تعرفوا على أحمد رحو الرئيس المدير العام للبنك العقاري والسياحي
أول من أدخل النظام المعلوماتي إلى مصارف البلاد
"لا أعرف خالد عليوة وهذه حكايتي مع "لوسيور" و "السياش""
ابن حي بين لمدون في عين الشق في الدار البيضاء، وابن الشرطي الذي كان يعيل عائلة مكونة من عشرة إخوة، والمحب للتاريخ والسوسيولوجيا. والرجل صاحب العقل العلمي، وأول من أدخل النظام المعلوماتي، عبر تقنية الميكرو-أنفورماتيك للأبناك المغربية... الهادئ جدا والصارم، ومن جعل لوسيور تتصدر سوق الزيوت في المغرب، والذي يحاول أن يكتب مرحلة مشرقة في تاريخ "السياش" البنك العقاري والسياحي، الذي لاحقه طويلا شبح الإفلاس.
هي كلها محطات في حياة هذه الكفاءة المغربية، يتكلم بتواضع العلماء، ويجب أن يقدم نفسه بهدوء ولا كبير ادعاء، أفكاره واضحة، ومبدأه العمل من المجموعة.
وبخصوص علاقته بالمرأة، وتحديدا بزوجته لا يتورع في القول بحكمة متناهية "أعتقد أن هناك زوجات عظيمات بشخصياتهن وليس بأزواجهن والعكس صحيح".
طرقنا بابه بصعوبة، فاستجاب بحذره وحكمته المعهودتين.
• أنت من أصول بركانية، لكنك ازددت بمكناس وترعرعت بها، فهل تحب أن نناديك بأحمد رحو البركاني أو أحمد رحو المكناسي؟
- أفضل أن تنادوني بأحمد رحو المغربي، فأنا أعتبر أن لكافة مناطق المغرب ومدنه قيمتها وخصوصيتها.
• ولدت بمدينة مكناس سنة 1958، وقضيت بها جزءا من طفولتك، ما الذي تتذكره عن هذه المرحلة من حياتك؟
- لقد كانت طفولتي عادية، كأي طفل كنت ألعب وأدرس وأشاغب، الحمد لله كانت طفولة سعيدة.
• لديك تسعة إخوة، أكان العيش داخل أسرة بهذا العدد الكبير من الأولاد أمرا سهلا عليك؟
- لم يشكل العدد الكبير لأفراد أسرتي الصغيرة أي عائق يحول دون استفادتي من حياة أسرية سعيدة، فقد درست ولعبت وتنافست مع إخوتي وتعاونت معهم. بالعكس، أنا أعتبر نفسي محظوظا لأنه كان لدي تسعة إخوة، فقد كنا نساعد بعضنا، ونتعاون ونشجع بعضنا البعض. لقد تربيت داخل وسط عائلي مثقف ومنفتح على اللغات والثقافات الخارجية عبر الكتب بالخصوص، إذ لم يكن آنذاك تلفزيون. هذا العدد الكبير من الأفراد كان حافزا كبيرا لي من أجل الاجتهاد والمثابرة.
• والدك كان شرطيا، هل كان راتبه يكفي لتغطية حاجياتك وباقي إخوتك؟
-رغم أن راتب والدي كان عاديا إلا أن ذلك لم يمنعه من تغطية كافة حاجياتنا من ملبس ومأكل وتمدرس. الحياة، آنذاك، مكانتش غالية بزاف، لذلك فإن راتب والدي كان يسمح بتأمين حياة محترمة لأسرته. ورغم أن عدد الأبناء كان كبيرا إلا أن طلباتهم لم تكن كثيرة، المائدة المغربية راها معروفة... كما أننا لم نكن ندرس في مدارس خاصة، وبالتالي، فإن مصاريف تدريسنا لم تكن كثيرة، هادشي علاش كلشي قرا وتوظف الحمد لله.
• انتقلت أسرتك إلى الدار البيضاء رفقة والدكم، حيث عشت هناك فترة مراهقتك، ما الذي تتذكره عن هذه المرحلة؟
- لقد فرضت علينا ظروف عمل والدي الانتقال معه إلى الدار البيضاء، كان عمري آنذاك، لا يتجاوز عشر سنوات، وكانت تلك مرحلة جديدة في حياتي، إذ عشت حياة شعبية داخل حي بين لمدون قرب عين الشق، لقد كنت مولعا بمطالعة الكتب، العربية منها والفرنسية، وكل ما يسمح بالانفتاح على الثقافات الأجنبية. ما زلت أتذكر أنني كنت أكتري الكتب من سويقة "القريعة" بثمن لا يتعدى ال20 سنتيما، خاصة كتب التاريخ.
