كلمات يحب سماعها.. وكلمات تستفزه
كيف تكسبين قلبه؟
هل هناك أكثر روعة من علاقة مبنية على الصراحة والشفافية والصدق بين الرجل والمرأة؟ الجواب معروف بالطبع، لكن الخبراء والمتخصصين يقولون إن هذه الصفات كفيلة بتدمير العلاقة في معظم الأحيان، لأن لكل شيء حدوداً، وحين يبالغ أحدهما في ممارسة الصراحة والشفافية والصدق في علاقته بالطرف الآخر يكون كمن حكم على تلك العلاقة بالإعدام.
في العلاقة بين المرأة والرجل لا بد من التوازن الدقيق بين الممكن واللاممكن.. بين المعقول واللامعقول، فالكذب أو عدم قول الحقيقة في مثل هذه العلاقات مفيد أحياناً، كما يؤكد الخبراء.. وإغماض العينين أكثر فائدة في معظم الأحيان، طالما أن المسألة لا تهدد العلاقة.
وبالطبع يجب ألا نبدأ القصف الكلامي بمجرد أن تخطر على البال فكرة ما. ربما تكون فكرة مريضة.
وينصح الخبراء المرأة بالذات بأن تعرف جيداً كيف تكسب قلب الرجل، كيف توازن بين الممكن واللاممكن، أن تعد حتى المائة وليس حتى العشرة قبل أن تتفوه بكلمة يمكن أن تدمر تلك العلاقة، أن تتعلم من تجارب غيرها. فالرجل طفل كبير يحب سماع عبارات بعينها، وينفر من سماع عبارات كفيلة بأن تقلب حياته رأساً على عقب، وما يمكن أن تكون مجرد كلمات هادئة وفكرة أكثر هدوءاً بالنسبة لك قد تكون على العكس تماماً بالنسبة له.
وحين يتحدث الخبراء عن العلاقة، فالمقصود هنا أي علاقة، زوجية، أو بين خطيبين، أو حتى مشروع خطوبة.
كلمات ممنوعة
يقدم الخبراء مجموعة من النصائح عما يجب أن يقال، لتدعيم هذه العلاقة، وما يجب تجنبه، لحمايتها من الانهيار. والبداية مع الممنوعات:
خطيبي السابق كان يفعل الشيء ذاته
لتعلم كل امرأة أن الرجل يرفض رفضاً قاطعاً تشبيهه بغيره، حتى لو كان موضوع التشبيه جيداً، أي اشتراكهما بصفة حميدة أو قيامهما بعمل أشياء جيدة.
من المؤكد أنك لا تريدين له أن يشعر بأنك تقارنين بينهما، لأن المقارنة سيفسرها، ومعه كل الحق بالطبع، على أنك تحنين للماضي وقلبك ما زال معلقاً بالخطيب السابق.
وقبل الانتقال إلى النصيحة التالية اسألي نفسك السؤال ذاته: هل تقبلين أن يقارن بينك وبين خطيبته السابقة، ويكشف لك أن ذكراها ما زالت عالقة في ذهنه وجزءاً من حياته؟
فلانة حامل.. لا تقل لأحد
لماذا تتصورين أن الأمر يهمه إذا كانت فلانة حاملاً أم لا؟ فالرجل لا يريد أن يعرف أي معلومة يمكن أن يُسأل عنها أو يمكن أن يُلام إذا لم يقلها. وحتى لو فرضنا جدلاً أنه يريد سماع مثل هذه الأسرار، فلماذا يعرف أصلاً؟
لا تثقلي عليه بأسرار الآخرين، لأنه إذا «بق البحصة»، وكشف ما يعرف ففلانة هذه ستلومك أنت ولن تلومه.
وما يقال عن حمل الجارة أو غيرها ينطبق على كل أسرار الجيران والأصدقاء. يكفيه أن يسمع أسرارك، ألا تعتقدين أنها كافية وزيادة؟
عندما نتزوج وننجب أطفالاً من الطبيعي أن تحلم كل أنثى وكل رجل بالأطفال والإنجاب، فنحن بشر. لكن مثل هذا الحديث المبكر كفيل بــ «تطفيش» الخطيب أو مشروع الخطيب، فلماذا الاستعجال؟
ألا يمكن الانتظار إلى ما بعد الزواج، أو على الأقل، حتى تتأكدي من أن الزواج حاصل لا محالة.
