طرابلس ـ عماد عجاج
إقتحم يهودي، من أصول ليبية، برفقه صديقه له أميركي، الأحد، المعبد اليهودي في المدينة القديمة، بوسط العاصمة طرابلس، ليبدأ في عملية ترميمه، وسط حشد من الصحافيين والإعلاميين وسكان المنطقة، في وقت انتقد قيادي من الثوار هذه الخطوة، لأنها لم تأت بناء على تنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي ومجلسه التنفيذي . وقال داوود الجربي، إنه عاد منذ الشهر الماضي من إيطاليا إلى بلاده واتخذ القرار بإعادة افتتاح المعبد اليهودي، والذي أُغلق منذ العام 1967 أثناء مغادرة اليهود من ليبيا.
وأضاف إنه بدأ عملية ترميم وصيانة المعبد اليهودي لكي يكون صالحا لآداء اليهود الليبيين شعائرهم فيه، والعيش بتسامح وأخوّة ومحبة مع أبناء شعبهم الليبي من المسلمين.
وقام الجربي وصديقه الأميركي بتكسير باب داخلي يؤدي إلى السلم الذي يصل بالطابق الثاني، وصعد برفقه الصحافيين والإعلاميين وأهالي المنطقة إلى الأعلى، ليجدوا أن المكان في حاجة ماسة إلى ترميم وصيانة وتنظيف، لأنه مغلق منذ عقود.
وأشار الجربي إلى أنه سيوجه دعوة إلى اليهود الليبيين في الخارج للعودة إلى وطنهم ليبيا، ومؤكداً أن من يرغب في العودة له كل الحقوق وعليه كل الواجبات التي يفرضها القانون الليبي.
وأوضح أن نحو 38 ألف يهودي غادروا ليبيا منذ العام 1967، أن عددهم حالياً يُقارِب الـ200 ألف، موزعين في شتي أنحاء العالم، معرباً عن أمله في عودتهم جميعا إلى وطنهم ليبيا.
والمعبد اليهودي عليه آثار طلقات نارية في معظم جدرانه الخارجية، وبخاصة لوحة الوصايا العشر عند المدخل، المهدم في معظمه.
ولفت الجربي إلى أنه أثناء تكسير باب المعبد، أصيبت يداه بجروح، ولكنه لم يشعر بأي ألم من شدة السعادة، للخطوة التي يقوم بها، من أجل بدء عملية ترميمه وصيانته، وتنظيفه وطلائه من جديد.
يذكر أن اليهودي الليبي داوود الجربي، يعمل طبيبا نفسياً، وغادر ليبيا في العام 1967 واستقر في إيطاليا وعاد إلى بلده في العام 2002 و2007 وغاردها قبل أن يعود، في بداية الثورة الليبية في 17 فبراير/شباط فبراير الماضي، إلى بنغازي، قادماً من تونس، فتوجّه إلى ثوار الجبل، وبعدها إلى طرابلس، عقب دخول الثوار اليها في 20 آب/أغسطس الماضي.
وفي أول رد فعل للثوار على تكسير باب المعبد اليهودي في طرابلس، أكد إسماعيل الصلابي، القيادي في صفوف الثوار، أن التصرف من جانب اليهودي الليبي يُعد من نتائج آداء المكتب التنفيذي، مشيرا إلى أنه كان على هذا الليبي أن يتواصل أولاً مع المجلس الوطني الانتقالي ومكتبه التنفيذي، قبل أن يقوم بهذا الفعل.
وقال الصلابي، وهو آمر "كتيبة شهداء 17 فبراير"، إن المجلس الوطني الانتقالي ومكتبه التنفيذي "هما من يقرر فتح معابد اليهود هنا في ليبيا أو جعلها من الآثار"، معربا عن اعتقاده أن أهل طرابلس سيكون لهم رد فعل قوي على هذا الحادث.
وأضاف إن "هذا الأسلوب في تكسير باب المعبد واقتحامه، على حد قوله، إن دل على شيء فأنه يدل على ضعف آداء المكتب التنفيذي وهذه هي البدايات وسننتظر المزيد.
وأعرب الصلابي عن أمله في أن "يكون للعلماء دور فعال في مثل هذه الأمور، فإذا وافق العلماء، وهم أهل الحل والعقد بالنسبة لنا، نحترم رأيهم"، داعيا المجلس الوطني الإنتقالي إلى إصدار بيان في هذا الصدد، وأخذ رأي مفتي الديار الليبية، و"إذا كان هذا العمل والتصرف يوافقون عليه، المجلس الانتقالي ودار الإفتاء، فنحن نوافق عليه".
وتوقع الصلابي أن تكون مثل هذه الأحداث من أوراق العقيد معمر القذافي الأخيرة، في إشارة إلى أن القذافي له يد ودور في هذا الموضوع.