غرور الفنانين
أصبح من المعروف أن الساحة الفنية مليئة بأشباه الفنانين الذين لا تربطهم أية علاقة لا من بعيد و لا من قريب بالفن الحقيقي الذي تعودنا عليه قديما والذي كان يحمل رسالة سامية مقدمة للمجتمع بكافة اختلافاته الثقافية و الدينية والتي يحتضنها مجموعة من الفنانين الذين أتقنوا بحرفية هذا المجال سواء في طريقة التقديم للرسالة أو من خلال الصورة التي يقدمونها عن طريق رقي أخلاقهم و طريقة تعاملهم......
لنكتشف اليوم أن كل ذلك لم يعد موجودا ولم نعد نلامسه في الواقع.
لقد أصبح للفنان صفات و أهداف مختلفة عن ما كانت عليه , فالغرور و التكبر على رأس القائمة و أصبح كل من شوهد في إحدى وسائل الإعلام فنان متألق لا يجب على احد أن يقترب منه أو من موهبته التي قد تكون حقيقية و قد لا تكون لرداءة المستوى الذي تم الوصول إليه و التساهل الخطير الذي أصبح يتعامل به.
فقد نجد اليوم فنان مازال في بداية مشواره الفني وليس برصيده سوى عمل أو اثنين في قمة تكبره و يضع نفسه في منزلة اكبر الفنانين الذين قضوا أيام حياتهم في خدمة الفن مع العلم أن هؤلاء و إن اغتروا فلهم سبب لذلك الغرور, و لكن لمعرفتهم المسبقة بقواعد المجال يظلون من الشعب و الى الشعب .
لقد صدمت في مهرجان السينما و الهجرة باكادير مؤخرا في مشهد لم استوعبه إذ من المعروف انه يتم استدعاء الفنانين لحضور التظاهرة كنوع من التكريم الغير مباشر وبالتالي كواجب فني أو من اللباقة الحضور و الاهتمام , لكن الأمر يختلف مع بعض الفنانين الذين يتعاملون مع الأمر كنوع من ضياع للوقت واستهزاء بالتظاهرة إذ من المؤسف أن يبدأ المهرجان على الساعة الثامنة و ينسحب فنانين على الساعة الثامنة و سبع دقائق كأنهم يعطفون على الحضور بلمحهم داخل القاعة إذ يقول الفنان الشاب الوسيم و المحبوب خاصة لدى الفتيات والذي كان و مازال شقيقه الفنان المشهور دعما له :"غدي تلقاني فالطوموبيل" ويطلب من الفتاة التي كانت معه أن تلحق به قبل أن يقول الفنان الأخر"ديني معاك أودي" كنوع من الضجر و عدم أهمية لما يقدم لأسمع احد الحاضرين يقول"فلان باين عليه عاجبه راسو"كتعليق على الفنان الشاب مع العلم أن هذين الفنانين ليسوا سواء نقطة في بحر من كانوا متابعين و مهتمين والذين كانوا في قمة تواضعهم و رقيهم و اظهروا اهتمامهم للمعجبين و الصحافة المتواجدة هناك.
إن هذا التصرف وغيره من التصرفات التي تصدر من فنانين مغاربة و غيرهم في العديد من التجمعات و إن كانت تدل على شيء فهي تدل على عدم نضج و عدم احترام للغير إذ من الممكن أن يتم الاعتذار عن الحضور دون أن يضع احد من الفنانين نفسه في موقف سخيف مثل هذا.
الم يعد فنانينا يتقنون فن اللباقة ؟ أم أن الشهرة المجانية هي السبب؟
نسمع كثيرا أن الغرور مقبرة الفنان ولكن هل سمعوا هم بها من قبل ؟
ولسنا مجبرين على أن نكم افوهنا من اجل احد .