التناقضات الأكثر انتشارا في المجتمع المغرب (الريف نموذجا)

التناقضات الأكثر انتشارا في المجتمع المغرب
(الريف نموذجا)




يعيش الريف تناقضات عدة على كل المستويات، وأصبح المجتمع الريفي يتعايش مع هذه التناقضات على أنها عادية وما فيها تا مشكل. بل أكثر من ذلك أصبحت حياة العديد مبنية على هذه التناقضات.
سنحاول في هذا الموضوع إبراز التناقضات الأكثر انتشارا في المجتمع الريفي والوقوف عندها، لعلنا ننجح في توضيح هذه التناقضات التي يجب تجنبها لكي لا نصبح مجتمعا يعيش انفصاما وسكيزوفرنية .
1َ) حجاب نص مغطي نص معري

ظهر في الشارع الريفي شيء جد غريب فيما يخص حجاب الفتيات حيث هادي شحال كان إما الدرية دير حجاب مكاد ولا ما ديروش، وهذا بالأساس كان عن قناعات شخصية كيخليك تحترم كلى الطرفين المحتجبة والغير محتجبة لأنه اختيار شخصي وممخبعينوش كل واحد عايش كيما قاليه عقلوا وعلى حسب مبادئه.

أما الآن ما تبقى فاهم والوا وأنت في الشارع ترى أنه ولا نوع جديد من الفتيات، تحير واش تقولها محتجبة ولا ماشي محتجبة ولا نص بنص.

ويتجلى هذا التناقض في كون الدرية اللي من هذا النوع يعتقدن أنهن لعبينها مطورين شادين النص بالنص أما في الحقيقة هذا يعتبر انفصام في القرارات والقناعات الشخصية، ما عارفين واش يديروا لحجاب ولا ما يدروهش واش يلبسو مزير ولا لا. والطامة الكبرى أنهن يعتقدن أنفسهن على حق وتقلن للمحتجبات ديال بصح راه هذا هو حجاب 2010، وتقلن للغير محتجبات نتوما مكتحشموش مديراتش الحجاب.

والعكس هو الصحيح راه هن اللي على خطأ ومرونينها، بنادم هو لديرها مقادة إما إديروا لحيجاب ديال بصح ولا ماديروش ويلبسوا كيما بغاو ويكون عندهم قناعات شخصية.
ونحن لسنا لا ضد ولا مع الغير محتجبات ونفس الشيء بالنسبة للمحتجبات، هدفنا الوحيد هو توضيح إنفصام القرارات الذي تعيشه الفتيات في قضية الحجاب والقضاء على هذه التناقضات لنبني مجتمعا له مبادئ ماشي غير تابع.
2) مصاحبة عيب وتلقاهم مصاحبين بالتخبيعة

العلاقات الغرامية قبل الزواج أو ما يسمى بالدرجة لمصاحبة وبالأمازيغية أموني، منتشرة في كل البقاع، وتختلف خصوصياتها من منطقة لأخرى، إلا أنه في الريف لمصاحبة لها خصوصيات فشكل وتخضع لضوابط لا وجود للمنطق فيها مليئة بالتناقضات. ستصاب بالجنون إذا اتبعت بعض الآراء فيما يخص لمصاحبة في الريف.

أول تناقض فالقضية دلمصاحبة فالريف، موجود عند الفتيات ويتجلى في اعتبارهن لمصاحبة عيب وحشومة، لكن أغلب صاحبات هذه الأفكار مصاحبات، وفي نفس الوقت يرفضن ويقلن بأن لمصاحب فضيحة. ماشي إنفصام في الشخصية هذا؟؟؟.

التناقض الثاني يتجلى في كون بعض الفتيات ترفضن لمصاحبة علانية وميبغيوش الناس يعرفوهم مصاحبات، لكنهن يقبلن بعلاقات غرامية سرية وما يعرف تا واحد. أو ما يطلقن عليه لمصاحب بالسترة.

دعون نقف هنا لنحلل قليلا هاذ القضية نتاع لمصاحبة بالتخبيعة. فإن قبلت الفتيات العلاقة الغرامية قبل الزواج يعني أنهن مقتنعات بأن لمصاحبة أمر عادي إذا لماذا تختبئن؟؟. وإذا كانت تختبئن لكون العلاقة الغرامية قبل الزواج في نظرهن خاطئة إذا لماذا تقبلن بها من الأصل؟؟؟

ندورو لكاميرا عند الرجال أو الشباب، والتناقض الذي يعيشونه في قضية العلاقات الغرامية قبل الزواج، كما هو معروف بأن جل الشباب مصاحبين، لكنهم يرفضون أن تكون فتاة من عائلتهم مصاحبة، بل أكثر من ذلك إذا علم بأن جارته أو فتاة يعرفها لها علاقة غرامية فإنه يقول بأنها ممربياش وبنت الزنقة. وهذا هو عين التناقض حيث بالنسبة لشباب حلال عليهم وللفتيات حرام. الإنسان الطبيعي والذي لا يعيش إنفصاما إما أن يقبل أو يرفض، وحدة من جوج.
وبوقفنا على هذه التناقضات التي تخص العلاقات الغرامية،نكتشف بأنه حتى في القرارات الشخصية نملك إنفصاما وتناقضات خطيرة. راه المسألة باينة يا بيض يا كحل وبنادم هو اللي يختار.
3) ما عندهمش وعايشين بحالهم

