[b][u]فهم التسطا[/u][/b]
كنت مؤخرا في نقاش مع إحدى الفتيات، والتي لم تتجاوز السبعة
عشر ربيعا، و إذ بها تنطق كلمة لطالما استعملها رعاة الأغنام، و الكلمة كالأتي( طالقها
تسرح) في البداية لم أستوعب الكلمة أو الإطار الذي استعملت فيه٬ فما كان مني إلا
طرح السؤال
مادا تعني( طالقها
تسرح) ؟مع العلم أن لدي خلفية بدوية
استغربت الإجابة
فالكلمة تعني تحرير المخيلة و فك قيودها، و جعلها تطير و تتسع و تتسع لتشمل الكثير،
و قد فهمت من شرح الفتاة، أنها تعبير مجازي باللغة الشبابية البيضاوية، و ما زاد ني
دهشة هو العبارة التي بعدها
فقالت إننا شباب( الهيش ميش) لدينا لغتنا الخاصة.
طرحت السؤال ثانية و ماذا تعني (الهيش ميش)؟ قالت و
بتفسير علمي دقيق و مبسط HM أي (الحي
المحمدي )
لم أكون أعلم قبل هدا الحوار أني
أنتمي لزمن أبا الجهل و القعقاع ٬وأني أحتاج قاموس جيب لفهم جيلنا القادم.، وأنا من كانت تظن نفسها على دراية تامة بالمصطلحات الجديدة .
إنما إن أنا فتحت الموضوع ليس فقط لمجرد السخرية اللغوية
٬ بل لأننا نجهل تماما طريقة تفكير الأجيال القادمة ٬وأساليبها اللغوية٬ بل و
نتجاهل في كثير من الأحيان أراء الشباب ٬و قضاياه تحت غطاء ( إيلا دواوا الكبار
يسكتوا الصغار)
باعتقادي أن جهل أو تجاهل الطرفين خلق نوع من القطيعة
بين الجبهتين، ومن الأفضل لنا نحن الجيل الأول التقدم والمبادرة، فالنتائج المتربة
عن هده القطيعة نحن من يدفعها( كآباء و مدرسين و مسئولين )
ويبقى لكل جيل سماته و مميزاته لابد لنا من احترامها و
تقبلها