سلاح حزب الله أرغم بعض أفرادها على الانقلاب على ذواتهم
لهذه الأسباب خسرت قوى 14 آذار والمعارضة مكانهما الطبيعي
ريما زهار من بيروت
تستعد قوى 14 آذار إلى الدخول في المعارضة الجديدة، بعدما رفضت شروط الدخول في الحكومة المقبلة، فما هي رؤيتها المستقبلية كمعارضة، هل هناك تقويم ذاتي للأخطاء والتنازلات التي جعلتها تخسر كموالاة؟.
بيروت: يرى النائب السابق الدكتور مصطفى علوش (قوى 14 آذار/مارس) أنه لا توجد ترتيبات محددة في انتقال قوى 14 آذار/مارس إلى المعارضة، ولكن هناك وضعين للمعارضة، الوضع الأول هو البرلماني، هناك نحو 60 نائبًا لا يزالون في موقع قوى 14 أذار/مارس، ويستمرون في المعارضة البرلمانية، وهناك وضع على المستوى الشعبي الذي سوف يتظهر من خلال الحراك المدني، الذي سوف يبدأ في مؤتمر البيال، ومن ثم التحركات الشعبية في 14 آذار/مارس، عندما سيتجمع المواطنون من جديد في ساحة الحرية.
ولدى سؤاله أنه في 14 شباط/فبراير، أي لدى التجمع في البيال في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تستعد قوى 14 آذار/مارس لإحياء ذكرى "شهداء الأرز"، فما هي أبرز النقاط التي سيتم إطلاقها؟ يجيب "بالتأكيد هناك مراجعة لما حدث على مدى العام ونصف عام من مسار وتوضيح الأسباب التي أدت إلى ما وصلنا إليه، ومن بعدها إطلاق الخطة أو البرنامج للتحرك الذي ستقوم به 14 آذار/مارس على مدى السنوات المقبلة.
هل عُرفت النقاط الأساسية لهذه الخطة أو البرنامج؟ يجيب "يمكن استنباطها، كما قلت، هي تتلخص بمراجعة وإطلاق البرنامج المستقبلي.
عنونت إحدى الصحف أن الرئيس الحريري سيشكل معارضة شرسة بدعم أميركي، في هذا الخصوص يرد علوش بالقول " معارضة شرسة؟ بالنسبة إلينا هي معارضة سلمية وبرلمانية. أما الدعم الأميركي فلا نعرف كيف يترجم على الأرض بالنسبة إلى المعارضة، المهم هو كيف سيكون المواطنون في توجهات 14 آذار/مارس. ولن يغير أي دعم أميركي أو غيره شيئًا في المعادلة.
البعض يرى أن قوى 14 آذار/مارس قدمت الكثير من التنازلات، هل هناك ترتيب لإعادة النظر بكل هذه الأمور؟ يجيب علوش " بالتأكيد هذا جزء من مراجعة الأخطاء التي حصلت على مدى السنوات الماضية".
ما هي الأخطاء الأخرى التي ارتكبتها قوى 14 آذار/مارس، والتي لم تؤمّن لها الحصول على رئاسة مجلس الوزراء والمشاركة في الحكومة؟، يوضح علوش أن "المسألة لا تتعلق بالأخطاء، بل بالأمر الواقع، فمهما كابرنا، هناك سلاح اسمه سلاح حزب الله هو غير شرعي، ودخل في المعادلة السياسية المحلية، وهو ما غيَّر كل الأمور، فالواقع الأساسي هو أن قوى 14 آذار/مارس كانت تراهن على احتمالات في الفراغ منذ التوافق الرباعي إلى التوافقات الحاصلة، لأنها كانت بنظرها تؤمّن الاستقرار ومسار حكم ديموقراطي، لكن واقع السلاح فرض نفسه، وأرغم الجميع على تغيير المعادلة، وأرغم جزءًا من قوى 14 آذار/مارس على الانقلاب عليهم.
هل يمكن القول اليوم إن قوى 14 آذار /مارس خسرت أيضًا جمهورها؟. يشير علوش في هذا الصدد إلى أن "جمهور 14 آذار/مارس لا يزال متمسكًا بالمبادىء الأساسية التي كانت في العام 2005، باعتقاده، وأن ما تحتاجه قوى 14 آذار/مارس هو العودة إلى الثوابت والأساس والعودة إلى المصالحة مع جمهورها".
عن الرؤيا المستقبلية التي سيتم اعتمادها لتثبيت خطوات 14 آذار/مارس، يؤكد علوش "نحن في المعارضة الآن، والأهم هو الوضوح في الخطاب والتمسك بالمبادىء الأساسية التي انطلقت بها قوى 14 آذار/مارس".
أما هل يرى أن قوى 14 آذار/مارس ستنجح كمعارضة، بينما الكثيرون يرون أنها فشلت كموالاة؟ فيعتقد علوش أن "14 آذار/مارس ولدت كمعارضة، ومبادئها الأساسية هي في مواجهة السلطة، وفشلت في ممارسة السلطة، في حين أن هذه الأخيرة هي كانت بيد غيرها، كانت متهمة بأنها تحمل السلطة، لكن عمليًا كانت هذه الأخيرة بيد السلاح، لذلك فإن المعارضة هي المكان الطبيعي لقوى 14 آذار/مارس.
ويرى علوش في الختام أنه "إذا قبل رئيس الجمهورية بحكومة من لون واحد، فهذا يعني أنه يمارس صيف وشتاء على سقف واحد، ولكن هناك واقعًا هو أن قوى 14 آذار/مارس هي التي ترفض الدخول في الحكومة الجديدة.