مفكرة الاسلام: كشف أحد القادة العسكريين للثوار الليبيين عن محادثات مع شيخ من قبيلة "القذاذفة" التي ينتمي إليها العقيد المخلوع معمر القذافي داخل مدينة سرت المحاصرة بشأن التوصل لهدنة لوقف القتال.
وصرح تهامي الزياني قائد "لواء الفاروق" خارج سرت لوكالة "رويترز" أن أحد الشيوخ اتصل به وطلب "ممرًّا آمنًا" لأفراد القبيلة للخروج من المدينة. وأشار إلى أنه أبلغه موافقته على خروج الأسر، فيما لا يزال في مفاوضات للتوصل لاتفاق بشأن إلقاء القوات الموالية للقذافي السلاح ومغادرة المدينة.
وكانت معارك قد اندلعت مساء الاثنين قرب ميناء سرت الواقعة على بعد 360 كلم شرق طرابلس ويحاصرها مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي من الشرق والغرب.
وقال مصطفى بن درداف - القيادي في كتيبة الزنتان المنتشرة قرب سرت - الثلاثاء: "جرت مواجهات خلال الليل وإننا الآن نسيطر على الميناء"، معربًا عن توقعه باندلاع معارك شرسة في قلب المدينة مع قوات القذافي، وأضاف: "عندما سنقترب من وسط المدينة ستدور حرب شوارع ونحن نستعد لذلك".
وتقع سرت بين العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي بشرقي ليبيا وكلاهما يسيطر عليها الآن المجلس الوطني الانتقالي، وتمثل السيطرة عليها دفعة كبيرة للمجلس في الوقت الذي يحاول فيه ترسيخ مصداقيته كحكومة وسيكون ضربة للقذافي الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه مختبئ داخل ليبيا. وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" تحدثت الثلاثاء عن انشقاقات داخل أوساط قبيلة القذاذفة، حول الاستمرار في الاشتباكات مع الثوار الساعين للسيطرة على سرت، أحد معاقل الدعم ومسقط رأس العقيد الهارب، والتي تشهد قتالاً عنيفًا منذ أيام.
ونقلت الصحيفة عن مصادر الثوار في سرت مساء الاثنين أن المعارك الشرسة المستمرة منذ الصباح بين قوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، وسط انشقاقات في أوساط قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد المخلوع.
وذكرت أن أحد القتلى هو أحد أقارب القذافي من الدرجة الأولى ويدعى عبد الرحمن عبد الحميد، وأضافت أنه "تم اغتياله على يد عائلة من عائلات قبيلة القذاذفة". وحسب الصحيفة فإنه لم يتسن التأكد من صحة هذه الواقعة من مصدر مستقل.
وأكد عضو "اتحاد شباب ثورة 17 فبراير"، محمد بوبلين في تصريحات عبر الهاتف من مشارف الجبهة الشرقية لسرت، أنه توجد انشقاقات كبيرة داخل قبيلة القذافي، وقالت: إن عشرات من "المقاتلين القذاذفة" رفضوا الاستمرار في المقاومة، وألقوا بأسلحتهم، مما أدى إلى مهاجمتهم من قبل كتائب القذافي، دون مزيد من التفاصيل، بسبب صعوبة الاتصالات على الخطوط الهاتفية في ليبيا.
وتقع سرت بين العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي بشرقي ليبيا وكلاهما يسيطر عليها الآن المجلس الوطني الانتقالي، وتمثل السيطرة عليها دفعة كبيرة للمجلس في الوقت الذي يحاول فيه ترسيخ مصداقيته كحكومة وسيكون ضربة للقذافي الذي يعتقد على نطاق واسع أنه مختبئ داخل ليبيا. وسرت هي معقل قبيلة القذاذفة المنتمي إليها القذافي، وشكلت السيطرة عليها إلى جانب بني الوليد وسبها آخر معاقل الدعم للعقيد الهارب، هدفًا أساسيًّا للثوار الذين استطاعوا دخول المدينة أخيرًا إلا أنهم لم يسيطروا عليها بالكامل في ظل مقاومة شرسة يبديها الموالون للقذافي.