الصحف الإسرائيلية تنقل حالة الرعب التي تعيشها إسرائيل هذه الأيام وتؤكد:
الموساد يعترف بقصوره في توقع ثورة المصريين
تومي عياد الأحمدي
* رجال مبارك أدخلوا كتيبتين عسكريتين لأول مرة إلى سيناء لقمع المتظاهرين
* إسرائيل مذعورة من صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة بسبب الاحتجاجات
أجمعت أغلبية الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس، على خطورة الوضع في الشرق الأوسط، بسبب الاحتجاجات المتواصلة في مصر التي بدأت تلقي بظلالها على عديد الدول العربية، كما كشفت عن فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بما حدث في مصر، حيث لم تتوقع على الإطلاق حدوث اضطرابات دموية هناك. وذكرت صحيفة "معاريف" أن إسرائيل خائفة من مشاكل أمنية في الحدود الإسرائيلية، لذلك لجأت مؤسستها العسكرية إلى تشديد الرقابة خوفا من تهريب السلاح في الأنفاق إلى قطاع غزة وتعزيز قوة حماس، وخوفا من تعزز الميول الجهادية الإسلامية وعلى توريد الغاز من مصر إلى إسرائيل.
ونقلت صحيفة هارتس تصريحات بنيامين نتنياهو، الذي حث على الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين، وطالب الحكومات الغربية بالتدخل لمنع سقوط النظام في مصر. فيما كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن التغيير مرتقب في مصر، وأن إسرائيل متخوفة وحذرة من فقدان نظام أسدى لها خدمات جليلة، وحافظ على علاقات استمرت منذ كامب ديفيد. ونقلا عن موقع "عكا" الإخباري فإن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست شاؤول موفاز، وضع عدة سيناريوهات متوقعة إلى ما قد يؤول إليه الوضع في مصر في ظل التظاهرات المطالبة بتغيير نظام الحكم وخلع الرئيس المصري حسني مبارك.
وأكدت دراسة إسرائيلية نشرها "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك سينتهي هذا العام، سواءً استقال مبارك الآن أو بقي إلى أواخر فترة رئاسته، حيث انتهت إمكانية أن يرشح نفسه أو يورث ابنه جمال، وأضاف معدها الكاتب إيفن شموئيل، أن النظام المصري مقيد اليدين في التعامل مع المتظاهرين بسبب عدم وجود قيادة موحدة لها ووجود تغطية إعلامية كبيرة، مؤكدا أن إسرائيل خائفة من تغيير النظام، خاصة في حال صعود الإسلاميين ممثلين في الإخوان المسلمين إلى السلطة.
وعبر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي عن قلقه بسبب هشاشة الوضع، مؤكدا أن الوضع قد يتغير بصفة مفاجئة ضاربا المثال بما يحدث في مصر، رغم قوة الردع التي تنتهجها إسرائيل في التعامل مع الوضع في الحدود، ونشير إلى أن إسرائيل سمحت لأول مرة في تاريخها بدخول قوات عسكرية مصرية إلى سيناء بطلب ملح من رجال مبارك، للاستعانة بهم في قمع المتظاهرين.
وحسب موقع "عكا" الإخباري، دائما فإن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس حذر من خطورة الأحداث التي تشهدها الساحة المصرية وانعكاسات ذلك على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما حذر من ديمقراطية في مصر تنتهي بفوز الإسلاميين، وعلق "إن العالم بأسره يجب أن يعتبر مما حصل في غزة، لأن الأمر بدأ من منطلق الديمقراطية ولكنه انتهى بسيطرة حماس على القطاع، فعندما يتم انتخاب جهة غير صحيحة تنتهي اللعبة الديمقراطية".
وبلغ تأثير الاحتجاجات في مصر إلى نوعام شاليط، والد الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد، الذي عبر لصحيفة "هارتس" عن قلقه من أن تؤدي الهبات الجماهيرية الكبيرة في مصر إلى المساس بالجهود الرامية للإفراج عن ابنه، مؤكدا أن مصر لها دور هام في هذه القضية، ولا يمكن التقدم في المفاوضات أو تنفيذ أي إجراء أو اتفاق متعلق بتبادل الأسرى بدون تدخل مصري