الشيخ الحمود وزيراً للداخلية ونائبا للشيخ المحمد
قبول إستقالة جابر الخالد إثر رفضه البقاء في الحكومة الكويتية
عامر الحنتولي
إزاء إصرار وزير الداخلية الكويتي المستقيل على إستقالته، ورفضه سائر الحلول الوسط في التراجع عن الإٍستقالة، تحملا لمسؤولياته، فقد عين اليوم وزير القديم الجديد لحقيبة الداخلية الشيخ الحمود، مع تسليمه مهام نائب رئيس الوزراء، إذ صدر الأمر الأميري بذلك.
لم تتأخر الترجمة الفعلية لقرار أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بإيفاد المستشار في ديوانه الشيخ أحمد الحمود الصباح لتمثيله في الإحتفالات الأميركية بذكرى حرب تحرير الكويت التي عقدت في واشنطن، حتى صدر الأمر اليوم بتعيين الشيخ الحمود نائبا لرئيس الوزراء- وزيرا للداخلية خلفا للشيخ جابر الخالد الصباح وزير الداخلية المستقيل الذي رفض محاولات جهات عليا حتى ساعات من قبل الظهيرة اليوم ببقائه في الحكومة الجديدة، مصرا على الإستقالة التي قدمها قبل نحو شهر على خلفية مقتل كويتي قضى تعذيبا على يد قيادات أمنية صغيرة، مفضلا الإستمرار في تحمل المسؤولية السياسية، وهو موقف أثار إعجاب شخصيات سياسية وبرلمانية كويتية.
والشيخ الحمود الذي عين اليوم وزيرا للداخلية بأمر أميري يعد تعديلا وزاريا هو الأول على حكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح الحالية التي تشكلت في الثلاثين من شهر أيار|مايو 2009، إذ عين الشيخ المحمود أيضا في منصب نائب رئيس الوزراء، ليكون بذلك أحد أربعة نواب للشيخ المحمد في قيادة مجلس الوزراء، علما بأن الشيخ الحمود – إبن عم الأمير- كان قد عين وزيرا للداخلية بين عامي 1991- 1996 وهي فترة تعتبر حساسة جدا في تاريخ الكويت، إذ تلت هذه السنوات، الحرب العراقية على الكويت، وقد إنشغلت الكويت في تلك الأشهر بإعادة الإعمار، وترميم المشهد الأمني الداخلي، حيث لعب الشيخ الحمود دورا مؤثرا جدا في إعادة صياغة المشهد الأمني، وكان عرضة لأكثر من محاولة إغتيال من بقايا الحرب العراقية، إذ هوجم منزله في ضاحية اليرموك بالعاصمة الكويتية خلال إحدى المحاولات بهجمات بقذائف الهاون، إلا أنه كان خارج المنزل.
وزير الداخلية الجديد الى اليسار خلال إحتفالية وطنية- أرشيف
ومنذ مغادرته الحكومة الكويتية فقد بقي الشيخ الحمود مقربا بشدة من القصر الأميري، ولوحظ أنه يرافق أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح منذ بلوغه سدة الإمارة عام 2006 خلفا للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي توفي في العام ذاته، كما أن الأمير الكويتي الذي دعا أقطاب وأفراد أسرة آل الصباح في ربيع عام 2007 بعد أن باتت خلافات بينية تتسرب الى العلن ومواقع إنترنتية قد قال بغضب متى تصلون الى حالة الشيخ الحمود الذي غادر المنصب، ولم يفتعل أي مشاكل أو مواقف للتذكير بقدراته وعطائه إبان خدمته العامة.
وكان وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح قد تلقى ثقة أميرية إستثنائية غير مسبوقة من قبل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، توازي الشجاعة غير المسبوقة للوزير الكويتي في تحمل المسؤولية السياسية والأدبية بعد ظهور حالة تعذيب في أحد المراكز الأمنية الكويتية أدت الى وفاة مواطن كويتي، إذ تقدم الوزير الكويتي بإلاستقالة الى رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح، مؤكدا أنه لن يقبل أن يظلم أو يهان أي متهم في الإدارات التابعة للوزارة التي يقودها منذ العام 2007. لكن إستقالة الوزير الخالد رفضت من قبل القيادة السياسية، وسط أنباء عن عزمه التمسك بها، في ظل تهديد بمساءلته سياسيا عبر توجيه إستجواب ثالث له في غضون عام ونصف العام.