هل تحتاج زعاماتنا لغضب الشارع وتدمير الممتلكات كي تعود لرشدها؟

Admin عدد المساهمات : 3461 تاريخ التسجيل : 20/07/2010

القدس العربي
هل تحتاج عودة الرشد الى العقل كل هذه الضربات والدماء. هل تحتاج امة العصر الراشد الاول الى اعتباره 'اي الرشد' اشتثناء والجنون او اللاعقل هو القاعدة. هل تحتاج زعاماتنا الوطنية الى غضب الشارع وتدمير الممتلكات لكي تعود الى رشدها، هل تحتاج زعاماتنا الى التذكير بأن الموت قد يساوي او يكون اغلى من حياه الذل والاقصاء والافقار. خطاب الرئيس التونسي بن علي الاخير اعتذار لشعبه عن سنوات البطش والتهميش والبطالة الموجهة بقصد استمرار سلطته ونظامه واعتزامه او تغيير رأيه حول ترشيحه القادم لمدة رئاسية جديدة دليل على ان رغبة الشعوب هي النافذة والمسيطرة مهما طال بذلك الزمن، وتأكيده بأنه لا رئاسة ابدية في السياسة اسبقية تسجل له، رغم غير مشيئته في ذلك في وجه غيره من زعماء الرئاسة الابدية من غيره من العرب. في اعتقادى ان ما يحدث في تونس اليوم ليس خروجا عن سنة التاريخ في التغيير، والتي تتطلب ارادة صلبة وتضحية في سبيلها ومطالب لا يعبأ بقدر جسامتها ولا بالحاضر من اجل المستقبل. ما يجري في تونس اليوم يشير الى ان التغيير يبدأ من الداخل بعد ان استمرأ العديد بل وانتظره من الخارج. ما يحدث في تونس يكشف الى ان النظام العربي راهن على الخارج واعتمد على القوة في الداخل ونسي او تناسى ان الداخل له القدرة على خلق قوته الذاتية وبأن ادراكه لحقه وادراكه للفرصة هما مكمن القوة العسكرية، وليست دبابات الجيش ولاهراوات الشرطة. ما يجري في تونس نذير لمن يدرك النذر ان للشعوب حقوقا قد تؤجل، ولكن لاتمتهن الى ما لا نهايه وبدون ثمن.هل اصبح النزول الى الشارع وتحريكه او الاحتكام له 'بالنسبة للكويت' في ازمتها بين الحكومة ومجلس الامة هو السبيل لاخراج الامة من ازمتها وانظمتها الحاكمة. هل يمثل اعتذار بن علي مخرجا مناسبا له ولغيره لحل هذه الازمات بين الشعوب وانظمتها؟ ام هل تستمر الشعوب بزوال السبب والمسبب كليا حتى اعادة البناء من الاساس واعادة الامور الى الصفر؟هل يمكن اعادة سيناريو ما يحدث اليوم في تونس في مصر مثلا، بمعنى ان يصل الى نفس الدرجة الضاغطة، رغم ان مصر وشعبها العظيم في الشارع منذ سنوات، والجزائر كذلك تتحرك بنفس الاتجاه. ما اود الاشارة اليه في هذا التعليق على ما يحدث في تونس اليوم هو1 ـ عودة النظام التونسي الى رشده عمل ايجابي، على الرغم من ظروف هذه العودة2 ـ ازالة الرئيس بن علي لعدد من مسؤولي الحكومة الكبار من مواقعهم وتحميلهم المسؤولية عمل تقوم به الحكومات في مثل هذه الظروف ككبش فداء محتمل.3 ـ عزوف الرئيس عن الترشيح ثانية عمل غير مسبق سوى في حالات قليلة نادرة في عالمنا العربي 'سوار الذهب'، ولكن يبقى اللجوء الى الحيل التاريخية بعد فترة انقضاء العنف بتجيير الشارع وبالاستفتاءات الشعبية المزيفة، كما حصل في اليمن .ـ 4الوعود بمزيد من الحريات والتعددية شعار يرفعه دائما الغرقى ويبقي قدرة الشعب على الحصول على مكامنه المفصلية الحقيقية من خلال اجراءات ملموسة.5 ـ مدى صدقية صك عودة الرشد هذا الذي رفعه الرئيس بن علي اليوم في تونس والذي قد يرفعه غيره غدا يحتاج الى ان تستمر قدرة الشارع في الحراك وبالمزيد من التضحيات ربما لذلك فتعادل كفتي الوعد والانجاز مهمة هنا .6 ـ اتهم العديد من التونسيين الرئيس بن علي لارتهانه الى مستشارين يخلطون له الحقائق ويزيفون له الواقع وهذه هي البيئة الحاضنة لاي حكم ديكتاتوري يستعيض بهم عن رأي الامة وصوت الشارع ففي الوقت الذي تزداد فيه مكانة المستشارين والمقربين من النظام في انظمتنا العربية تقل او تندر الحاجة الى معرفة رأي المواطن والشارع عموما في ما يخص حياته بل وفي مستقبله وذريته. ـ 7 يدرك النظام اي نظام قوة الشارع، ولكنه يراهن على قدرته على شله وبعثرته وتفريقه باساليب عدة منها مرغب ومنها مرهب ولذلك عندما تمتحى الفوارق الايديولوجية والطبقية التي تستغلها السلطة في اضعافة يصبح من القوة بحيث لاتستطيع مواجهته فتزول او تتنازل وهنا يبرز مفهوم الكتلة المرحلية.8 ـ هل يكتفي الشعب التونسي بوعود بن علي على اعادة الرشد والاصلاح وتمكين الشعب هذا جوابه لدى الشعب التونسي الشقيق ام يطالب بتنحيه كرأس لهذا النظام؟ وهل يمكن اعتبار هذا الحدث موسم العودة الى الرشد لانظمتنا العربية بمعنى ان تعمل الشعوب او تتبنى سياسة اعادة الرشد الى النظام بدلا من ازالته، حيث الافتقار الواضح للبنى المؤسسية الديمقراطية لايجاد البديل سوى مؤسسة الجيش. اسئلة عديدة يمكن طرحها، ولكنها من ارشيف خمسينيات وستينيات القرن الذاهب حين خرج الاستعمار الاجنبي او اخرجته شعوبنا جسدا، ولم تدرك بأن الحرية ليست لحظة او ساعة سرمدية يكفي تحققها لتضيء مدى العمر، ولكنها صيرورة مستمرة مرهونة بالالحاح على الطلب حتى من ذاتك التي قد تتنكر لك.عبدالعزيز محمد الخاط

» على هامش فعاليات ملتقى الاستثمار السنوي وكالة الممتلكات العسكرية البولونية توقّع مذكرة تفاهم مع الإمارات
» خبراء يرون أن الأطفال "كبش فداء" لغضب الأم وتوتر علاقتها مع الزوج "عنف النساء" : زوجة تشبع زوجها ضرباً.. وأخرى تبتر "رمز رجولته"
» رضيعة تعود لأسرتها بعد اختفائها 23 عاماً
» زوجة جمال مبارك تعود للقاهرة فى ظروف غامضة
» بالصور ، العثور على عظام بشرية و قطع أثرية تعود لخمسة آلاف سنة !