طهران متفائلة ومحادثات اسطنبول تبحث مقترحاً جديداًَ

طهران متفائلة ومحادثات اسطنبول تبحث مقترحاً جديداًَ

اسطنبول ــ طهران - الزمان : أعلنت ايران ان الجولة الأولي من المحادثات بشأن البرنامج النووي الايراني بين طهران ومجموعة (5+1) التي جرت امس في اسطنبول اختتمت في "أجواء ايجابية". ودخلت امس مباشرة في جولة ثانية وحسب مصادر لــ (الزمان) انها عرضت مقترحاً جديداً حول اتفاقية البروتوكول وتسعي لتأييد الصين وروسيا في مواجهة فرنسا.
من جانبه أعلن دبلوماسي غربي في تصريح امس ان مجموعة الدول الست الكبري تمارس ضغوطا علي ايران حتي يوافق الوفد الذي يمثلها علي ان يعقد لقاء ثنائيا مع وفد الولايات المتحدة خلال المحادثات الجارية حول الملف النووي في اسطنبول. وقال هذا الدبلوماسي القريب من المناقشات طالبا عدم الكشف عن هويته ان "الدول الست لا تستطيع احراز تقدم ما دام لم يعقد لقاء ثنائيا مع الولايات المتحدة". واضاف "شعوري العميق انه اذا رفض الايرانيون الاجتماع مع الامريكيين ... فستنسحب القوي الكبري من المناقشات". واوضح هذا الدبلوماسي ان كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي عقد لقاء منفردا مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوربي كاثرين اشتون وسيطة مجموعة 5+1 (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والمانيا). وقال هذا الدبلوماسي فور بدء هذا الاجتماع الثنائي "آمل في ان يعلنوا انهم يريدون متابعة المفاوضات". ومحادثات اسطنبول التي ستستأنف السبت هي الثانية بين ايران ومجموعة الدول الست بعد اجتماع اول في جنيف مطلع كانون الاول بعد توقف استمر 14 شهرا. ونقلت محطة "برس تي في" الايرانية عن بيان صدر عن المجلس الأعلي للأمن القومي الايراني ان "الجانبين وافقا علي مواصلة المحادثات علي أساس الاتفاقات التي تم التوصل اليها في محادثات جنيف" التي جرت في 6 و7 كانون الأول الماضي. وأضاف البيان ان المحادثات التي "تهدف للعثور علي أساليب للمزيد من التعاون بين الجانبين" ستتواصل حتي السبت.
وبدأت الجولة الأولي للمفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني في اسطنبول بين ايران والدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا اضافة الي ألمانيا.
وتجري المحادثات برعاية تركيا وادارة الممثلة العليا لشؤون الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون التي تترأس وفد مجموعة (5+1)، فيما يترأس الوفد الايراني، كبير المفاوضين الايرانيين النوويين أمين المجلس الأعلي للأمن القومي سعيد جليلي.
وكان وزير الخارجية الايراني بالوكالة علي أكبر صالحي قال الأسبوع الماضي ان بلاده لن تناقش موضوع برنامجها النووي في محادثات اسطنبول.
وأكدت ايران ان اعلان طهران سيكون أساس المفاوضات، وهو الاعلان الذي وقعت عليه ايران والبرازيل وتركيا في 17 مايو/أيار الماضي وينص علي أن ترسل طهران الي تركيا 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5%، مقابل 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%.
ويشتبه الغرب بأن ايران تطور أسلحة نووية في حين تؤكد طهران علي ان برنامجها هو لغايات مدنية سلمية.
فيما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ايران امس الي مناقشة برنامجها النووي بالتفصيل في محادثات اسطنبول بينها وبين مجموعة دول 5+1.
وشدد هيغ علي الأهمية التي توليها مفاوضات اسطنبول التي انطلقت امس، وقال "من المهم جداً أن تتعامل ايران بجدية مع هذه المفاوضات، وتُظهر استعدادها لمناقشة برنامجها النووي بالتفصيل".
واعتبر وزير الخارجية البريطانية محادثات اسطنبول بأنها "اختبار لاستعداد ايران لابقاء التزاماتها الدولية بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والقرارات المتتالية من مجلس الأمن الدولي".
وأضاف "حان الوقت بالنسبة للايرانيين لاظهار استعدادهم في هذه المفاوضات لمناقشة برنامجهم النووي بكامله".
وتتكون مجموعة 5+1 من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (بريطانيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا) وألمانيا.
من جانبه قال مسؤول رفيع في الوفد الايراني ان بلاده سترفض مناقشة اي تعليق لتخصيب اليورانيوم خلال محادثات مع القوي الست الكبري.
وقال مسعود زهروند وهو مساعد لجليلي "لن نسمح بمناقشة أي محادثات متعلقة بتجميد او تعليق انشطة التخصيب الايرانية خلال اجتماع اسطنبول."
وأضاف "حتي الان لم تناقش القضية ولم تثر او يذكرها اي طرف. لا يمكن مناقشة الحقوق النووية لايران."
وطرحت مجموعة خمسة زائد واحد فكرة مبادلة الوقود التي تقوم ايران بموجبها بمقايضة جزء من اليورانيوم منخفض التخصيب لديها مقابل الحصول علي وقود معالج خصيصا لتشغيل مفاعل ينتج النظائر الطبية في طهران.
ولا يتوقع كثيرون احراز تقدم كبير في اسطنبول.
وقال دبلوماسي مع بدء المحادثات "لا يتوقع أحد حدوث انفراجة كبري لكن ايران تحتاج الي ان تظهر انها مهتمة بالتواصل في عملية أوسع. هناك قضايا رئيسية تحتاج ايران الي التعامل معها وهي واضحة تماما لكن لا يتوقع احد تغيرا كبيرا."
وتصاعدت المواجهة النووية بين ايران والغرب العام الماضي وفرضت الامم المتحدة مجموعة جديدة من العقوبات علي طهران ورفضت الدول الغربية اقتراحا معدلا من ايران بان تبادل طهران جزءا من وقودها في الخارج وقالت انه لا يرقي للمطالب كما انه تأخر كثيرا.