ميتشل.. ما الجديد في جعبتك؟
بهاء رحال
قبل أيام قام المبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام بزيارة شملت كلاً من رام الله وتل أبيب، أجرى خلالها محادثات قيل إنها كانت شكلية، حيث إن ميتشل لم يحمل أي مبادرات جديدة لإنقاذ عملية السلام من مأزقها الذي وقعت به بفعل الرفض الإسرائيلي المستمر والتواطؤ الأمريكي المنحاز، حيث إن هذه الزيارة التي كانت مفاجئة وخاطفة جاءت على غرار الزيارات المتكررة السابقة والتي لم تحمل معها إلا المزيد من خيبات الأمل، ونتلمس منها أي جدية في الموقف الأمريكي.
ولو نظرنا لهذه الزيارة لوجدناها كسابقاتها من الزيارات الفاشلة التي قام بها ميتشل إلى المنطقة، ولوجدنا أن الشيء الوحيد المختلف هذه المرة هو أن الزيارة مرت بهدوء دون أن تعلق عليها الأمنيات من كلا الطرفين، ودون أن تتزاحم وسائل الإعلام حولها وتغرق بالتحليل والتدقيق والتمحيص حول جدوى الزيارة وأهدافها وحجم التوقعات منها، وهذا باختصار ما كان في زيارة ميتشل الذي أصبحت جولاته في المنطقة متشابهة ومجردة من أي مضمون ولا معنى لها.
لا شيء مختلف في هذه الزيارة سوى أنها حملت مزيداً من خيبات الأمل بالمواقف الأمريكية المنحازة لإسرائيل للمعولين على وسطية الدور الأمريكي، حتى وصل بهم الأمر إلى حد التفاؤل بالإدارة الأمريكية التي لم تعد جديدة والتحقت بركب سابقاتها، بل يبدو أنها ستكون الأكثر انحيازاً وتواطؤاً وستبقى إسرائيل دولة الاحتلال الوحيدة عبر التاريخ التي تحظى بكل هذا الدعم السياسي والعسكري وبكل الامتيازات التي تتمتع بها وبحصانة لم تحظى بها قوة إحتلال من قبل، وستبقى لا تخضع لأي قانون ولا تلتزم بالاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الصادرة عن هيئات الأمم، ويحق لها أن تكسر القانون الدولي والإنساني دون أن تجد حتى ملامة أو استنكاراً من مروجي العدالة في الأرض المخادعين بأفواههم كذباً وبؤساً ونفاقاً.
زيارة ميتشل ليست الأولى، وعلى ما يبدو لن تكون الأخيرة، فدور العلاقات العامة الذي يقوم به لم ينته بعد، وهناك حلقات جديدة ستدفعه للقيام بجولات مماثله، ولكن هذه الزيارة جاءت لتجيب عن السؤال الذي يدور في ذهن الكثيرين ومفاده ما هو الشيء الجديد في جعبتك يا ميتشل حتى تعود للمنطقة وقد منيت بالعديد من الجولات الفاشلة ولم تستطع أن تصون تعهداتك؟ وما الذي في جعبتك كي تعود للمنطقة غير أنك بهذه الزيارة وضعت جواباً صريحاً لكل زياراتك السابقة واللاحقة، وهو أن الجديد في هذه الزيارة هو أن لا شيء جديد!! لتقطع حبل الأمنيات لدى أولئك المستبشرين بك وبالإدارة الأمريكية خيراً وتوقف مسلسل التفاؤل.
زيارة ميتشل هذه المرة جاءت لتؤكد على حتمية فشل مشروع التسوية في المنطقة طالما ظلت الإدارة الأمريكية والدولية على حالها وأبقت على حالة الإنحياز المطلق لدولة الاحتلال وحكوماتها المتعاقبة، دون أن يكون هناك رادع حقيق يجبرها على الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الأمم ومجلس الأمن الدولي وكافة الاتفاقيات والقوانين الدولية.