• هل كنت مراهقا مشاغبا أم هادئا كما تبدو عليه اليوم؟
- (يصمت كثيرا ثم يجيب) يمكنني القول إنني عشت مراهقة هادئة، لقد قضيتها في مطالعة كتب التاريخ.
• وماذا عن أحمد رحو الرومانسي، ألم تجد مشاعر الحب طريقها إلى قلبك خلال فترة مراهقتك؟
- لقد كنت أخصص وقتا كبيرا من وقتا كبيرا من وقتي للدراسة وتحصيل العلم، لذلك فأنا أقول إنها كانت فترة هادئة.
• حصلت على الباكالوريا في الرياضيات بامتياز، ثم تخرجت مهندسا عاما من فرنسا، وحصلت على دبلوم في الإعلاميات، هل خططت لمسار دراستك أم أن الصدفة لعبت دورها في ذلك؟
- الواقع أنني خططت لجزء كبير من مسار دراستي، سيما في ما يتعلق بالأقسام التحضيرية، لكن الصدفة لعبت، أيضا، دورها في ذلك، لأن الشخص يلتحق بالمدرسة التي يكون نجح في مبارتها. بطبيعة الحال، كان الهدف هو الالتحاق بأفضل المدارس، لكن الحظ لعب دوره، أيضا، في ولوجي مدرسة البوليتيكنيك بباريس بعد أن حصلت على نتيجة إيجابية في مباراتها... لكن الاختيار، الذي كان مهما بالنسبة إلي، والذي يمكنني القول إنني خططت له، هو مواصلة دراستي بالخارج، في مجال يخول لي إمكانية العودة إلى بلدي وخدمته.
• كنت توصف بالطالب الأكثر ذكاء بين زملاء دفعتك، كيف كنت تشعر كلما ناداك أحدهم ب"الطالب النابغة"؟
- الواقع أنني لا أحب سماع مثل هذا الوصف، لأنني أعتبر أن الله منح لكل واحد من أفراد هذا المجتمع قدرا من الموهبة والذكاء، إذ يجب على الشخص أن يعمل، بحسب إمكانياته، دون أن يعتبر نفسه أفضل من الآخرين.
• حصلت على شهادة مهندس سنة 1980، وكانت عروض العمل تأتيك من الداخل والخارج، ما الذي دفعك إلى اختيار البقاء في المغرب؟
- لقد كنت أدرس في الخارج بهدف العودة إلى المغرب محتاج لأبنائه و"ملي يسالي الواحد الدراسة ديالو في الخارج يجب أن يقول صافي الله يجعل شي بركة خاصني ندخل باش نأدي الواجب ديالي تجاه بلدي"... لذلك فإنه بمجرد عودتي إلى الوطن بعد حصولي على دبلوم من باريس التحقت بالخدمة المدنية، من خلال التحاقي بالخطوط الملكية المغربية "لارام"، وقضيت هناك سنتين من الخدمة المدنية، ثم بدأت مشواري المهني، بعد ذلك، في مؤسسة أخرى.
• حصلت، أيضا، على دبلوم في الإعلاميات من باريس، ما الذي دفعك للتخصص في هذا المجال الذي كان في بداياته الأولى؟
- لما كنت أدرس في البوليتيكنيك، كنت أفكر في الاتجاه نحو التخصص في الميدان بمركز أبحاث في فرنسا، وأثناء قضائي فترة تدريبية بهذا المركز، اكتشفت أن عددا من الفيزيائيين المهمين، كانوا يهتمون بهذا المجال وطلبوا مني رفقة صديق مغربي، أن نمدهم بنظام معلوماتي كنا أعددناه، أثناء فترة تدريبنا، لأنهم اعتبروه مهما، في وقت كانت تبدو فيه الإعلاميات أمرا صعبا، وهو ما دفعني إلى التفكير بجدية في دراسة الإعلاميات... ولما دخلت إلى المغرب أردت نقل ما اكتسبته من خبرة في هذا المجال إلى المؤسسة التي كنت أعمل فيها.