وكما سبق أن قلنا: فكل رجل يحلم بالإنجاب، لكنه من المؤكد لا يريد سماع هذه المعزوفة في الوقت الخطأ. انتظري حتى تتأكدي من أنكما تشتركان في التفكير ذاته عن الأطفال ومستقبل العلاقة بينكما. احتفظي بأفكارك وأحلامك إلى أن يحين الوقت المناسب لكشفها والتعبير عنها.
هل تعتقد أنها جميلة؟
عندما تطرحين سؤالاً «ملغوماً» كهذا، فمن المؤكد أن زوجك أو خطيبك يعرف مسبقاً أنه لا يمكنه أن يربح.. فإذا رد بالإيجاب فستأكلك الغيرة، وقد تنفجرين غضباً.. ومن المؤكد أنك ستتبعين جوابه بسؤال أكثر إحراجاً: هل هي أجمل مني؟ وربما عشرات الأسئلة المشابهة.
وإذا كان رده كما تشتهين، فمن المؤكد أنك ستتهمينه بالكذب، وبعدها سيسرح خيالك بعيداً، فتتساءلين عن الموضوعات الأخرى التي كذب فيها عليك.
وإذا طلبت منه أن يقول الحقيقة، وأكدت له أن جوابه لن يهز العلاقة بينكما، فهذا يعني أنك تكذبين وتريدين منه أن يصدقك، لكن المشكلة أنه يعرف حقيقة مشاعرك.
بعض الرجال يتميزون بالحنكة وسرعة البديهة، فيغلفون كلامهم بالدبلوماسية، كأن يقول: ربما تكون جميلة في نظر البعض، لكني شخصياً لا أراها كذلك. عندها ستقولين بينك وبين نفسك: إذا كان لا يستطيع التمييز ولا يعرف إذا كانت جميلة أم لا، فهذا معناه أن ذوقه «مش ولا بد». ولذلك يطلب منك المتخصصون حذف هذه النوعية من الأسئلة من قاموسك.
لا تهتم.. أنا بحالة جيدة
تعبيرات وجهك ستسبق كلماتك حتماً، كما أن جلوسك من دون أن تتفوهي، ولو بكلمة يتيمة، سيعطيه فكرة واضحة جدا عن حالتك. فكيف يمكن أن تكوني بحالة جيدة، ولا تريدين منه أن يهتم، على الرغم من علامات الغضب المتفجر على وجهك وصمتك المريب ومحاولاتك المكشوفة للتلهي بمتابعة التلفزيون أو التحدث مع الأطفال مثلاً؟!
المتخصصون النفسيون يصفون مثل هذا التصرف بالعدوانية السلبية التي لا يمكن أن تفيد أحداً. ففي البداية، أفقدت نفسك فرصة التعبير عما يجول في خاطرك حين سألك.. أما ثانياً، وهذا هو الأكثر خطورة، فصمتك وادعاؤك بأن الأمر غير مهم قد تمت ترجمته في أعماقك إلى مزيد من الغضب والإحباط، مما أوجد مشكلة جديدة، وربما عدة مشاكل بينكما. وإلى أن تقررا حل المشكلة التي أشعلت الشرارة، تكون المشاكل الجديدة أطلت برأسها، وربما تكون أكبر من الأولى وأشد تعقيداً.
كشف كل الأوراق
يجمع الخبراء والمتخصصون على القول إنه يجب عدم كشف كل الأوراق قبل الزواج.. لا بد من الاحتفاظ ببعض الخصوصية حتى بعد الزواج، طالما أن ذلك لا يهدد العلاقة. فالرجل لا يهمه أن يعرف كل شيء، حتى أدق الخصوصيات عن خطيبته أو زوجته، اللهم إلا إذا كان مريضاً، وفي حاجة إلى طبيب نفسي.
هل أنت متأكد أنك بخير؟
لكل منا أيامه الجيدة وأيامه السيئة أو النحس، فلماذا لا تريدين أن تصدقي أن رجلك لا يشذ عن هذه القاعدة؟ ففي بعض الأحيان يكون الرجل مرهقاً أو أن مزاجه معكر، وقد تكونين أنت السبب. فلماذا الإصرار على طرح مثل هذا السؤال في حين أنك تعرفين الجواب سلفاً، وتعرفين السبب الذي يجعله على غير طبيعته؟
طرح السؤال مرة واحدة يكفي ويدلل على اهتمامك، لكن تكراره سوف يعقد الأمور، بل ربما يفجرها بصورة لا تحمد عقباها، فقد لا يكون راغباً في الكلام إلى أن يهدأ.
