مهلاً أُمَيْمـة بالصفــاء تَجَمَّلـي

مــــــــهلا أُميمـــــــــــــــــــــةََ بالصفـــــــــــــــــــــــاء تَجّمـلــي
لـم يُبـــــــــْــق ِقلبـي غيــر حـُبِـكِ فاقتُلـي

تَعِـــــــــــــــــــــبَ الفـؤادُ و قَطَّعَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــتْ أوصالــهُ
حُمّى أصـــــابَت في الصَّميــــــــم ومَقتَـلِ

تَســــــــــــــــري بـه بيـن العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروقِ حثيثـة
كالنـار تَحـــــــــرقُ بالهَشيـــــــمِ الذابــــــلِِ

فتَلعْثَمَـــــــــــــــــــــتْ دقاتُــــــهُ و تَعَطّلَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتْ
لغَــةُ القلوبِ عـنِ الكــــــــــــــلامِ المُرسَـلِِ

يـاساكِنــــــــــَهْ قلبي الجريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــح تَرفَقـي
بفتــــــىً ضَنـاهُ الوجْـــــــــدُ حتى الكاحــلِِ

أوْردْتِـــــــــــــــــــــــــهِ سُبُــلَ الهــــــــــــــــــــــــــــلاكِ بغَمْـزةٍ
كالسيــــفِ تَقطــــــع في حَشاهُ وتَنْسُــــلِ

أفـضــــــــــــــــــــى إليـكِ بحُبِـــــــــــــــــــــــــــــهِ و قَبِلْتِــــهِ
فإلامَ هـذا الهَجْـرَ قولي... إفعَلـــــــي

إنْ تَرحميــــــــــــــهِ فمـا أَتَـيـــــــــــــــــــــْتِ بمُنْكَــرٍ
أو تَقْتُليـــهِ فَلَسْـــــــــــتِ أوَلَ قاتِــــــلِِ

جيـــــــــــدٌ تَلألأَ فـي الدُجـــــــــــــــــــــــى و كأنّــهُ
قـِـرْطٌ مـن الماسِ اللــــُجَيْنِ المُصْقَـلِ

أبْحَـــــــــــــــــرتُ في عينيـــــــــــك أبحثُ لاهِثا
عــن شاطئٍ أرسـو إليـهِ كمَنــــــــزلِ

فوجــــــــــــدْتُ أنـي لا أفـــــــــــــــــارقُ رَمشَـةً
فـي مُقلتيـكِ هُنــاك شَــــط َّ تَغَزُلــي

بين الُحـــــــــــروفِ تعانَقـــــــــــــتْ أرواحُنـا
جَـذْلـى تُغنـي فــي لِســــــانٍ بُلْبُــلِِ

وتَجاذَبَــــــــتْ سَمـرَ الحديــــــــــــــــثِ عيوننا
تحكــي حكـايـاتِ اللِقـــــــــاءِ الأوَّلِِ

فـي هَـــــــــــــــدْأَةِ الليلِ البَهيـــــــــــــمِ تَأَوَّهَـتْ
إشْراقَــــــــــةٌ مـــن ثَغـــــرِكِ المُتَهَـــــــلِّــلِِ

أنفاسُنـــــــــــــــــا امتَزَجَتْ كأنســــــــــــــامِ الُرُبى
والروض ُفـــي خدَّيْـكِ لـونُ قُرُنْفُـلِ

آهاتُنـــــــــــــــا رَحَلَتْ و يَحملهــــــــــــــا الهــوا
سَكْـرى كغُصـنٍ عابــــــثٍ مُتَمَلْمــلِ

وأبيْـــــــــــــتِ إلا أن أذوبَ برَشْفَــــــــــــــــــــةٍ
مِـنْ مِيْسَـمٍ و فـــــمٍ رَضيـبٍ عاسِـلِ

كـم جَمــــــــــــــْرةٍ لَذَعَتْ بثَغـــــــــري عندمـا
أهْدَيْتِني الشَفَتيـــــــنِ بعـــدَ تَوسُّـــلِ

فأطَلــــــْـتِ رَشفـاً للرضــــــــــــــــــابِ تَدلــلاً
و غدا لهيبُ الشوقِ فوق تَحمُلي

تَتفَجّــــــــــَرُ الرغَباتُ يفضــــــــــحُ شوقها
شَهَقـاتُ عِشْـقٍ حارق و تَغــزُلِ

فتلـــــــوحُ في الآفاق عاصفـــــــة الجوى
وسحابةٌ ثَقُلـــــَـتْ بمــاءِ مُسَلْسَلِ

لا تَهْـــــــدئي ودعي عِــــــــــــتِيَّ عواصفي
تَجْتاحُ أسوار القِـلاعِ وتَعْتَلــي

ودعــــــــــي لِسِحْـرِ أُنوثَــــــــــــــةٍ مَغــرورةٍ
تَغْتـالُ طُهْــرَ تَمَنُعـي و تَعَقُلـــي

ودعــــي لِنفسكِ في اللقـــــــــــــاء سَجِيَّةً
وتَذَوَّقي طَعْـمَ الصَبابةِ وانْهَلــــي

ودعينــــي أروي من ظِمــــــــايَ حديقة
لا تسأليني كيف لا لا تسألي

أدْركــــــــــــتُ أنَّ اللهَ ما خَلَــــــــــقَ الهوى
إلا لمثلـــي أو لِمثلِـكِ يَبْتَلـــــــي
الشاعر نبيل النصر – بلعا فلسطين