لا يخفى على أحد أن منطقة الريف تعد أولى المناطق بالمغرب من حيث الودائع المالية في الأبناك، ومعروف أن نسبة المعيشة فيها مرتفعة على باقي المناطق، وكذلك الدخل الفردي مرتفع، لكن هذا لا يعني أن كل سكان المدينة أغنياء بل فيهم اللي مافحالهمش وبزاف كاع. لكن الغريب في الأمر والتناقض الموجود عند بعض من الناس لما فحالهمش، كونهم يقلدون الأغنياء وعايشين بحالهم.

أمر عادي جدا أن يعمل الإنسان ويسعى للأفضل ولتحسين مدخوله ومستواه المعيشي ونشجع كل من يفكر يهذه الطريقة، لكن الأمر الغير مقبول هو أن تحرق المراحل وأن تكلف نفسك أكثر من ما تستحمله.

فالإنسان يجب أن يعيش على قدوا وعلى حساب جيبوا وإما سيقع في حفرة التناقضات ومعمروا غيوصل لداك المستوى لباغي إكون فيه.
وكمثال على هذا التناقض أن هناك بعض من الأشخاص الله يستر ويحفض كيتقرزز على كرشوا لكي يشتري ملابس غالية الثمن ويظهر من صحاب لفلوس، وهذا إنفصام خطير حيث يظهر أنه بخير وغني لكن لداخل ديالو عارف بأن ما فحالوش، والأفضل هو أن يعيش الإنسان على قدوا ويحاول أن يحسن وضعيته أما هاذ الطريقة مغا توصل مولها تا لبلاصة.
4) بولحية مسلم غير فشي حوايج

لم ينجوا الريف من موجة صحاب اللحية التي إجتاحت المغرب، حيث لوحظ في السنين الأخيرة أن صحاب اللحية أو لخوانجية كما يطلق عليهم انتشروا بسرعة وكثروا فالريف.

ولكن هاذ لخوانجية لعندنا يعيشون بعض الإنفصامات تاهما وتناقضات فشكل وشي مرات بحال تايقولو لنا مسلمين غير فشي حوايج.

أول حاجة ديال الإنفصام اللي كيعيشوه بعض من هاد الناس هو التعامل ديالهم، حيث يلاحظ أن بعضهم عدوانيون وحقودون على الأخرين ولا يحبون الحوار ويتعصبون لمواقفهم، مع العلم أنهم كيقولوا بأنهم على نهج السلف الصالح ويطبقون الإسلام، إلا أن الإسلام دين تسامح وحوار ومحبة وما فيهش داكشي لتايديروا، يعني أنهم متناقضين بتصرفاتهم مئة بالمائة مع مبادئهم.
الأمر الثاني والذي يلاحظ فيه تناقض عند صحاب اللحية هو كونهم دائما ما يدعون لمقاطعة المنتوجات الأمريكية والإسرائلية وكتلقاهم يستهلكونها بكثرة، بل أكثر من ذلك لديهم محلات تجارية يبيعون فيها مواد أمريكية مئة بالمائة، وعلى ذكر المحلات فإن أصحاب اللحية معروفين بالتجارة، لكن شي وحدين منهم الله يسمح ليهم وصافي، يغشون في تجارتهم وهذا تناقض خطير يعطي صورة ليست جيدة على هاد الناس.
5) مبغينهومش وكا نصوتو عليهم

في الحقيقة يعاني الريف من أزمة سياسية كبيرة، ويمكنالحديثوالقول بأن النخب السياسية المتواجدة في الريف لا توجد في مناصب القرار. والناس لكيسيرو ليسوا في المستوى، لهذا نجد أن الريف يعني أزمة كبيرة على كل المستويات بل أكثر من ذلك أن ممثلينا بالبرلمان الله غالب والسلام، أغلبيتهم ممسوقينش لهموم المواطنين وهمهم الوحيد هو تضخيم أرصدتهم البنكية.
هادشي كولو عارفينو، وفي المناقشات اليومية دائما ما تسمع سب وشتم السياسيين الذين يسيرون شؤوننا في المجالس البلدية والإقليمية وحتى ممثلينا في البرلمان. الغريب في الأمر أنه في كل انتخابات ينجح نفس الأشخاص بعدد أصوات كبيرة جدا. التناقض هو أن الشعب منذ سنوات ولم يغيرو أي شيء وكنقولها لكننا لم نغيرهم.