• يحسب لك أنك أول من أدخل تقنية الميكرو-أنفورماتيك للأبناك المغربية، من خلال مصرف المغرب، كيف تعامل المغاربة مع هذه التقنية الحديثة؟
- الواقع أن النظام المعلوماتي كان دخل إلى عدد من الأبناك المغربية، آنذاك، لكن بشكله القديم... ما كان جديدا هو نظام الميكرو-أنفورماتيك... لذلك فإنه يمكن القول إنه كانت هناك عدد من الأبناك المغربية تشهد حركية إعلامية واسعة، فيما كان مصرف المغرب رائدا كبيرا في هذا المجال، كما أنه كان رائدا في مجال الشبابيك الأوتوماتيكية، إذ كانت هناك تغييرات خاصة بمجال البرمجة والتعامل مع هذه الشبابيك.
• التحقت بالعمل بمصرف المغرب كمسؤول عن مصلحة الافتحاص ومراقبة التدبير الاستراتيجي، ما هي الإكراهات التي واجهتك في بداية عملك؟
- الواقع أنه لم تكن هناك إكراهات، بما تحمله الكلمة من معنى. أفضل تسميتها بالصعوبات التي يمكن أن تواجه أي موظف حديث بأية مؤسسة، لأنه ليس سهلا أن تنتقل مؤسسة ما من نمط في التسيير، اعتادت عليه منذ سنوات، إلى نمط جديد يكون عصريا وأكثر حداثة.
• قضيت بمصرف المغرب 17 سنة، حيث تدرجت في المسؤوليات إلى أن أصبحت نائبا للمدير العام، ها تحن إلى أيام عملك بالمصرف؟
- طبعا، أنا أحن إلى أيام عملي بمصرف المغرب، ولا يمكنني إلا أن أحن إلى هذه الفترة التي قضيتها داخل مؤسسة كبيرة من حجم مصرف المغرب... 17 سنة كانت بمثابة بصمة مميزة في مساري المهني، طبعا أحن إلى الفريق الذي اشتغلت معه، وأصبح بمثابة عائلة كبيرة بالنسبة إلي.
لقد عايشت مع هذه المؤسسة كل التطورات، التي شهدتها تزامنا مع التطور الحاصل في النظام المالي بالمغرب من أبناك وبورصة وشركات تأمين، إذ يمكن القول إن حوالي 95 في المائة من القرارات والأنظمة والقوانين التي صدرت، في هذا المجال، كانت تساوي تلك القوانين، التي جرى إصدارها، خلال أربعين سنة من الزمن. إذن التغيير كان سريعا، وكان عامل الزمن يضغط على المسيرين من أجل بذل مجهودات مضاعفة، وما كان يميز مصرف المغرب، هو تلك الحركية، وذاك النشاط الذي كان يشعر به مستخدموه كافة، فضلا عن الحضور القوي للإدارة والثقة والعزيمة بينهم.
• في سنة 2003 انتهى مشوارك الطويل بمصرف المغرب، بعد أن جرى تعيينك مسؤولا عن شركة "لوسيور" ب"هولدينغ أونا"، كيف عشت هذه المرحلة الانتقالية من حياتك المهنية؟
- انتقالي للعمل بشركة "لوسيور"، بصفتي مسؤولا، كان فرصة، بالنسبة إلي، لاكتساب خبرات إضافية في مجال جديد لم أكن أعرفه... لقد كانت تلك مناسبة رفعت، خلالها، تحديات كثيرة من أجل تطوير ذاك القطاع، من خلال اعتماد رؤية جديدة في التسيير. الأمر نفسه بالنسبة لمصرف المغرب، إذ أنه كان مفيدا، بالنسبة إلي، أن تسند المهمة التي كنت أتولاها لأشخاص آخرين، ربما تكون لديهم رؤى جديدة من شأنها تطويره والتحسين من مردوديته.
