أراء ومقالات : راس المحاين
ولكم كان حزنه شديدا عندما تصفح تلك الورقة الصفراء بين يديه , ظل يرمقها بعينين جاحظتين كانما يحاول ايجاد أرقام مختلفة عن تلك التي يراها الان , قبل ان تقع تصرفيقة الاستاذ على وجهه صمرملاقا قويا يوقظه من دهشته . ثم يصرخ في وجهه : سير يالمسخوط راك مضوبل واقول ليهم دابا راه العام طويل . أحس فتاح بالدموع تكاد تزهق من عينيه المعمشتين لكن رجولته منعته من ذلك فزملائه وحتى تيتيزات القسم هنا , منهم من هو سعيد بانتقاله الى المستوى الاعدادي ومنهم من كان حاله من حال فتاح يحصد ثمار اللعب و التسركيل طيلة العام الدراسي ... عاد فتاح الى منزله يتجرع مرارة نقطته السوداء في حين ظل راسما ابتسامة صفراء يحاول بها قمع اعين البركاكة في الدرب , فهاهي فاطنة مراة الحاج بوشعيب مقردة في الشرجم تسأل كل من هب ودب عن نتائجه الدراسية قبل ان تقع عينيها على المسكين فتاح وتسأله : قالو ليا ضوبلتي واش بصاح ؟؟؟ " نظر اليها فتاح والغضب يتاكل ملامحه : " وتتي سوقك ؟؟؟ سيري قابلي راجلك راه قالو ليا مزوج عليك واحد الزعرة , واجي قابليني انا " بالكاد انهى جملته تلك حتى بدأت فاطنة بالصراخ مرددة : " سير يا الكاسول راجلي مامزوج عليا عاد كنت عند سيدي العربي مول المجامر وقاليا راجلك كي الخاتم فصبعك ..." لم يعر فتاح اهمية كبيرة لكلامها بل ظل يجر خطواته وهو عائد الى المنزل , الاخبار انتشرت في الدرب والبركاكة قاموا بعملهم على أحسن مايرام فقد ذهبوا وشراوها لفتاح المسكين واخبروا والده بنتائجه هذا الاخير الذي كان بانتظاره مع الهراوة , في حين ستصرخ امه من هول الفضيحة اما العشرون درهم التي كانت جدته ستهديها له بمناسبة نجاحه فقد مشات مع البرد ... هاهو ذا فتاح أمام عتبة دارهم , أخرج الورقة الصفراء وظل يرمقها بحزن وخوف شديدين , تردد كثيرا قبل أن يطرق الباب , وفجأة يخرج والده بقلدته العامرة , ظل يرمقه بعينين ساخطتين في حين ظل المسكين فتاح منكمشا . اشنو عند الميت مايدير قدام غسالو ؟؟. فجأة يجره والده من عنق قميصه ويدخله الى المنزل وهو يصرخ :" زيد قدامي ..." وكما توقع فتاح . بل وكما تخيل المشهد , امه تصرخ : ياك أولدي ؟؟؟ الله ياربي على شوهتي قدام العيالات ... " في حين ظلت جدته تقلز له من القنت وتقول له : هاهي عشرين درهم أراس الطارو , اخزيت بحالك بحال باك " وفجأة يصرخ في وجهه والده : " ارا ديك النتيجة لهنا " , ظل المسكين يترعد كمن باغثته سكرات الموت قبل أن يناوله النتيجة , أحس بان والده سيشبع عينيه بجمالية نقطه المتحنسرة قبل ان يدخله الى الغرفة حيث سيحمله تحميلة الموسم وفي لحظة مباغثة هرول الى المرحاض ودخل وأغلق على نفسه الباب , نظر والده الى النتيجة وعلامات السخط والغضب تتزايد على سحناته , قبل ان يصرخ بصوته المبحوح : " يااااك أولد الحرام ؟؟؟ جايب ليا واحد فالقران الكريم , بايت ليماك مع النصارى؟؟؟ " قبل ان يقاطعه فتاح من موقعه داخل التواليت : والا ألواليد , هاديك راها سبعة ماشي واحد ( كذاب بروفيسيونيل ) يجاريه والده في حماقاته : " واخا وهاد تلاتة فالعربية ديال اش ؟؟؟ كابر مع الكور ؟؟؟ يالاه حطاتك الطيارة ؟؟؟ ... وهاد ربعة فالفرنسية ؟؟؟ " قبل ان يصرخ فتاح : " ولا واراه هزو ليا النقط ديالي وعطاوهم لولد المدير أبا ( سير وانا معاك ) ... فجأة يقترب والده من باب المرحاض ويطرقه بقوة وغضب وهو يصرخ :"دابا غير قول ليا واش غاتخرج ولا نهرس الباب ؟؟؟" في حين ظلت الجدة تردد :" خرجوه ولا جيبو ليا شي سطيلة . أما الام فقد ظلت تتحايل على الاب لينعل الشيطان ويسامح فتاح هذه المرة , وفي كل مرة كانت الجدة تقاطعها محاولة شعلها بين ابنها وزوجته : " والله ماكاين لي خارج عليك وعلى تريكتك أولدي قد هاد المرا , كون تزوجتي رقية بنت خالك حميدة كون واهلي فين وصلتي" ... فجأة تصرخ الام في وجه الجدة : " بزاف عليك ايوا راه ختارني انا ماختارش ديك الهيشة ديال بنت خوك " تقاطعها الجدة وهي تتظاهر بالمرض :" اش هادشي كانسمع أولدي ؟؟؟ راني فدارك وكانتكرفص ... اح أقلبي ... ناري شداتني السخفة ديال الموت " يصرخ الزوج بلعيد :" سكتي اديك المرا وعرفي اش كاتقولي لوليدة " تجيبه زوجته على سبة : " يااااااك ؟؟؟... ايوا اسيدي طلقني أنا غادا لدار با شبع بمك وبرقية " في حين تتوجه الى غرفتها لتجمع اغراضها وهي تصرخ خرج اولدي من التواليت ويالاه معايا " ولكم كانت سعادة فتاح كبيرة , فقد تخلص من تحميلة والده بالفن , وما ان فتح الباب حتى امسك به والده من قرجوتته وهو يهمس له في ادنه : " شديتك اراس المحاين " قبل ان يصرخ فتاح طالبا النجدة من امه :" واااامييييي .... واااامييييي" ... تركض الام باتجاهه وتفلته منه بالقوة وتجره وشاكوش ملابسها وهي تردد :" صيفت ليا البرا ديالي " في حين ظل المسكين بلعيد يتبعها والحنان يغمر لكناته :" نعلي شيطان الحبيبة ديالي " ... أما الجدة فقد ظلت تصرخ من القنت : " الما والشطابة غدا نخطب ليه جميلة بنت ختي عيشة ( مابقاتش رقية ؟؟؟) ومن كل هذا الستون الرابح الوحيد هو فتاح , بالرغم من انه لا يدرك عواقب فعلته ...