كل الطرق عند زوجي .. مؤدية إلى تحقيق ما يصبو إليه
ها قد عدت من بعيد إلى بيت أهلي ... لا معززة ولا مكرمة بل محطمة، لقد مر عيد ميلادي الثلاثين وكان لا حدث، لا أتذكر يوما سعيدا طبع حياتي .. فهي كلها آلام تجرعتها بمرارة ولا أزال .
قبل أن أرتبط بزوجي بعقد رسمي، كنت أظنه ملاكا، لا يمكنه أن يؤذي أي، كانت ثقته بي تعدت كل حدود فلم أطلب منه أبدا أن يروي لي تفاصيل يومياته مع زوجته الأولى، بل فعل ذلك طواعية .
أدركت بعد فوات الأوان، أنه كان حريصا أشد الحرص على أن يخفي الوجه الآخر لرجل أعماه الطمع، وأضحت كل الطرق بالنسبة إليه مؤدية إلى تحقيق ما يصبو إليه تزوجته في غفلة من أمري، لا أنكر أبدا أنني عشت معه أياما سعيدة، لكنها للأسف سرعان ما انقضت .
كان يوما مشؤوما يوم حملت حقائبي لأرافق زوجي، إلى ولاية في صحرائنا الشاسعة، بعدما حول للعمل بها، واضطررت بدوري أن أطلب التحويل ولم يكن الأمر هينا لازلت أتذكر سيدتي الكريمة، حينما ثار في وجهي حينما اقترحت عليه أن أساعد والدي المتقاعد، في تحمل مصاريف البيت، حيث رفض الفكرة جملة وتفصيلا ولم تنفع أبدا كل المحاولات التي قمت بها لإقناعه برأيي، حيث كشف عن وجهه الحقيقي، حينما أصبح يترقب موعد راتبي الشهري، في رصيدي فيسحبه عن آخره، وهو ما دأب عليه منذ البداية لقد بلغ الوضع حدا لا يمكنني السكوت عنه أبدا، وهو ما عجل وقوع قطيعة بيني وبينه، حيث صمّمت على العودة إلى بيت والدي، على أن أترك له المجال ليسرق عرقي وجهدي .
المشكل أن والدتي تسألني باستمرار عن سبب هجري لزوجي، فلا أجد لسؤالها جواب ، فهل أفضح فعلته؟
سعاد / باتنة
الرد
ما من شك سيدتي أن الشرع مثله مثل القانون الوضعي، يفرضان على الزوج أن ينفق على زوجته، بغض النظر عن مداخيلها، التي لا يمنحه وضعه كزوج، أي حق للتصرف فيها وهذا أمر مفروغ منه .
لكن من الضروري، أن يتعاون الزوجان لمواجهة مصاعب الحياة، ومشاقها، وفي مثل حالتك فإن منحك جزء من راتبك لوالدك، يدخل في صميم البر بالوالدين، وهو أمر لا نقاش فيه، ولا جدال إذا كان والدك محتاج فعلا لهذه المساعدة.
وبالتالي أنصحك بتحاشي قطع اتصالك بزوجك، واغتنام أي فرصة تتاح لك، لإقناعه بأن مساعدتك لوالدك محدودة في الزمن، وسيعود الوضع حتما إلى طبيعته .