طاوجني يستعد لجعل 'الصحراء الأسبوعية' مجانية

طاوجني يستعد لجعل 'الصحراء الأسبوعية' مجانية



نور الدين لشهب وخالد البرحلي من أكادير



في الصورة طاوجني مدير نشر الصحراء الأسبوعية بمكتبه داخل الجريدة

يجلس رضا طاوجني بمكتبه داخل مقر صحيفة "الصحراء الأسبوعية" الموجود بشقة أنيقة وسط مدينة أكادير جنوب المغرب. من داخل مكتبه يقوم طاوجني مدير نشر الصحيفة بمهمة الإشراف العام، ويستعد لجعل "الصحراء الأسبوعية" صحيفة توزع بالمجان في كل أقاليم الصحراء المغربية والجامعات في كامل التراب المغربي، مع رفع عدد السحب من 20 ألف ليصل إلى 60 ألف نسخة أسبوعيا.

يقول الطاوجي عن هذه الخطوة: إن هدف المشرفين على الصحيفة هو أن يصل مضمون "الصحراء الأسبوعية" إلى أوسع قاعدة من القراء، دون إغفال أنها صحيفة نضالية، مع استحضار الجانب التجاري في مجانية التوزيع، بفعل شح الصفحات الإشهارية لأسباب وصفها طاوجني بغير المفهومة. فأغلب المستشهرين يتوجسون من وضع الإشهار على صفحات "الصحراء الأسبوعية" لحساسسية الموضوع الرئيسي الذي تتابعه الصحيفة، وهو قضية الصحراء ومعالجة كل أخبارها بمنسوب من الجرأة يعاكس أحيانا التوجه الرسمي لقضية الصحراء، يقول طاوجني في تصريح لـ"هسبريس".





ادريس ولد القابلة سكرتير التحرير بالصحيفة


الصحيفة التي تأسست سنة 2008 برأس مال يقارب 3 ملايين درهما على أساس أن تحقق التوازن المالي خلال سنتها الأولى، وجد مؤسسوها أنفسهم في حالة استنزاف مالي بفعل هاجس المستشهر في المغرب من التعامل مع جريدة تخوض في موضوع حساس عند الدولة، وهو قضية الصحراء. فأغلب المستشهرين يطلبون الضوء الأخضر قبل وضع إعلاناتهم على صفحات "الصحراء الأسبوعية"، يقول طاوجني.

حينما زرنا مقر الصحيفة، وجدنا خلية نحل من الصحافيين منهمكة في توضيب العدد 114 من "الصحراء الأسبوعية". الجريدة تتوفر على طاقم صحافي وإداري مؤهل وله تكوين جيد في العمل الصحفي، غير أن المشكلة التي عانى منها أغلب الصحافيين عند بداية عملهم في الجريدة كانت دائما وجوب التعامل مع موضوع رئيسي في كل عدد وهو موضوع الصحراء وتغطية الأحداث التي ترتبط بها مع الحرص الشديد على صياغة المواد الصحفية بعيدا عن الحزازات القبلية المعقدة في الأحداث التي تدور في الأقاليم الجنوبية، يقول طاوجني مدير نشر "الصحراء الأسبوعية"، قبل أن يضيف: هذا الاختيار كان صعبا لكل طاقم الجريدة عند البداية غير أن الأمور أخذت تسير في منحى التطور الإيجابي وتشرّب الصحافيون فيما بعد المطلوب منهم حتى أصبح اليوم التعامل مع الخط التحريري الذي حدنناه في الجريدة لا يشكل أي عائق للصحافيين المشتغلين معنا".

هذا الخط التحريري الذي يعتمد على تغطية كل أحداث الصحراء مع الدفاع عن مغربية الأقاليم الجنوبية، جعل الجريدة لا تعتمد على الحيادية في التعاطي الإعلامي لجميع الآراء والأفكار. يقول طاوجني في هذا الباب: لا يمكن أن نكتب في "الصحراء الأسبوعية" عن حزب "النهج الديمقراطي" مثلا أو عن ما يسمون بانفصاليي الداخل، فهذا الأمر لا يمكن أن يقرأه أحد على صحيفتنا، ونحن واضحون في هذا.

