نساء ينتقمن من أزواجهن بتلفيق تهمة "اغتصاب الأبناء"

نساء ينتقمن من أزواجهن بتلفيق تهمة "اغتصاب الأبناء"




يستعن بأطباء جاهزين لتسليم شهادات طبية وبقانون "متسامح" وجمعيات تلعب دور "الغراق"



كيد بعض النساء لا حدود له، ووتيرته تتصاعد حينما يتعلق الأمر بزوجة يرغب زوجها في إنهاء العلاقة بينهما، فهي تشمر على ساعديها وتبذل كل طاقاتها من أجل رد فعل قوي تأتي فيه على الأخضر واليابس وتستعين بالوسائل المشروعة وغير المشروعة

من أجل تدميره، فيطول حقدها الأبناء الذين يتحولون من فلذات أكباد إلى ورقات تلعب بها من أجل تمريغ كرامة الزوج في التراب.

فبمجرد أن تعلم بعض النساء رغبة الزوج في إنهاء العلاقة، تحمل ابنتهما، وأحيانا ابنها الذكر، إذا لم يرزقها الله بابنة توظفها في مثل هذه الظروف العصيبة، وتتجه مسرعة نحو أقرب مركز للشرطة لتبلغ عن حدث هام، اغتصاب زوجها لابنتهما القاصر أو لمجموع بناتها، وتضفي على المشهد لمسة حنان وضعف، بعد أن تستسلم لدموعها أو تسقط مغمى عليها.

وحتى لا ينجو الزوج من مستنقع المشاكل الذي وضعته فيه، تتوجه نحو طبيب وتطلب منه الكشف عن ابنتها وتسليمها شهادة تعرضها لاغتصاب، يعاين الطبيب الفتاة ويخبر الأم بأن ابنتها سليمة، فتغمزه بعينها أو بإشارة تؤكد أنها في حاجة إلى هذه الشهادة مهما كان ثمنها. يفهم الطبيب الرسالة. يرمي قسم المهنة الذي التزم به قبل بدء ممارستها، خلف ظهره، ويستحضر شريط زملائه في المهنة الذين اغتنوا بتقديم شهادات طبية. يحمل ورقة، بعد أن يضع المبلغ المالي الذي حدده في جيبه، ويحرر شهادة تؤكد وجود احمرار على الجهاز التناسلي أو دبر الطفلة أو الطفل القاصر، ليدخل الزوج في دوامة من المشاكل.

لا تقتصر المرأة، التي دبرت الملف بليل وبتنسيق مع ذوات سوابق في المجال، على تهيىء الشهادة الطبية، بل تستعين بجمعية من الجمعيات التي تقمصت دور "الغراق"، حتى تكون سندا لها في الحرب التي قررت شنها على الزوج. تتسلم الجمعية الملف وتبدأ في سلسلة اتصالات مع جرائد وطنية لنشر الخبر حتى ينتقل من موضوع شخصي محض إلى موضوع رأي عام، وحتى تكون فضيحة الزوج ب"جلاجل" كما يقول الأشقاء المصريون.

يدخل الزوج في دروب متاهات نسجت المرأة خيوطها بإحكام. تعتقله الشرطة من منزله أمام أنظار الجيران وهمساتهم وأحيانا سبهم لعدم "مروته". يدخل الرجل في سين وجيم، ويبدأ التشكيك في سلامته النفسية من القريب قبل البعيد، وتكثر التأويلات حول سلوكات قديمة قد تكون وقعت بالصدفة. يحال الرجل على المحكمة، وتتحول شكوك بعض من ساندوه واعتبروا أن كل ما جرى مرتبط بتوتر العلاقة بين الزوجين، إلى يقين، ما دام الرجل اعتقل، ويمثل بشكل منتظم أمام هيأة المحكمة.

تبتسم الزوجة وهي تعاين زوجها يعاني، وتشعر بالانتشاء وهي تحكي للنساء كيف تمكنت من تمريغ كرامته في التراب، وتتباهى بالزج به في السجن، وإن كانت تعلم أن ذلك تم عن غير وجه حق، وتقول إنها لن تتراجع عن مخططها إلا إذا جاءها زاحفا على ركبتيه يطلب الصفح ويعبر عن رغبته في استمرار العلاقة الزوجية، فهذا هو محرك كل شيء ولتذهب ابنتها أو ابنها الذي زجت به في قضية أخلاقية سيكون لها انعكاس كبير على نفسيته مستقبلا، إلى الجحيم.

يخضع بعض الرجال لـ "ابتزاز" الزوجات، ويرتكب آخرون حماقات قد تنتهي بجريمة أكبر، في حين يصر آخرون على التشبث ببراءتهم من هذه التهمة، ويحالفهم الحظ أحيانا فيخرجون من عنق الزجاجة، لتتواصل بعدها مسطرة الطلاق وكأن لا شيء حدث، دون أن يحاسب أي كان المرأة على هذا البلاغ الكاذب الذي قدمته والإزعاج الذي أحدثته للسلطات، وهو "تسامح" تستغله بعض النساء، مثلما تستغل بعض الجمعيات التي لا تضع كيد بعض النساء في الاعتبار.



الصديق بوكزول