حرب استخباراتية مغربية جزائرية في تونس

حرب استخباراتية مغربية جزائرية في تونس




سفير المغرب يلتقي الغنوشي بعد تسلل عناصر مخابراتية جزائرية إلى تونس لتحقيق اختراق لفائدة بوليساريو



علمت «الصباح» أن عناصر من المخابرات الجزائرية، دخلوا تونس خلال اندلاع ثورة الياسمين، بدؤوا يتحركون لتحقيق اختراق لفائدة موقف يدعم جبهة بوليساريو. وأفادت المصادر نفسها، أن هذه العناصر تسعى إلى ربط اتصالات بمجموعة من الأحزاب والهيآت النقابية التي باتت لها قوة ضغط على الحكومة التونسية، من أجل تغيير الموقف التونسي من قضية الصحراء خلال المرحلة المقبلة، بعد أن ظل موقفها محايدا من النزاع، بل كان النظام التونسي السابق ينظر إلى نزاع الصحراء عاملا معيقا لبناء المغرب العربي، كما كشفت ذلك وثائق «ويكيليكس»، نقلا عن الرئيس التونسي المخلوع.

وكشفت المصادر نفسها، أن مسؤولين مغاربة سارعوا إلى قطع الطريق أمام كل توظيف مخابراتي جزائري للتحولات الجارية في بلد من بلدان المغرب العربي، مضيفة أن السفير المغربي في تونس، نجيب الزروالي، سارع إلى عقد لقاء جمعه برئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي، ناقش خلاله الموقف المغربي مما يجري في تونس بعد مرحلة بنعلي، ومنها قطع الطريق على أشكال التقارب التي تحاول الجزائر فرضها لفائدة أطروحة الانفصال التي تروج لها جبهة بوليساريو، فيما يرتقب أن يزور وفد مغربي حزبي تربطه علاقات قوية بأحزاب تونسية شاركت في التغيير.

وأفادت المصادر نفسها، أن المخابرات الجزائرية، استغلت الأحداث التي شهدتها تونس أخيرا من أجل إيفاد عناصر من مخابرات مكلفين بمراقبة الوضع عن كثب، وفي مرحلة ثانية بربط اتصالات مع القوى الجديدة، مشيرة إلى أن هذه العناصر تسللت خلال اليوم الموالي للإطاحة بالرئيس السابق، بنعلي، وهو الأمر الذي كشفت عنه بعض وسائل الإعلام في حينه.

بالمقابل، دخلت جبهة بوليساريو على الخط في محاولة للبحث عن موقع قدم في تونس الجديدة، إذ وجه سفير الجبهة لدى الجزائر، وعضو الأمانة العامة للجبهة، إبراهيم غالي، رسالة إلى القوى السياسية التونسية، عبر فيها عن أمله في أن تتبنى موقفا تجاه القضية الصحراوية عكس ذلك الذي كان متبنى من الأنظمة التونسية في السابق حتى اليوم، مشيرا إلى أن تونس في بداية الستينات عرفت بموقفها المشرف مع موريتانيا في المطالبة المغربية بموريتانيا، معبرا عن أمله في عودة التغيير في تونس بالفائدة على نزاع الصحراء.

وأزعج وجود وزيرين في الحكومة التونسية الانتقالية، مقربين من المغرب، جهاز المخابرات الجزائرية، سيما أنهما على رأس قطاعين مهمين في الحكومة، ويتعلق الأمر بكل من وزير الشؤون الخارجية ووزير الاقتصاد، فيما جدد وزير الخارجية، أحمد ونيس، تأكيده أنه يدرك الأسباب الجوهرية التي تقف وراء تعثر مسيرة بناء المغرب العربي، في إشارة إلى دعم الجزائر لبوليساريو، مطالبا بتسوية أخوية بين المغرب والجزائر وفتح الحدود للوصول إلى استكمال بناء المغرب العربي.

وتجدر الإشارة، إلى أن الصراع المغربي الجزائري، تأجج في المرحلة الأخيرة بفعل تحركات المخابرات الجزائرية الرامية، إلى استغلال الظرفية التي تمر بها المنطقة لاستجداء مواقف لفائدة بوليساريو، وهو الأمر الذي تأكد خلال دورة «أديس أبابا» للاتحاد الإفريقي حين توسط رئيس لجنة الأمن والسلم بالاتحاد، الجزائري، رمضان لعمامرة، من أجل عقد لقاء بين رئيس حكومة جنوب السودان وزعيم الجبهة.



إحسان الحافظي