طاوجني يرى أن الصحيفة تعالج قضايا الصحراء المغربية من زوايا نقدية مع تسليط الضوء على بعض المناطق المظلمة التي يستغلها البعض للاغتناء الفاحش. وينتقد في صحيفته اقتصاد الريع الذي تعتمده الدولة في الصحراء مع سوء التسيير والتدبير لمثل هذا الملف الحساس، كما ينتقد في تصريحه لـ"هسبريس" التغاضي عن الارتشاء والمفسدين الذين يغتنون على حساب القضية الوطنية. ويذكر الطاوجني هنا جزء من اقتصاد الريع حينما يتحدث عن وجود اكثر من 14 ألف موظف شبح في أقاليم الصحراء المغربية.

ويضيف مدير نشر "الصحراء المغربية" التي تكتب جلالة الملك محمد السادس وليس محمد السادس فقط عند ذكر عاهل البلاد، أن بعض دول الجوار كموريتانيا سبق لها ان احتجت بشكل مباشر عند الخارجية المغربية على إحدى المواد التي نشرناها، هذا في الوقت الذي تحتج بعض السفارات على ما نكتب بشكل غير مباشر يتخذ أشكالا مختلفة.

تصل مواد الجريدة من مختلف صحافيي "الصحراء المغربية" المنتشرين في أغلب حواضر الصحراء المغربية، والرباط والدار البيضاء، عند أحد أفراد طاقم المطبخ في الجريدة للتدقيق فيها قبل تحويلها إلى قسم التصحيح، ثم تصل إلى سكرتارية التحرير التي يقوم بها الصحافي المحنك إدريس ولد القابلة، الذي سألته "هسبريس" عن أوجه التشابه والاختلاف بين الاشتغال في صحيفة تعنى بجميع المواضيع والملفات وبين صحيفة توجهها محدد وغلافها مرسوم مسبقا ليكون حول الصحراء المغربية، مما يعني صحافة التخصص والتي لا توجد بالمغرب إلى حدود الآن، فصحافة التخصص، برأي ولد القابلة، هي تجربة في طور التأسيس ويمكن أن تكتمل مع إرساء مفهوم الجهوية التي يدور بشأنها حوار وطني موسع.



وأضاف إدريس ولد القابلة: ان صحيفة "الصحراء الأسبوعية" لا تختلف عن الصحف الأسبوعية الأخرى لأن قضية الصحراء تخترق جميع القضايا في كل الصحف، غير أن ما يميزنا أننا نتعامل في أغلب المواد التي ننشرها انطلاقا من اهتمامها بقضية الصحراء المغربية. فحواراتنا مثلا تكون على أساس اهتمام من نحاور بقضية الصحراء، كما أن التمييز أيضا في "الصحراء الأسبوعية" هو العمل على تقليص الحيز الذي نشتغل عليه مع الاعتماد على غلاف له صدى وطني مرتبط بقضيتنا الوطنية وهي قضية الصحراء المغربية، فقضية الصحراء حاضرة على المستوى الوطني إما بشكل جلي أو مبطن، فمناقشة قضية في الناظور تستحضر قضية الصحراء سواء من قبل السياسيين أو ما يسمى بالمجتمع المدني. فقضية الصحراء هي قضية تخترق جميع القضايا بالمغرب" يقول سكرتير التحرير.

وعن أوجه الاختلاف بين الأسبوعيات الوطنية وأسبوعية "الصحراء الأسبوعية" أكد ولد القابلة في تصريحه لـ"هسبريس" بأن "الصحراء الأسبوعية" لا تختلف عن الأسبوعيات التي تدعي بأنها وطنية، لأن الاهتمام يكون عادة من باب ما يجري في الصحراء، وأن ما ينشر هو رصيد خبرة من حيث القضية الوطنية، أما من حيث المنهج والعمل فلا فرق بين باقي الأسبوعيات بدليل أن نخبة الصحراء غير مستقرة بالمنطقة... إنه اختبار" يقول ولد القابلة.

هذا في الوقت الذي يؤكد فيه رضا طاوجني مدير نشر "الصحراء الأسبوعية" أن الصحيفة تدافع عن الجهوية الموسعة في خطها التحرير لأنه الأمثل لمغرب المستقبل، وحول إن كانت المواقف السياسية لرضا الطاوجي هي التي تحدد الخط التحريري لـ"الصحراء الأسبوعية" قال طاوجني أن الخط التحريري هو نفسه ما ندعوله في جمعية "الصحراء المغربية" وهو معروف وواضع ويتقاطع في الكثير من الأحيان مع المواقف الرسمية التي ترتكب أخطاء قاتلة تكلف قضية الصحراء المغربية غاليا.