أنقذوني من زوج متوحش .. يفترسني كل ليلة
إن جرحي عميق
وعذابي كبير، ولا أجد من أشكي له همي، سواك بعد أن باعني أهلي وقهرني زوجي أنا راوية في السابعة عشر من العمر، من مدينة خنشلة، عشت وسط أسرة تفتقر إلى أواصر الترابط، فأبي رجل متسلط يفضل الذكور، مما جعله يتفنن في تعذيبنا ويحرمنا من أبسط حقوقنا، بل يحاول الخلاص منا بتزويجنا من أول خطيب يطرق الباب، مهما كان، وهذا ما حدث معي، بإعتباري البنت الكبرى، إذ تقدم رجل في الثالثة والخمسين من العمر لخطبتي، فوافق على الفور وعجّل زواجي، رغم رفضي الشديد .
كيف أصف لك سيدتي ليلة زفافي التي انقلبت إلى ليلة الجحيم، قضيت أولها بين أحضان وحش، وآخرها بين الحياة والموت، إنه يفتقر إلى أدنى المشاعر، لا يتصف إطلاقا بالمروءة والإنسانية، أستطيع القول، أنه وحش في صورة بشر، تصوري أنه انقض علي واغتصبني بعنف، ولم يشفع لي رغم توسلاتي، حتى أفقدني الوعي وسبب لي نزيفا حادا، نقلت ليلتها إلى المستشفى أين مكثت عدة أيام .
كنت أظن أنه سيتفهم الأمر ويطلقني وأرتاح منه للأبد، خاصة وأن الأطباء منعوه من معاشرتي، حتى يلتئم الجرح، لكنه بلا عقل أو ضمير، فسرعان ما طالبني بذلك، وعند رفضي جامعني بعنف شديد، حتى خلف لي جرح عميق نقلت مرة أخرى إلى المستشفى.
سيدتي لا أقوى على العيش معه، أفكر في الخلاص منه بأية طريقة، أحيانا تراودني فكرة الهروب، وأحيانا أخرى أشعر برغبة في قتله، أو قتل نفسي حتى أرتاح، ساعديني أرجوك فأنا بحاجة ماسة لسندك .
راوية من خنشلة
الرد :
صغيرتي؛ أتعاطف معك في وضعك الحرج جدا، لست أفهم كيف أقدم أهلك بتزويجك من رجل في سن والدك، حيث لا وجود للتكافؤ بينكما، ويستحيل إستمرار الحياة الزوجية، كما أن ذلك الذي تعرضت له من طرف زوجك، ليلة الزفاف أمر فضيع، بل وعنف في حد ذاته، لا يقدم عليه إلا الشواذ، حقا زوجك بلا ضمير، وهذه ليست طريقة يدخل بها الزوج على زوجته في أول لقاء بينهما، عزيزتي أشعر بكل آلامك، وعدم رضاك بهذه الزيجة التي حطمت زهرة شبابك، وألقت بك إلى الهلاك، لكن إعلمي أن لكل مشكلة حل، ومشكلتك ليست بالمستعصة، إن تشجعتي وأثبتي وجودك بالدفاع عن حقك، فإن كان الطلاق هو الحل الذي يرضيك، أطلبيه حتى تتجنبي المزيد من العذاب، وفي حالة ما إذا رفض يمكنك اللجوء إلى العدالة، وإخبارها بكل تفاصيل القضية، ولا داعي للخوف، مادام هناك شهود وإثباتات طبية، تؤكد وحشية زوجك، وتأكدي أن العدالة ستنصفك.