"فايس بوك" يؤثر بالأوضاع السياسية في العالم
ؤثر "فايس بوك" على الوضع السياسي في العالم حيث استخدم في عدة بلدان كمنبر للإحتجاج على السياسات الحكومية.
في خلال ست أعوام ونصف فقط استطاع موقع فايس بوك أن يصبح محور الحياة الإجتماعية والسياسية لكل شعوب العالم وذلك بعد أن تجاوز عدد مستخدميه نصف مليار شخص مما جعل الكاتب كيركباتريك مؤلف كتاب ( تأثير فايس بوك: قصة الشركة التي يتواصل عن طريقها العالم) يؤكد أن الشركة المؤسسة للموقع تعد الشركة الأسرع نموا في العالم من حيث زيادة عدد الزبائن الذين ينضمون إليها.
ويروي كيركباتريك في كتابه قصة فايس بوك منذ أن كان مجرد فكرة في عقل مارك زوكربيرج وهو طالب في جامعة هارفارد إلى أن أصبح الموقع بشكله الحالي الذي أعطاه سلطة قادرة على زعزعة الحكومات وهز كيانات رجال الأعمال، ودلل على ذلك بمجموعة على فايس بوك في شباط/ فبراير 2008 بلغ عدد المشاركين فيها 12 مليون شخص وقادت تلك المجموعة إحتجاجات في الشوارع في كل أنحاء العالم ضد عمليات القتل والخطف التي كانت تقوم بها جماعة كولومبية متمردة (فارك farc) ولقد نجحت تلك الإحتجاجات في وقف العمليات التي كانت تقوم بها. كما أن جماعة 6 إبريل في مصر استطاعت حشد آلاف المصريين للقيام بوقفات إحتجاجية وأعمال شغب منذ عدة سنوات.
ولقد تحدث كيركباتريك المحرر السابق في "مجلة فورتشن" مع جريدة "يو إس نيوز" وأجاب عن سؤال حول إمكانية أن يصبح كل سكان العالم أعضاء في فايس بوك بأن هذا الأمر مبالغ فيه ومع ذلك ما زال الإقبال يتزايد على الإنضمام إليه حيث ينضم كل يوم قرابة المليون مستخدم للموقع من دول العالم المختلفة ما عدا دول مثل كوريا الشمالية والصين وعدد من الدول التي مازالت تحظر الإنضمام لهذا الموقع، ومع ذلك فإن الموقع في نمو مستمر ومن الممكن أن يصل عدد أعضائه إلى ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم.
وأشار كيركباتريك إلى أنه بالرغم من عرضه للسيرة الذاتية لروزنبرج مؤسس الموقع وإعجابه الشديد بنجاحه في عمله إلا أنه يعتقد أن روزنبرج لا يستحق أن يعامل على أنه زعيم أو قائد سياسي كبير فهو لا يمتلك توجهات واضحة ولا يزيد عن كونه شخص استطاع أن يدير موقع اجتماعي بكفاءة بالغة جعلته أكبر المواقع الإجتماعية في العالم وأصبح له تأثيره الكبير بسبب عدد مستخدميه الذي فاق كل التوقعات، وأكد أن روزنبرج ليس مثالياً وأن تحقيقه لهذا النجاح الكبير في تلك الفترة الزمنية القصيرة ليس له علاقة بالمثالية.
وأوضح كيركباتريك أن فايس بوك أصبح له تأثير كبير على الوضع السياسي في العالم فيكفي أن يكون لك إعتراض على أمر ما حتى يمكنك أن تعلن رأيك هذا للناس وينضم إليك من يشاركك هذا الرأي بغض النظر عن الشيء الذي تعترض عليه سواء كان حفرة في الطريق أو انتخابات مزورة، لقد أصبح فايس بوك وسيلة تعبير هامة جدا لدى أي مواطن عادي حيث أن لديه قدرة مذهلة على نقل الرسائل بكفاءة بين الناس ونشرها انتشاراً فيروسياً.
ولقد استخدم المواطنون في العديد من البلدان مثل مصر وإندونيسيا وكولومبيا فايس بوك كمنبر للإحتجاج على السياسات الحكومية هناك، كما أشار إلى أن فايس بوك يلعب دوراً مؤثراً في الإنتخابات ودلل على ذلك بدوره في انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما وأشار إلى أنه لا يمكن لأي سياسي يرغب في أن يكون له وجود أن يتجاهل التأثير الكبير للفايس بوك.
كما أكد كيركباتريك على تأثير فايس بوك على المؤسسات في العالم كله حيث أوضح أن الناس العاديين لم يكن لهم أي فرصة للتأثير في صنع القرار في المؤسسات ولكن فايس بوك أصبح أداة مهمة لهؤلاء في التأثير على صانعي القرار الذين لا يشعرون بالراحة لذلك حيث استطاع الناس العاديون أن يتواصلوا بشكل جانبي عن طريق فايس بوك ويقوموا بترتيباتهم التي تسمح لهم بفرض وجهات نظرهم على القيادات.
من جانب آخر أوضح كيركباتريك أن فايس بوك كما أنه مفيد للديمقراطية فإنه قد يسبب أضراراً بالغة حينما يتم استخدامه في نشر أفكار التعصب والعنصرية والكراهية، ويشير إلى أنه بالرغم من عدم وجود نشر لتلك الأفكار بشكل كبير حالياً إلا أنه لا يستبعد حدوث ذلك في المستقبل.
وحول تدخل الحكومات في تنظيم استخدام فايس بوك أشار كيركباتريك إلى أنه لا يحبذ ذلك لكن من المتوقع أن تقوم الكثير من الحكومات بالخطوة وضرب مثلاً على ذلك بما قامت به الحكومة الكندية حينما قامت مفوضية الخصوصية الوطنية بإعلام المستخدمين بالطريقة التي يستخدم بها فايس بوك بياناتهم وتفاوضت مع إدارة فايس بوك للحصول على وعود معينة عن كيفية استخدام الإدارة لبيانات المشتركين الكنديين.