدرب"عمر" في هذه الصبيحة البادرة. كالعادة الازدحام سيد المكان. ها واحد جار كروصة عامرة بالسلعة، آخر كيشارجي كاميو بطوابل والغوات هو اللغة السائدة بين تجار السوق الأشهر بالدار البيضاء. الغوات كاين حتى بالشينوية فدرت "عمر". كاين الغوات وكاين تجار بعيون ضيقة وقامات قصيرة وتلك التحية الشهيرة لديهم. هناك من يقول لك السلام عليكم وعناك من يحني رأسه حين تلج متجره. الشينوا ليسوا قلة بدرب "عمر" فهم منتشرين في أكثر من محل بنفس القيصارية. راهم ولاو قبيلة كتكبر شوية شوية. وكيعرفوا كيفاش كيديرو بلاصتهم بلا صداع. غير بالفن. ما كين عندهم غير البيع والشرا.

فين كاينين الشينوا

قبل خمس سنوات ، لم يكن لهم وجود سوى في بوتيك واحد سمي آنذاك بـ"قيصارية الشينوا". حاليا القيصارية خرجت منها أخرى ، فثالثة حتى أصبحوا يملكون أكثر من مائة محل تجاري بنفس السوق. في محلاتهم التجارية، التي تشبه مخازن صغيرة، تكشف أنهم شحنوا من "بلد المليار نسمة" الألاف من القطع الاستهلاكية. هنا كاين التوب، الصنادل، الملابس، الأواني المنزلية وشي وقت كالو كاين كاع غشاء البكارة من البلاستيك. الشينوا ليسو محتاجين لا للإشهار أو للافتات لتقديم سلعتهم... ما كاين غير البيع بالجملة وبأثمنة أقل من تلك التي في محلات المغاربة. السلعة عند الشينوا كتباع بطاطا برطل.

لكن في المغرب ماشي كلشي الشينوا كيخدمو فالتجارة. "بزاف ديال الشينوا خدامين فالصيد، قطاع الاتصالات، الكهرباء والبناء" ، تشرح فرانسواز نيكولا، المحللة الاقتصادية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الخارجية. على أرض الواقع، مجموعة من الشركات الصينية اختارت المغرب كموطن للاستثمار وجلبت معها يدا عاملة مهمة مكونة من مئات المهندسين. سنة 2004، لم يكن عدد الصينيين القاطنين بالمغرب يتعدى 500 شخص. حاليا، حسب إحصائيات السفارة الصينية، فإن عددهم وصل إلى 3000 شخص. المهاجرون الصينيون ارتفع عددهم بست مرات في ظرف خمس سنوات.

الشينوا ينتشرون في كل المغرب. تجدهم بالأساس في الدار البيضاء، أكادير، الرباط ، مكناس ومراكش. حضورهم المتزايد ترافقه تحولات اجتماعية واقتصادية مهمة جدا. بدرب "عمر" الميناء الأول للقادمين من "إمبراطورية التنين الأحمر"، لا تحس بأنهم غرباء، فعملية اندماجهم تمر بسلام.
"فهمتيني؟"، يقول يان لزبونة تقصد محله، يشدد على الكلمة ويعيدها مرات لكي يتيقن من أن الزبونة فهمته. الاندماج يمر في الأول عبر تعلمهم للدارجة المغربية، كما يصرح بذلك يان الذي قدم إلى المغرب سنة 204. يان، واحد من أوائل التجار الذين قدموا لدرب "عمر".

الاندماج بالفن

"ملي حليت المكازة ديالي، الزبناء الأوائل ما كانش عندهم سبرديلات ديال الرياضة. حيث كانت غالية عليهم. وبسبرديلات اللي جبت وكنبيعها غير 40 درهم قدرت نجلب بزاف ديال الزبناء"، يتذكر يان. هذا التاجر الذي يفتخر بأنه "ديمقراطية السبرديلات" هو محبوب التجار المغاربة والسينوا بدرب" عمر "، فينما مشى كيلقا اللي كيشد فيه ويقرقب معاه الناب. السيد ما بقاش سميتو يان، ولكن سمى راسو هنا بدرب "عمر" بـ "عثمان" . "فين آ السي عثمان"، تتردد عبارة اسمه الجديد على مسامعه وهو يتجول بين المحلات التجارية. "اختاريت سمية مغربية باش نندمج فالجماعة"، يقول يان. كاع الشينوا ديال درب "عمر" غيروا أسمائهم. كاين اللي ولات سميتو عادل، مصطفة أو فاطمة. هادي هي القفوزية. "باش يندامجوا فالمجتمعات الغريبة عنهم، الشينوا كيختاورا دائما شي سمية مشهورة فالبلاصة الي كيكونو فيها . هادي ولات خاصية ديال الجاليات الصينية في العالم كلو"، يوضح سان وي، مسؤول عن المصلحة السياسية بسفارة الصين بالربط.