لا تنسي أنه إنسان من لحم ودم له مشاعره، كما لك مشاعرك وأحاسيسك، فاحترمي مشاعره كما تريدين منه أن يحترم مشاعرك. اتركي له بعض المجال ليكون مع نفسهن لا تقحمي نفسك في كل صغيرة وكبيرة.
أكره قوامي أو شكلي
إذا لم تكوني جميلة في نظره، على الأقل، فلماذا اختارك أصلاً؟ ولا تنسي أنك بانتقاد نفسك بهذه الصورة الفجة تدفعينه لكي يشعر أنك غير واثقة من نفسك، وهي صفة يكرهها الرجل. تذكري أيضاً أن المرأة تنجذب نحو الرجل الواثق من نفسه، وتنفر من صاحب الثقة المهزوزة، فلماذا تضعين نفسك في مثل هذا الموقف؟
فكري في الأمر، هل تريدين العيش مع رجل دائم الشكوى من شكله أو من فشله في عمله مثلاً؟
أن تنتقدي نفسك فهذه مسألة شخصية أنت حرة فيها، لكن أن تنتقدي نفسك أمامه بهذه الصورة، فسيفتح له المجال لكي ينتقدك في كل صغيرة وكبيرة. واللوم يقع عليك بالطبع أولاً وأخيراً.
أكره أمك أو أباك
الشيء ذاته ينطبق على بقية الأقارب والأصدقاء أيضاً. وينصحك الخبراء بألا تعلني عن كراهيتك لأي شخص يحبه خطيبك أو زوجك، ومن البداية لماذا تكرهين هذا أو ذاك؟
لا أحد يجبرك على أن تحبي أفراد أسرته وأقاربه وأصدقائه، لكن الدبلوماسية واللياقة مطلوبتان في العلاقة الطبيعية بين المرأة والرجل.
افتحي عقلك وقلبك لما يراه فيهم، فالأمور ربما لا تكون واضحة في نظرك، فالأم والأب والأشقاء والشقيقات من المحرمات التفكير في شق العلاقة بينهم. أما الأصدقاء والأقارب فقد يكون بينهم صديق الطفولة، أو القريب الذي وقف إلى جانبه يوم كان في حاجة لمن يقف إلى جانبه حين فقد عمله مثلاً.
إذا كنت تحبين زوجك بالفعل يتوجب عليك أن تثقي في قدرته على اختيار أصدقائه، ومهما كانت الأمور لا تجبريه على الاختيار بينك وبين أمه أو أبيه مثلاً، لأنك ستكونين الخاسرة الوحيدة في النهاية، حتى لو بدت الأمور عكس ذلك في البداية.
.. وكلمات مفيدة
أما الكلمات أو العبارات التي ينصحك الخبراء بأن تقوليها لخطيبك أو لزوجك فهي على النحو التالي:
تبدو رائعا
من قال إن المرأة وحدها تشعر بعدم الاطمئنان للمستقبل وعلاقاتها مع الآخرين، فالرجل أيضاً مسكون بعدم الاطمئنان، ولو أنه يغلفه بالثقة الزائفة أحياناً، فهو يريد أن يتأكد دائماً من أن مظهره على ما يرام، ملابسه كما يجب أن تكون، كرشه، إذا كان له كرش، لا يزال ضمن حدود المعقول، إلى آخر هذه الأمور. لذلك فهو في حاجة دائمة للتشجيع والإطراء، يتوق لسماع عبارة: تبدو في أفضل حال. وإذا كان لا بد من توجيه انتقاد، فيستحسن اختيار الكلمات المناسبة وقولها في الوقت المناسب، والمكان المناسب أيضاً.
يعجبني..
أن تبدي إعجابك بأي شيء يفعله أو يمتلكه، بشرط عدم السخرية والاستهزاء أو الغمز واللمز.. فالرجل مهما كان عمره أو مستواه الثقافي أو المالي، يحب الإطراء، ولو أنه يحاول تعمد الإيحاء بأنه أكبر من الاهتمام بمثل هذه الأمور، ولا يحب سماع كلمات المديح والإطراء، ويصر على القول إنها نوع من التملق. وحين تبدين إعجابك بأي شيء يمتلكه أو يفعله، من الأفضل التخصيص فلا تكون كلماتك عائمة. حددي بالضبط ما يعجبك، فلكل شيء اسم يمكن استخدامه.
