إمرأة من قصيدة
أنت يا امرأة رسمت الشمس في كفي المحفور
وراحت تبحث عن بقايا العمر المكسور
في زوايا القدر المهجور
...امرأة كتبت التاريخ في جسدي المنخور
ونحتت وطنا في قلبي المبتور
ومن خمارها الأسود
خاطت علما للحزن
عبثا يقرأ العالم شعرا
وعجبا تولد امرأة من رحم القصيدة
قولي شيئا سيدتي
فهذه الأرض وطني ...
وهذا الظل زمني
تلك المسيجة حدائقي
كوني وردا فيها أزرعك
أو علما أرفعك في وطني
فهذه الشمس لن تحرق جسدي
وذاك السيل لن يجرف ذاكرتي
هذه الشوارع مدينتي
وتلك الخضراء باديتي
لله الشمس والقمر
وأنت في ليلي قمر
أيتها النائمة تحت شجرة الحب
هذه الشجرة من حديقتي
وتلك البلابل من قفصي
هذه الجداول إرث لأمي
سيدتي....
يا امرأة بين دفاتري
مدينتكم ديوان قصائدي
الشارع منها قلمي وريشتي
وذاك المجنون فلسفتي
منه ألتقط حكمتي
وهذه الصحيفة على مهل أنا المداد ترتشفني
تسكبني..
تفرغني ...
تجمدني...
تعرفك وعنك تسألني
مدينتكم ديوان قصائدي
هات يديك سيدتي واحضني الجرح قبل أن يتعفن
فالألم طعام الشعراء
والجرح ينام في العراء
أنت اليوم قصيدتي
وديوان شعر ستحفظه ذاكرتي
أقراه على فقراء مدينتي
فالفقراء عندنا يصنعون الرغيف من طحين الشعر والكلمات
مراد مراحي