بنات
ليوم بقلم حسن الخباز
اختار جمهور إذاعة أصوات
الممثلة لطيفة أحرار ، لا لشيء سوى إلا أنها عرت على فخديها عوض أن تعري على
مواهبها كما تفعل لالاتها الممثلات الأخريات اللواتي يظهرن مواهبهن ويبهرن الجمهور
بطريقة إلقائهن و تجسيدهن لمختلف الشخصيات دونما حاجة للعري والإغراء.
إن اختيارها كشخصية
للسنة يظهر بشكل جلي المستوى المنحط الذي وصل إليه جزء كبير من المغاربة ، الذين
عوض أن يدينو فعلها المشين هذا رشحوها لتكون أحسن شخصية للسنة متجاوزة رئيس أكبر
حزب إسلامي مغربي.
إذا كان الإنجليزيون
يقولون : توبي أور نوت توبي " أي يكون أو لا يكون ، فإن لسان حال المغاربة
صار يقول لكل خارجة على الطريق وهن أكثر من الهم على القلب :توبي ولا ما تتوبيش
شغلك هذاك حنا اللي علينا درناه.
لقد تشوهت سمعة المغرب
في العالم العربي نظرا لما آلت إليه أوضاع فتياتنا بالخارج ، حيث أن رائحتهن عطعطت
، وصار اسمهن مقترنا بالدعارة والعمل كراقصات في حانات الخليج .
لقد سبق للزميل نور
الدين مفتاح أن تنكر لجنسيته كمغربي في أحد مطاعم الخليج بعدما اكتشف أن أغلب
مومساته مغربيات.
إن ما صرنا إليه من ذل و
عار يفرض علينا كمغاربة أن نراجع أوراقنا و أن نعيد النظر في مسارنا . فقد صار في
عداد المعتاد أن تخرج المغربية بملابس ضيقة أو قصيرة أمام والدها و إخوتها دون أن
يحرك أحدهم ساكنا ، ولسان حالها يقول راه غير خوتي هادو ، وتدريجيا صارت تتعرى
أمام الأجنبي بداية من أبناء جيرانها ومحيطها القريب ، و هذا لعمري أحد أهم أسباب
التفسخ الذي صرنا إليه.
لقد مألوفا منظر عناق
عاشقين في الشارع العام وكأننا في السويد وليس في بلد مسلم من المفترض أن يكون
دستوره القرآن.
ما من شك في أن الإعلام
له دور أساسي في آلت إليه أوضاعنا بهذا الخصوص ، فالمسلسلات المدبلجة سواءا
المكسيكية منها أو التركية ، جاءتا بثقافة دخيلة على تقاليدنا وأعرافنا كشعب مسلم.
كيف ببلد يرأس مركزه
السينمائي شخص عرى زوجته أمام العالم أن
يأمن على مستقبل بناته ؟ شخص يوجه بين الفينة والأخرى رسائل مشفرة للمخرجين تحثهم
على توظيف المسخ في أفلامهم .
ولعل الإشارة الأخيرة
تتجلى القبلة الطويلة التي قبلته إياها زوجته أمام الجمهور المراكشي الذي واكب
المهرجان الدولي للفيلم.
لذلك فكل الأفلام في
عهده يستحيل أن تجدها خالية من الجنس أو الكلام الفاحش ، والأدهى والأمر أن المركز
السينمائي وأفلامه المدعمة يستمدان دعمهما من أموال الشعب المسلم .
لقد صار عاديا أن تقبل
فتاة زميل دراستها ، وأصبح من المألوف رؤية عاشقين يتعانقان في ساحة عمومية أو
يمسك العشيق عشيقته من خصرها وكأننا في سويسرا وليس في المغرب الذي من المفترض أن
يكون دستوره القرآن.
أخلاقنا تفسخت وتقاليدنا
دهيت في خبر كان ، ونحن في هذا الوقت أكثر حاجة من أي وقت مضى لمراجعة أوراقنا ،
فمجتمعنا يسير نحو الهاوية والعياذ بالله.