أوباما يُهاتفُ مبارك لأكثرَ من 30 دقيقة “عليكَ الالتزام بكلماتكَ و أنتظرُ خُطواتٍ عملية”
أوباما لحظة تحدثه مع مبارك عبر الهاتف من مكتبه البيضاوي و بدا إلى جانبه نائبه جو بايدن
تحدث الرئيس الامريكي باراك اوباما مع الرئيس المصري حسني مبارك، وطلب منه مباشرة إصلاحات شاملة في الوقت الذي أوضح فيه مسؤولون امريكيون ان المساعدات الامريكية لمصر والتي تبلغ 1.5 مليار دولار في خطر.
وقال اوباما انه حث مبارك على تنفيذ تعهداته بزيادة الديمقراطية والحرية الاقتصادية بعد فترة وجيزة من القاء مبارك كلمة عبر التلفزيون عزل فيها حكومته ردا على ايام من الاحتجاجات العنيفة في مدن مصرية.
وكشف أوباما أنه اتصل بمبارك بعد انتهاء خطاب الأخير وأوضح: “قلت له (مبارك) إن عليه الالتزام بكلماته، وأكدت له أن العنف لن يحل الموقف وأن قمع الأفكار لا يزيلها من الرؤوس، أن الموقف بحاجة لخطوات عملية.”
وقال اوباما للصحافيين بعد اتصال هاتفي استمر 30 دقيقة مع مبارك”تحدثت للتو معه بعد كلمته وابلغته ان عليه مسؤولية لاعطاء معنى لكلماته واتخاذ خطوات واعمال ملموسة تفي بهذا الوعد.”
ودعا مبارك في كلمته التلفزيونية الى اجراء حوار وطني لتفادي الفوضى في الوقت الذي امر فيه الدبابات وقوات الجيش بالنزول الى الشوارع لاستعادة السيطرة على الوضع.
وقال اوباما”اود ان اكون واضحا جدا في دعوتي للسلطات المصرية للامتناع عن اي عنف تجاه المحتجين المسالمين.”
واضاف اوباما ايضا ان المحتجين في مصر عليهم مسؤولية للبقاء مسالمين. وقال “العنف والتدمير لن يؤديا الى الاصلاحات التي يسعون اليها.”
ودعا اوباما الحكومة المصرية الى وقف الخطوات التي قامت بها “للتدخل في حرية الدخول الى الانترنت وخدمات الهاتف المحمول والشبكات الاجتماعية التي تفعل الكثير لجعل الناس يتصلون بالقرن الحادي والعشرين.
“المطلوب الان اتخاذ خطوات ملموسة تعزز حقوق الشعب المصري واجراء حوار ذي معني بين الحكومة ومواطنيها وانتهاج طريق للتغيير السياسي يؤدي الى مستقبل من الحرية الاكبر وفرصة اكبر وعدالة للشعب المصري.”
وتعتبر الولايات المتحدة الرئيس المصري حسني مبارك حليفا مهما وركيزة لعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية ودرعا في مواجهة طموحات ايران الاقليمية. لكن المسؤولين الامريكيين أكدوا هذا الاسبوع على دعمهم القائم منذ فترة طويلة للاصلاحات الديمقراطية في بلاده.
وأدت مراجعة المساعدات الامريكية لمصر الى رفع الضغوط الامريكية الى مستوى جديد .
وحصلت مصر على 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية و250 مليون دولار مساعدات اقتصادية خلال العام المالي 2010 بما يجعلها واحدة من أكثر دول العالم حصولا على مساعدات من الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز “سنراجع موقف مساعداتنا بناء على الاحداث الجارية الان وفي الايام القادمة.
“نراقب عن كثب تصرفات الحكومة والشرطة وكل قوات الامن والجيش… .”
وحثت الولايات المتحدة مواطنيها على تأجيل سفرهم غير الضروري الى مصر ودعت مواطنيها الموجودين في مصر الى البقاء في منازلهم.
وقال مسؤول أمريكي يراقب الاحداث ان الموقف مائع.
وقال بعد ان طلب عدم الكشف عن اسمه “ما لم يكسر شيء ما التوتر الحالي فنحن نقترب من النقطة التي سيتعين عندها ان يتخذ الجيش اجراءات صارمة او ان يتنحى النظام.”
بينما قال ستيفن كوك المحلل في مجلس العلاقات الخارجية ان الولايات المتحدة لا تملك تأثيرا يذكر لتغيير سير الاحداث في مصر.
وقال “اي جهد من جانبنا… لتقديم الدعم لمبارك سيقرأ في مصر على انه دعم للاجراءات الصارمة ودعم لنظام غير ديمقراطي بطبيعته بينما الناس في الشوارع يطالبون بنهاية لهذا النظام.”
وبينما نشر مبارك القوات المسلحة مدعومة بالمدرعات في الشوارع قرر مسؤول عسكري مصري رفيع قطع زيارة كانت مقررة سلفا الى الولايات المتحدة وعاد الى بلاده.
وقال جنرال أمريكي رفيع المستوى ان الفريق سامي عنان رئيس اركان القوات المسلحة المصرية ينوي العودة الى مصر الجمعة بدلا من البقاء الى الاسبوع القادم.