6) محافظين لا ماش محافظين: الله أعلم

قاليك الناظور مدينة محافظة فاش وكيفاش معارفينش المهم أن مزال فيها السترة وبناتها تايحشموا، وما فيهاش البيران (الحانات) والعلب الليلة والملاهي، والناس متدينين. هادشي زوين ولكن علاش مكتقولوش لي كيوقع في الجانب الأخر، أن في الناظور يوجد عدد كبير من العاهرات مكينش حتى في أكبر المدن، وهناك فنادق يقدم فيها الخمر بدون حسيب ولا رقيب ومرجان الناظور شهريا عندو دخل تسعين مليون سنتيم ديال الخمور فقط، زيادة على أن الكثيرين وجهتهم في نهاية الأسبوع مليلية كيمشو إكبتوها فيها.

وفين كاين التناقض أن الناس الذين يقولون وجب المحافظة على المدينة محافظة هما الذين ينشرون فيها هادشي اللي ماشي محافظ.
ومن الأحسن يخرجوا من هاد المسألة والنقاش ديال محافظة ولا لا. ويتهناو كل واحد إدير لبغا وحسابو مع الله و باركا من تاسكيزفرانيت.


7) جمهور رياضي فشكل

أجي نمشيو عند الرياضة، فالأول قلت أنني لن أجد أي تناقض فهاد الميدان، ولكن لقيت واحد التناقض عند الجمهور الرياضي ديالنا.
الجمهور عندنا فشكل وعلى مقاليه راسو فهو يحب الفريق ديالو غير ملي كيربح ملي كا يخسر لا. وخير دليل على ذلك شفو إثري الريف لكرة السلة عندما كان يحقق نتائج إيجابية مكانش بإمكانك أن تجد أي مكان في المدرجات، ودابا ملي تراجعت نتائج الفريق ولات المدرجات خاوية وكتصفر، وخا فهاد الوقت محتاجينا نساندوهم. هذا بالنسبة لي تناقض باين، لأن حب فريق خاص يكون فجميع الحالات ماشي غير فوقت الفوز وصافي. إوا زيرو معانا إما تبغي الفرقة ولا متبغي هاش.
8) مسلمين لحريرة

معروف بأن رمضان شهر العبادة والخشوع والتقرب من الله، وهذا الشهر له مكانته عند جميع المسلمين. إلا أنه كذلك شهر ظهور التناقضات بكثرة.

التناقض الأول الواضح هو كون شي ناس لا يؤدون الصلوات الخمس طيلة السنة حتى كيجي رمضان فتجدهم في الصفوف الأولى. هذا بالنسبة للمحللين الاجتماعيين يعد تناقض مفضوح.

فالصلاة إن كان الإنسان مقتنع بها فعليه تأديتها على طول السنة ماشي غير فرمضان.

التناقض الثاني هو كون شي ناس كيخرج من المسجد مباشرة إلى المقهى للعب القمار، قد تقولون أنه أمر عادي، ولكنه يعتبر تناقض خطير، مع النفس والمبادئ إن لم نقل أنه عبارة عن سكيزوفرنية. واش من الخشوع والتقرب لله إلى واحد من الكبائر راه مجياش وخايبة تا لمعاودة.
الناقض الثالث الذي يظهر فهاد الشهر، الناس لكيشربو ( ملي كا نقول كيشربو أقصد شرب البيرة والوسكي وما جورهما). يقفون عن شرب الخمر. ياك الخمر في الإسلام حرام على طول السنة، ليس حرام فقط في شهر رمضان. لهذا الإنسان العادي، والذي لا يعيش تناقض مكا يشربش على طول العام ماشي غير فرمضان.

9) حقوقيون دكتاتوريون

لم يسلم حتى المناضلون الحقوقيون من التناقض مع أنفسهم ومبادئهم، فالمعروف أن الحقوقيون والعارفون بهذا المجال أن من الركائز الأولى لحقوق الإنسان هي الحريات الفردية. إلا أنه في مجتمعنا الريف لا تحترم الحقوق الفردية، والخطير في الأمر هو أن بعض الجمعيات الحقوقية ومناضليها لا يحترمونها.
فتجدهم في تناقض واضح مما هم مقنعون به لا يحترمون الأخر في اختياراته الشخصية. خصوصا المقتنعين بثقافة غير الثقافات السائدة أو التابعين لديانة غير الإسلام. وعوض المناقشة معهم ينبذونهم ويقصزنهم ويضعون عليهم أحكام جاهزة.

10) للختام

إن الحديث عن التناقضات التي نعيشها في مجتمعنا لا نهاية لها، لأنها منتشرة وكثيرة وهذا أمر غير صحي، وهو من الأسباب التي تجعلنا متأخرين في المضي إلى الأمام ، بهذه التناقضات نترك مجالا لأشخاص يفعلون ما يريدون ويمررون أفكار مسمومة.

ولكي نكون أكثر وضوحا فهذه التناقضات منتشرة في المغرب ككل، ليس في الريف فقط إلى أننا وبهذا الروبرتاج حاولنا تسليط الضوء بالخصوص على الريف لأنها المنطقة التي ننتمي إليها، ونريد أن يكونا لنا دور من أجل أن نخرج هذه التناقضات التي أصبحنا نعيشها و نعتبرها عادية.
وفي الأخير والله وإلا كنت غا نولي سكيزو وأنا أكتب هذا الموضوع لأن التناقضات كثيرة.