يسببان فقدان الذاكرة الانطواء والإحباط الشديد
100 ألف مسن في الجزائر يعانون من "الخرف"
بلقاسم حوام
نسبة الشيخوخة في الجزائر ستتجاوز 20 بالمائة عام 2020
يعتبر مرض الزهايمر، المعروف عند الجزائريين بـ "الخرف"، من أكثر الأمراض العقلية والعصبية خطورة على المسنين، بسبب المتاعب التي تنجر عنه بالنسبة للمريض وعائلته، حتى أن بعض الأسر اضطرت إلى اقتياد مرضاها إلى دور العجزة بينما اضطر البعض الآخر إلى ربط والده في البيت خوفا من ضياعه في الشارع، فأول جهاز يهاجمه المرض الذاكرة والإدراك، مما يجعل المسن يتعامل كالطفل الصغير.
حذر مختصون في جراحة الأعصاب من تنامي عدد الإصابات بداء الزهايمر، أو "الخرف"، في أوساط الشعب الجزائري المتوجه نحو الشيخوخة بخطى متسارعة.
وفي هذا الإطار أكد البروفسور مصمودي ناصر أن 100 ألف مسن جزائري مصابون حاليا بهذا المرض العصبي الخطير الذي يعتبر دخيلا على المجتمع الجزائري، مؤكدا على أن الداء ينتج عن تلف مستمر في خلايا المخ التي لا يمكن استبدالها، مما يؤدي إلى عدد من الأعراض، متمثلة في حدوث ثغرات في الذاكرة قصيرة المدى، حيث يجد المصاب صعوبة في تذكر أسماء الأشخاص والأماكن والمواعيد أو الأحداث القريبة، ووجود صعوبة متزايدة في أداء المهمات الجديدة أو المعقدة، وفقدان الرغبة أو الانسحاب من الأنشطة المعتادة، وحدوث تغيرات في الشخصية والعاطفة مثل الشعور بالإحباط والكآبة وفقدان الثقة بالنفس أو الشعور بالقلق، بالإضافة إلى وجود صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة، أو فهم الحديث الموجه للمصابين بهذا الداء.
ولفت المتحدث النظر إلى أن احتمال الإصابة بمرض الخرف تزداد بعد سن الخامسة والستين لتصل إلى نسبة تتراوح بين 20 و35 بالمائة بعد الخامسة والثمانين. مشيرا إلى أن عوامل الخطر للإصابة بالزهايمر تشمل التقدم في السن، والإصابة بمتلازمة داون، ووجود تاريخ عائلي للمرض، وعوامل بيئية، كالتعرض لإصابات شديدة في الرأس مثلما يتعرض له الملاكمون، والتدخين، والإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكولسترول، وقلة تناول الخضروات والفاكهة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة، والإفراط في تناول الكحول لمدة طويلة، بالإضافة إلى وجود جينات معينة، مما يوّفر الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض.
وأكد البروفسورمصمودي على أن تشخيص مرض الزهايمر يعتمد بالأساس على استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تسبب الأعراض المذكورة مثل الكآبة، والأعراض الجانبية لبعض الأدوية، وانسداد الأوعية الدموية للمخ، وأمراض الغدة الدرقية، ونقص الفيتامينات، وفقر الدم، وهبوط نسبة الأوكسجين في الدم وأورام المخ. مفيدا بأنه من أجل الوصول للتشخيص، يجب القيام بفحص إكلينيكي، والقيام باختبارات لقياس قدرات الذاكرة والتفكير واللغة عن طريق الطبيب أو الأخصائي النفسي، وأضاف "على الرغم من أنه لا يوجد علاج شاف للمرض، إلا أنه يوجد العديد من الأدوية التي تخفف من الأعراض وتمنع تقدم المرض لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة، وتكون الاستفادة القصوى للأدوية في الحالات البسيطة والمتوسطة، ورغم أنه لا يوجد دليل على الاستفادة من التداوي بالأعشاب أو تعاطي جرعات يساهم في الوقاية من المرض.