أحب ما تقوله أو تفعله
مثل هذه الملاحظة مفيدة للطرفين، فالرجل دائماً وأبداً يتصور أنه يجب أن يكون المبادر لفعل أو قول أي شيء، لكنه يكون في الغالب في حيرة من أمره.. أين يبدأ، وكيف يبدأ؟ يريد أن يسمع منك ولو كلمة تشجعه على المضي والاستمرار، أو كلمة لتعديل أو تغيير أو التوقف عما يفعل. لا تقفي مكتوفة اليدين ولا تتوقعي منه كل شيء. لا بد من إبداء رأيك في ما يفعل أو يقول، خاصة حين تعرفين أن سعادتك تهمه.
أنت على حق
كل منا يعتقد أنه على حق. وبالطبع فالرجل لا يتخلف عن الركب في مثل هذه الأمور، حتى لو لم يكن على حق دائماً.. مع أن النساء غالباً ما يتصورن أنه يجانب الحق في أغلب الأحيان، لكن من المهم الاعتراف بأنه دائماً في حاجة الى سماع عبارة «معك حق».. أو «إنك على حق».
وإلى المرأة التي تعتقد أنها ربما تظهر نوعاً من «الهبل» إذا تفوهت بمثل هذه الكلمات عليها أن تعرف أن المسألة تستحق المغامرة، ولن تفقد قيمتها أو احترامها لديه إذا قالتها.
وإذا قالتها وسط نقاش حول أي موضوع تكون كمن يضرب عصفورين بحجر.. تشعره بالثقة والاطمئنان من ناحية، كما أنها تشعره بأنها شخص مسؤول وقادرة على الاعتراف حين تكون على خطأ أو غير متأكدة مما فعلته أو قالته من ناحية ثانية.
هل تساعدني في عمل أو إصلاح...؟!
يحب الرجل أن يشعر دائماً بأنه رجل البيت الذي يعتمد عليه في الأمور الكبيرة، حتى لو كنت قادرة على فعلها. وحين تحتاجين لإصلاح أي شيء في البيت يستحسن أن تطلبي منه المساعدة، فذلك يساعده على الشعور برجولته ولو بطريقة غير مباشرة. وبالطبع ليس المطلوب أن تسأليه المساعدة في أمور سهلة يمكنك القيام بها من دون عناء، لكن إذا كنت في حاجة الى المساعدة، فمن المؤكد أنه سيكون سعيداً بتقديمها.
تلك المرأة تنظر إليك بإعجاب
نعم، فمثل هذه الكلمات تزيد شعوره بالثقة، وفي الوقت نفسه، تؤكد له أنك شاهدت تلك المرأة وهي تنظر إليه بإعجاب، لكنك واثقة بنفسك ولا تخشين نظراتها.. ليس هذا فقط بل انك تلفتين نظره إليها. مثل هذه الكلمات تشعره أيضاً بأنك تثقين به ومطمئنة إلى أن تلك المرأة لن تستطيع إغواءه. وفوق هذا وذاك، هل هناك رجل في العالم لا يشعر بالسعادة تغمره حين يعرف أن امرأة أخرى تتطلع إليه بإعجاب؟!
لا يزال شعرك رائعاً
من المعروف أن ربع الرجال يبدأون رحلتهم التي يكرهونها مع الصلع عند بلوغهم الخامسة والعشرين، وأن ثلثي الرجال يصلون إلى نهاية تلك الرحلة في الستينات. من المهم جدا للمرأة أن تدرك أن الصلع يخيف كل الرجال من دون استثناء، لذلك فإذا بدأ زوجك يفقد شعره في أي عمر كان، فلا تقولي له ذلك، بل على العكس دعيه يشعر بأن شعره أو ما تبقى منه لا يزال جميلاً ويغطي رأسه. وعلى الرغم من أنه يستطيع أن يعرف الحقيقة، لكن كلماتك سيكون لها مفعول السحر.
تذكري دائماً حين يكرر على مسامعك أن وزنك لا يزال رائعاً وقوامك أكثر روعة على الرغم من أنك تعرفين أنه يجاملك، لكن كلماته تشعرك بالراحة والسعادة.. فالكذب مفيد في الحالتين.