• كانت شركة "لوسيور" في وضعية شبه احتكارية غير محررة، أكان سهلا عليك قيادة الشركة للتأقلم مع سوق جرى تحريرها بالكامل؟
- لقد شكل ذلك تحديا كبيرا، بالنسبة إلي، هل يمكن لهذه الشركة أن تتأقلم مع المنافسة ومع تحرير السوق؟. لا بد أن نذكر بأنه، آنذاك، كانت الدولة سحبت دعمها لقطاع الزيوت بالمغرب، ما فتح المجال لمنافسة شرسة، فرضت البحث عن أمثل الطرق للتعامل مع المستهلك، لأن الاختيارات باتت أمامه كثيرة، خصوصا مع تحرير السوق والأثمان. لذلك، فإن التحدي الذي كان، هو أن ننتقل من شركة تنتج وتبيع إلى شركة أصبحت "ديال السوق وخاصها تبيع". إذا لم تخلق معاملة جيدة مع المستهلك، فإنه لن يقتني منتوجاتها، وسيستهلك المنتوجات الأخرى المنافسة، خصوصا أن للزيوت حساسيتها، أولا، لأنها تمس الصحة وثانيا، لأنها تمس شخصية الأمهات وبراعتهن في المطبخ. أغلب الأمهات "كيبغيو الأكل ديالهم يكون معترف به".
• وكيف تعاملتم، آنذاك، مع شركة "صابولا" السعودية، التي كادت أن تعصف ب"لوسيور" من السوق؟
- فعلا، لقد واجهنا منافسة شرسة من قبل هذه الشركة، التي أرادت الدخول إلى السوق المغربي بشكل غير قانوني، من خلال البيع بالخسارة بغرض منافسة باقي الشركات. لقد أرادت بذلك إلغاء المنافسة من السوق، لهذا كان يتعين علينا، كشركة، التصدي بحزم لمثل هذا التصرف، خصوصا بعد أن وعت السلطات هذا المشكل، وأصدرت تنبيهها لهذه الشركة.
• بقيادتك لسفينة القرض السياحي والعقاري تكون عدت من حيث أتيت (العمل البنكي)، كيف كان شعورك لما عينت على رأس "السياش"؟
- هذا التعيين يعد بالنسبة إلي تشريفا وتكليفا، في الوقت ذاته. شرف كبير لي أن يكلفني صاحب الجلالة، نصره الله، بمهمة ذات طابع وطني، لأن هذا البنك كان يعيش عدة مشاكل، وكان لا بد من بذل مجهودات مضاعفة للحفاظ على تاريخه وحضوره في السوق البنكي.
• وكيف وجدت البنك لدى تعيينك مسؤولا عليه؟
- الواقع أنني لا أطرح على نفسي مثل هذا السؤال، أولا، إن لهذا البنك مستقبل وثانيا، لأن المي\سير لما يلتحق بمؤسسة جديدة، يجب عليه التعامل مع الوضع كما هو. يمكنني القول إنني وجدت ملفات يجب أن تدرس، وقرارات وتوجيهات يجب أن تتخذ، وهو ما نعمل على القيام به، جميعا، منذ تعييني إلى اليوم.
• لكن هذا البنك عاش، قبل تعيينك، على إيقاع فضيحة كادت أن تقوده إلى الإفلاس، فما تعليقك على ما حدث؟
- لا يهمني الخوض في مثل هذه التفاصيل، لأن ما حدث، التاريخ وحده كفيل بالإجابة عنه... أنت تتحدثين عن الفضيحة، وأنا أقول إن القضاء قال كلمته في الموضوع، وكفى. هذا الملف بالنسبة لي طوي لأن المحكمة اتخذت قرارها وقالت كلمتها.
• كيف هي علاقتك بخالد عليوة؟
- لا أعرفه، علاقتي معه ليست شخصية، لما التحقت بالبنك كان خالد عليوة غادره.
• وما تعليقك حول ما نشر عن مسؤولية عليوة على عدد من الخروقات داخل البنك؟
- في الحقيقة لا يهمني ما نشر حول هذا الشخص. ما يهمني، بالذات، هو ما ينشر حول البنك، الذي أتولى مسؤولية رئاسته، فأنا لا أحب الحديث عن الأشخاص.
• هل تأثرت صورة البنك لدى العموم إثر "الفضائح" التي لحقته قبل توليك مسؤولية رئاسته؟
- لا، بالعكس، فثقة زبنائنا في البنك ما تزال مستمرة، ولا أدل على ذلك من عدم تهافت هؤلاء الزبناء على "السياش"، من أجل سحب أموالهم المودعة لديه. هذا يعني أن الثقة في البنك "عمرها ما مشات"... زبناؤنا متفهمون جدا، فقد كانوا يعلمون أن البنك كان يعيض فترة انتقالية من مساره، لذلك فإن صورة "السياش"، هي جيدة اليوم في ميدان العقار، وفي جميع المجالات، وهذا هو الرهان، الذي كسبناه من عمل الفريق المتواصل.
