المغرب تستضيف المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني
افتتحت في العاصمة المغربية الرباط، الجمعة 21-1-2011، أعمال المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني تحت شعار "تحرير الأسرى الفلسطينيين.. مسؤولية دولية".
ويناقش المؤتمر الذي تتواصل فعالياته السبت والأحد، مواضيع تختص في محاربة الإفلات من العقاب، وبناء ائتلاف دولي حقوقي لنصرة الأسرى الفلسطينيين، وبناء ائتلاف دولي إعلامي لنصرة الأسرى الفلسطينيين، على أن يصدر في ختامه بيان الرباط.
ويتميز هذا المؤتمر بحضور فعاليات سياسية وحقوقية وإعلامية وفنية فلسطينية وعربية ودولية، إضافة إلى بعض أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني المنظمة للمؤتمر محمد بنجلون أندلسي في كلمة له في افتتاح المؤتمر، أن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يناضلون من أجل تحرير فلسطين واستقلالها يتعرضون لكل أنواع الإهانة والاضطهاد.
واعتبر أندلسي مسألة الأسرى في سجون الاحتلال مدخلاً حقيقيًا لمحاكمة (إسرائيل)، مؤكدًا أن ما يتعرض له الأسرى هو انتهاك لحقوق الإنسان.
وقال: "إن الأسرى الفلسطينيين حملوا الهيئات المنظمة لهذا المؤتمر رسالة تؤكد على أنه لا ينبغي أن تهيمن على أعماله الشعارات والخطاب الحماسي، بل يجب تبني خطوات نضالية في إطار مهام موكولة لكل المشاركين، وأن يشكل انطلاقة لعمل جاد ولمبادرات ممنهجة".
ودعا إلى إنشاء ائتلاف دولي لمناصرة الأسير الفلسطيني وفق برامج والتزامات محددة لكل الذين يرصدون قضية الأسرى في سجون الاحتلال.
وأشار إلى أن من مهام هذا الائتلاف سيكون العمل على نقل الملفات التي بحوزة نادي الأسير الفلسطيني إلى المحكمة الجنائية الدولية بالنظر إلى أن (إسرائيل) تعتبر نفسها فوق القانون، وتتعالى على الشرعية الدولية والمبادئ الإنسانية.
من جانبها، أكدت مندوبة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان إلى هذا المؤتمر، أمينة بوعياش، أن هناك قصورًا دوليًا في مجال حماية الفلسطينيين وعلى الخصوص الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وأوضحت أن هؤلاء الأسرى يتعرضون لكل أشكال التعذيب والإهانة، مشيرة إلى أن مئات الفلسطينيين يحتجزون بناء على قرارات إدارية يتم تمديدها بقرارات عسكرية إلى أمد غير محدد.
واعتبرت بوعياش أن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان مقتنعة بأن هذا المؤتمر الذي ينعقد في لحظة تاريخية تمر بها منطقة الشرق الأوسط سيساهم في الكشف عن الحقيقة من أجل التدخل للدفاع عن ضحايا حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة.
من ناحيته، أشار رئيس وفد منظمة التحرير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي للمبادئ السامية التي انطلقت في سبيلها الثورة الفلسطينية، مشيدًا بحالة التضامن العربي مع الثورة والشعب الفلسطيني.
وأكد زكي على وجوب أن تبقى قضية الأسرى في سلم الأولويات الفلسطينية والعربية، وفي الوجدان الإنساني، مشددًا على أن لا سلام دون حل قضية الأسرى وعودة آخر أسير إلى بيته، مضيفا :"لا معنى للثورة وللدولة وللسلطة دون الإفراج عنهم".
بدوره، تحدث رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، بإحصائيات عن واقع الأسرى والأسيرات، مشيرًا أن أكثر من 1500 أسير يعانون من المرض، و300 طفل في ظروف اعتقالية قاهرة ومعاناة مستمرة للأسيرات الفلسطينيات، وسط تلذذ إسرائيلي في تعذيبهن وحرمانهن من أبسط الحقوق.
وطالب بتدويل قضية الأسرى، مشيرًا إلى أن نادي الأسير لديه الوثائق الكافية لمحاكمة الدولة العبرية وإدانتها عبر تلك الوثائق الحقوقية والقانونية.
من جهته، لفت وزير الأسرى في حكومة رام الله عيسى قراقع النظر لمقابر الأرقام، مؤكدًا على ضرورة التحرك لإغلاق هذا الملف المؤلم حيث تحجز جثامين الشهداء من الأسرى لسنوات في مقابر مجهولة وسط حسرة وألم للعائلات المكلومة على أبنائها.
وأضاف أن "الهدف من هذا المؤتمر هو كسر العزلة عن قضية الأسرى، وتدويل قضيتهم، وفضح سياسة الاحتلال بحقهم وخلق رأي عام عالمي لمناصرتهم".