دابا شفنا السمية, أما بالنسبة للغة فيان يتكلم الدارجة بطلاقة. يان يتقن الدارجة المغربية أكثر من إتقانه للفرنسية. بحال يان، معظم الشينوا بدرب "عمر" يتقنون الدارجة المغربية. المبتدئون منهم لا يترددون في الحديث مع زبائنهم المغاربة بشوية الدارجة إلي عارفين. " بكثرة الهضرة مع الناس لمغاربة اللي خدامين معانا بالإشارات ، قدرنا نفهوا الدارجة وهو ما فهموا شوية الشينوية"، يقول يان. هادي هي قاضي حاجة. السيد ما كيتعلمش غير الدارجة ن لقد استطاع أن يطور نظاما للإشارات لا يفهمه سوى أصدقائه المغاربة والآسيويين . الغريب عليهم ما غادي يقشبل والو. مثلا للإشارة إلى شفار، الكلمة التي لا يفهمها يان، فإنه يفهم المقصود منها حينما يردد أصدقاؤه المغاربة "علي بابا" "ملي كنبغيو نهضرو بالفرنسية. كنهضرو بحال طارازان"، يقول بمرح مهدي، المسؤول بمطعم صيني. الشينوا ماشي غير اجي ودخل معاهم.

غير آجي ودخل

لكي تخترق الجالية الصينية ، وترضي عليك، يجب أن تتحلى بالكثير من الصبر، والكثير من القدرة على التحمل. عندما حاولت "نيشان" طرح مجموعة من الأسئلة على بعض التجار الصينيين بدرب "عمر" كان جوابهم دائما:"خاصكم تسناو الباطرون، أنا ما يمكنش ليا نهضر". الحذر ليس استثناء لدى الشينوا،بل هو سلوك يومي. أمام الغريب، يطبقون قاعدة السكوت من ذهب، سواء تعلق الأمر بالصينيين أن من يشتغل معهم من متعاونين مغاربة؛" ما خاص تفهم هاد الحذر بحال أنهم منغالقين على راسهم، ولكن كطريقة ديال التعامل مختلفة عن طريقتنا"، يؤكد محمد صالحي، نائب العميد والمكلف بالدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط.

في كتابه "ممارسة الصينيين"، الصادر عن منشورات " كارسي" الفرنسية، يرى العالم المختص بالصين أندري شيينك ان الخطاب يعتبره الصينيون إستراتيجية فيما يراه الغربيون وسيلة للتواصل وتبادل المعلومات. شتو الفرق فين كاين، الصينيون يزنون جيدا كلامهم وقد يلجؤون إلى قول " ما لا يفكرون فيه آش غاديين يديرو من بعد. يلا كانت هاد الطريقة غادا تخلي البيرنيس والعلاقات طول"، يقول جون فيليب شارل، أستاذ التسيير البين الثقافي ببرشلونة. هاد الشي كيخدمو بيه الشينوا فدرب "عمر" ؛ "كاين شي مرات كيكول ليا الباطرون نعم ولكن هو باغي يكول لا"، يقول حمودة المستخدم المغربي لدى تاجر صيني. هاد المستخدم بلا ما يقرا ىكتب الصينيين التي تعلم هذه التقنيات في إدارة الحديث، فهم منطقها وأصبح يتعامل بحال شي شينوي. إيوا من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم. لكن فهم المغاربة للصينيين ليس وليد العشرة فقط، بل هناك ما يجمع بين الشعبين في سلوكات مختلفة. كيفاش؟
في العلاقة بين الرجل والمرأة ، لا يخفي محمد أن الصينيين محافظون، وهاد الشي كاين عند بزاف ديال المغاربة. رغم أن غالبية الصينيات المقيمات بالمغرب يشتغلن، نادرة هي المرات التي يمكنك أن تجدهن يشربن قهوة بطيراس ديال شي كافي. "ما عدا الخدمة، مراتي كتربي الدراري، وما يمكنش ليها تخرج لوحدها. هادي مستحيلة عندنا"، يقول لين مدير شركة للتصدير والاستراد. نفس الرأي يشاطره يان الذي يقضي أوقاتا كثيرة في المقهى دون أن ترافقه زوجته. إوا ما جاوش الشينوا واندمجو بسرعة فدرب "عمر".

فين كيقراو وليدات الشينوا

حاليا قليلة هي المعلومات عن حجم حضور الصين بالمغرب. عليك أن تلتقي بأفراد الجالية الصينية لتعرف أكثر عنهم وعن وجودهم بالمغرب. عن طريق أفراد هذه الجالية تكتشف أن أغلبية الصينيين المهاجرين بالمغرب قادمون من أوساط حضرية كمنطقة فوجيان أن مناطق توجد في الجنوب الشرقي للصين. " في أغلبية الحالات، أول المهاجرين من الصين إلى المغرب عاونو عائلاتهم وأقاربهم باش يجيو يسكنوا فالمغرب"، يشرح لين، صيني يعيش في المغرب منذ سبع سنوات. مثلا بدرب " عمر"، التجار الشينوا تربط بينهم علاقات عائلية. كاين اللي خدام مع عمو، خالو، خوتو، هي قبيلة وصافي. وقليل منهم من حمل معه أولاده إلى درب "عمر". "الدراري راهم كيكونو فسن الدراسة وفي الغالب كيخليوهم فالصين. والدراري الشينوا اللي تولد فالمغرب، باقيين ما وصلوش لسن الدراسة"، يقول يان التاجر الصيني بدرب " عمر". إلى حدود الآن، الجالية الصينية بالمغرب لم تطرح بعد سؤال تمدرس أبنائها. هل سيدرسهم في المغرب أن سيرحلهم آبائهم للصين؟ لكن مع السرعة التي تكبر بها هذه الجالية فإن السؤال خاصوا يتطرح.