• لكن هناك من اتهم عليوة بقيادة البنك نحو الإفلاس، هل هذا صحيح؟
- هذا غير صحيح، "السياش" لم يكن على حافة الإفلاس. على عكس فترة التسعينيات التي عاش، خلالها، هذا البنك وضعا حرجا لغاية تطلب تدخل الدولة، لضخ رؤوس أموال من أجل إنقاذه من الإفلاس واستمراره... لقد عمل، آنذاك، الجميع من أجل إنقاذه (الدولة و"السي دي جي" وأصحاب رؤوس الأموال)، كل هذه الجهود التي ب1لت، جعلت البنك يقف على رجليه. لقد ترك كل مسير تولى مسؤولية داخل هذا البنك بصمة واضحة، وهذا هو عمل الفريق، ماكاينش هذا دار ولاخر ما دارش.
• لكن عليوة يؤكد أنه من أنقذ البنك من الإفلاس، وأن من سيخلفه على رأسه لن يتعب مثله بعد أن أصبح بنكا قائما الذات؟
- لا تهمني تفاصيل ما تسمينه "فضيحة" "السياش"... لقد كانت هناك ملفات مفتوحة عملنا جاهدا على إغلاقها، لذلك فإنني أقول إن ملف خالد عليوة أغلق بالنسبة إلي.
ولكن يمكنني القول إن عشر سنوات الأخيرة في حياة البنك كانت بمثابة سنوات إصلاح من أجل إنقاذه من الإفلاس. وإنه لا يوجد هناك أي خطر من أن تفلس هذه المؤسسة.
• عدا العقار والسياحة، هل نجح "السياش" في اختراقه لميادين أخرى؟
- منذ التسعينيات من القرن الماضي، حاول "السياش" أن ينفتح على عدد من الميادين الأخرى، بدل التركيز على العقار، فقد بتنا نتوفر على 300 ألف من الزبناء الخواص، ونحاول اليوم تطوير هذه الأنشطة حتى لا نظل مرتكزين على العقار، كما قمنا بتخفيض تعاملاتنا في مجال السياحة، الذي بات يعيش مشاكل كثيرة.
• كيف تنظر إلى مكانة "السياش" اليوم، ضمن القطاع البنكي المغربي؟
- فلنترك للتاريخ صلاحية الجواب عن هذا السؤال. لو لم تكن لهذا البنك مكانته لمان اندثر، كما حدث مع البنك النغربي للتنمية الاقتصادية " B N D E". "السياش" لا يزال مستمرا رغم كل الأزمات التي واجهها لهذا فإنه يمكنني القول إنها السفينة التي استطاعت الصمود أمام زوبعة كبيرة دون أن تنكسر، هذا يعني أن لهذه السفينة دعامات قوية.
• وما هي رهاناتك لتطوير هذا البنك والرفع من مردوجيته؟
- أتمنى أن أنجح في المهمة، التي كلفني بها جلالة الملك، نصره الله، على رأس "السياش"... لدينا الكثير من الرهانات والتصورات لمستقبل متطور ومشرق له1ا البنك، وإذا حققت ما كان ينتظر مني جلالة الملك سأكون سعيدا.
• أنت متزوج من طبيبة، هل تؤمن بمقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة"؟
- ولم لا نقول وراء كل امرأة عظيمة رجل؟ أعتقد أن هناك زوجات عظيمات بشخصياتهن، وليس بأزواجهن والعكس صحيح. بالنسبة لعلاقتي بزوجتي، فأنا أعتبر أن كل واحد منا ساند الآخر في مشواره وحياته.
• كيف اعتدت قضاء أوقات فراغك وأيام الراحة رفقة الزوجة والبنات؟
- لدي ابنتان الأولى تبلغ من العمر 20سنة، وهي تواصل دراستها بالخارج في مجال التسيير في عالم الفنادق، والثانية 17سنة، وهي تتابع دراستها في الباكالوريا. في أوقات فراغي أهوى قراءة كتب التاريخ وكل المتب ذات الطابع السوسيولوجي. أنا مولع بالتاريخ، وكل ما يتيح لي إمكانية معرفة التطورات التي يشهدها العالم، وغالبا ما أقضي أيام عطلتي في شمال المغرب.
مجلة المشه