لماذا خنت العهد أيها الحبيبب؟ ضاق عني هذا الكون الرحيب
وهل في نأيك هجر قليل أم لازلت مصرا على البعد غريب؟
أعود الى سكينتي كل يوم أناجي الليل باحثا عن سر المغيب
وأجيب نداء النفس الخفي طال شوقي لاياب الحبيب
وأصمت ان غابت عني النجوم وأرنو مشرئبا الى صوت قريب
أراني وقد اعتراني الضنى لهفي سماعي شدى العندليب
ماذا أقول وما في كلامي سوى ضيق ممل رتيب
وهل يسمعني من لا يطيق حديث الهوى والغرام العجيب؟
تراني يا أخياه مسلوب الخيال يحتاج أهلي ال عراف طبيب
أورثني الفراق جوى عسيرا لا يدركه الا الشاعر الاديب
أبيت في هم وغم لا أهتدي وليس يهديني أبدا أريب
ما أشد البين لقرح القلوب شيب رأسي قبل حين المشيب!
أقل الناس في الدنيا حبورا متيم قد نأى عنه حبيب
فؤادي بين أضلعي معذب يستغيث مناديا دون مجيب
لماذا يا حبيبي أدميت الفؤاد ركبت العناد أججت اللهيب
طعنت صدري الواله المكلوم أما خشيت انتقامي الرهيب
لأنك مدرك أني عطوف سموح، قلبي مليء بطيب
أنا لن أنساك رغم التجافي يسري بين الجوانح حب دبيب
لكنني لن أعود الى ذكراك ولن أستجيب الى دمع مريب
أنت نسيت الوعد القديم حتى دفنت المروءة في غياهب الكثيب
أقول مضى الوقت عنا وولى ولا ينفع البوم طول النعيب
وحين أصادف قلبا مستهاما أقول ما الصبح بالوفي المجيب
ما أحلى الوصل وما أعذبه اذا رحيقه قدم في كأس الحليب
لا تثق من ﺁدمي بوداد أو صفاء اذا العهد كان بين شاة وذيب
ماذا لو قلت اني خبرتك فأصبحت أداريك و أخفي النحيب
اني نسيتك يا هذا ولست أبالي بعتبك رضيت بهذا النصيب
مات أهل المروءة وانقضى زمن العفة والضمير الرقيب
أين نحن من قيس وجميل ياللحب من هذا الزمن العصيب؟
ان عشت نسيت تصاريف النوى وان مت فحذار من غدر الحبيب
ألا ليت شعري كم هو ظالم من به أمسى القلب كئيب
سيان عندي عذرت أو عذلت لعمري طعنة في الكبد تصيب
كن حريصا فطنا يا من سلبه الحب عقله اللبيب
وحذار ان جسر اللقاء بعيد مر المذاق دربه عجيب