خطبة القرضاوي تثير قلق الغرب وشخصيات مصرية!

خطبة القرضاوي تثير قلق الغرب وشخصيات مصرية!



القرضاوي في ميدان التحرير
مواد ذات صله:
بعد صلاة كنسية..خطبة القرضاوي للأقباط والمسلمين
حسين فاروق
أثارت خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في ميدان التحرير بالقاهرة أمام حوالي 3 ملايين شخص، مخاوف غربية مما تزعم أنها محاولات "أسلمة" الثورة المصرية، على اعتبار أن القرضاوي ينظر إليه باعتباره أحد الأصوات الدينية القوية والمؤثرة داخل مصر، كما أنه يعتبر الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيل وكذلك الهجمات ضد أمريكا في العراق مقاومة ضد المحتل، وهو ما يرفضه الغرب بوجه عام ويصنف من يتبنى هذا الموقف في خانة التطرف!.

كما عبرت شخصيات مصرية عن انتقادها لظهور القرضاوي في ميدان التحرير وزعمت أن "تجار الانتفاضة" يسعون لسرقة الثورة من المصريين، على حد تعبيرهم، فيما رأى آخرون أن هذه المخاوف لا تستند لمنطق ولا مبرر لها.

وألقى الشيخ القرضاوي خطبته الأولى في ميدان التحرير أمس الجمعة 18-2-2011 منذ حوالي 40 عاما قبل تركه مصر وإقامته في قطر، إثر تعرضه للتنكيل من جانب السلطات على خلفية انتمائه في السابق لجماعة الإخوان المسلمين.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر أمس الجمعة 18-2-2011، "أن القرضاوي يبرز الآن في مصر وبعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع مبارك، كأحد الأصوات القوية والمؤثرة داخل القاهرة الآن".

وحمل تقرير الصحيفة تلميحات للمقارنة بين عودة القرضاوي إلى مصر بعد الثورة ضد نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك وعودة (آية الله الخميني) من باريس إلى إيران بعد الثورة ضد نظام الشاه".

واعتبرت الصحيفة أن "التأثير القوي للقرضاوي البارز الآن في مصر يمثل خطرا محتملا على الغرب"، فبالرغم من إدانة القرضاوي لهجمات 11 سبتمبر على برجي التجارة العالمي في أمريكا، فإنه ينظر إلى الهجمات على الولايات المتحدة في العراق وكذلك الهجمات الفلسطينية على إسرائيل على اعتبار أنها "مقاومة".

ويعكس هذا المنطق الأمريكي بحسب متابعين مصريين أن التصورات الغربية بشأن قيام القرضاوي بدور قيادي روحي للثورة المصرية ما هي إلا أوهام وهواجس غربية معتادة تجاه كل ما هو إسلامي.

وفي هذا السياق، انتقد الكاتب سمير فريد في عموده "صوت وصورة" الذي نشرته اليوم السبت 19-2-2011 صحيفة "المصري اليوم" الخاصة، المقارنة بين عودة "القرضاوي" إلى مصر بعد الثورة والإطاحة بمبارك، وبين عودة "الخميني" من فرنسا إلى إيران بعد الثورة الإسلامية في طهران والإطاحة بنظام الشاه، حيث أقام نظام حكم إسلاميا.

وقال فريد: "إن الخميني عاد إلى إيران ليحكم ويقيم دولة دينية، ولكن القرضاوي عاد ليعبر عن ثورة الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه من أجل إقامة دولة مدنية".

ودعا القرضاوي خلال خطبته إلى فتح معبر رفح مع الحدود مع غزة، وطالب القوات المسلحة بتشكيل حكومة جديدة ومجلس رئاسي جديد، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، داعيا شباب وشعب مصر إلى الحفاظ على وحدتهم وثورتهم التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.

وبدأ القرضاوي خطبته بقوله "أيها المصريون.. المسلمون والأقباط من أبناء مصر؛ فاليوم هو يوم المصريين جميعا.. اليوم يومكم.. وخطابي لكم جميعا.. و25 يناير هو ثورتكم" وذلك على غير عادة الخطباء يوم الجمعة حيث يوجهون كلامهم إلى المسلمين.

وحيا الثورة التي جمعت بين مسلمي ومسيحيي مصر ودفنت الطائفية "الملعونة".

مرتضى منصور يهاجم القرضاوي

ومن جانبه، شن المستشار المصري مرتضى منصور، الذي دافع عن نظام حسني مبارك في أيامه الأخيرة، هجوما شخصيا عنيفا على الشيخ يوسف القرضاوي بعد خطبته التي ألقاها أمس الجمعة بميدان التحرير.

وقال في حوار تليفزيوني: "القرضاوي الذي قضى معظم حياته في قطر وحصل على الجنسية القطرية لم يجرب الشرب من مياه الصرف الصحي والجري خلف الأتوبيس والبحث عن لقمة العيش، ولا يستطيع أن يطلب من أمير قطر والشيخة موزة أن يعترضا على بناء إسرائيل مستعمرة".

وأضاف منصور: "أخشى على مصر من ظهور تجار الانتفاضة على السطح، والتي بدأت أولى مؤشراتها في الإعلام القومي من صحف وتليفزيون، والذي تحول فجأة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بشكل غير واقعي، وكأنه شيخ بجلباب خلع ملابسه ومشى في الشارع عارياً".

وفي حديث تليفزيوني آخر للإعلامي عماد أديب لقناة العربية أمس الجمعة، عقب أديب على الدعوة التي وجهها الشيخ القرضاوي في خطبة ميدان التحرير إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل فتح معبر رفح بشكل دائم قائلا: "لقد طالب القرضاوي بالنهار واستجاب الجيش في المساء"، في إشارة إلى قيام السلطات المصرية مساء الجمعة بإعادة فتح معبر رفح مع قطاع غزة "لعبور العالقين الفلسطينيين والحالات الإنسانية" ولمدة ثلاثة أيام فقط.

ورفض أديب أن يقدم أي تفسير لذلك خلال حديثه، إلا أنه ألمح لما يعتبره تأثيرا للقرضاوي على قرارات الجيش.

الجدير بالذكر أن الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رافسنجاني صرح في مقابلة صحفية أجرتها معه جريدة جمهوري إسلامي الإيرانية، في وقت سابق، قائلا: "إن مصر تحتاج إلى "إمام خوميني"، في تظاهراتها، مضيفا أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تخشى من ثورة إسلامية في مصر على غرار الثورة في إيران".

ويرفض العديد من المفكرين والكتاب المصريين هذا المنطق مذكرين بأن الثورة المصرية انطلقت إثر دعوات على الإنترنت للتظاهر والاحتجاج على نظام مبارك أطلقها نشطاء، غير أن هؤلاء النشطاء لم يكن لهم وجود مؤثر يذكر على الأرض حيث انطلق الشباب في بداية أيام الثورة للتظاهر والاحتجاج وسرعان ما انضم إليهم ملايين المصريين من جميع الفئات بشكل عفوي ودون وجود أي قيادة من أي نوع –سياسية أو دينية– لهذه التظاهرات التي أسقطت نظام مبارك، وهو ما يخالف نموذج الثورة الإيرانية التي مهد لها الخوميني وهو في المنفي من خلال شرائط الكاسيت التي كانت تحمل خطبه وتهرب لداخل إيران.