صور المدرعات وهي تعبر الطريق أثارت الشائعات
السعودية تنفي توقف الحركة المرورية مع البحرين
يوسف الهزاع من الرياض
نفى مدير المؤسسة العامة لجسر الملك فهد في حديث لـ"إيلاف" أن تكون الحركة المرورية قد توقفت بين المملكتين السعودية والبحرين. يأتي ذلك بعد أن راجت أنباء تفيد بأن السلطات السعودية أقفلت مساراً واحداً في جسر الملك فهد المؤدي للملكة البحرين، في حين بقي المسار الآخر القادم من البحرين إلى السعودية مفتوحاً وتجري الحركة فيه بصورتها الاعتيادية.
الرياض: أكد بدر العطيشان وهو مدير جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين في حديث خاص لـ"إيلاف" أن الحركة المرورية للعابرين بين البلدين في مستواها الطبيعي، وقال العطيشان "إن جميع وسائل الإعلام مدعوة للاطلاع عن كثب على مستوى الحركة في جسر الملك فهد في المسارين المغادرة من السعودية للبحرين والعكس"، وألقى العطيشان باللائمة على مروجي الإشاعات قائلاً إنهم يريدون إثارة البلبلة دون أن يتبينوا الموضوع على أرض الواقع.
وعرج العطيشان على صورة انتشرت عبر مواقع الانترنت السعودية وأجهزة الهاتف المحمول وهي تخص ناقلات جنود تعبر الجسر قائلاً "إنها صور قديمة منذ أيام حرب تحرير الكويت العام 1990 إبان الغزو العراقي للكويت وتعود لمدرعات بحرينية عبرت الجسر متوجهة للحدود السعودية للمشاركة في التحالف الدولي".
وشهدت البحرين أمس الأحد تظاهرات شعبية محدودة تخللتها مواجهات مع رجال الأمن، وقالت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إن "مسيرة غير مرخص لها تضم حوالي 100 شخص هاجمت الشرطة بمنطقة كرزكان بالمحافظة الشمالية ليلة أمس (الأحد،) وأصيب على أثرها 3 من رجال الأمن.
وأكدت أن رجالها أطلقوا رصاصا مطاطيا، الأولى كانت تحذيرية، وأخرى ارتدت من الأرض وأصابت أحد المتجمهرين." و كان ناشطون بحرينيون أطلقوا دعوة عبر فايسبوك وتويتر للمظاهرات في عموم أنحاء البلاد وتتركز غالبية المطالب التي تبناها مطلقوها على الإصلاح السياسي والاجتماعي.
على صعيد متصل، القى العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة اليوم الاثنين، في الذكرى العاشرة للتوقيع على ميثاق العمل الوطني خطاباً خلى من أي إشارة للمظاهرات التي حدثت واكتفى بالإشادة بما أسفر عنه الميثاق، وفي الوقت ذاته تباينت ردود أفعال المنظمات السياسية في البحرين حول الدعوة للمظاهرات وتنظيمها و نشرت العديد من الجمعيات بيانات نشرت على الانترنت.
وفي حين لم تحدد جمعية (الوفاق)، وهي أكبر الجمعيات السياسية في البحرين موقفها من هذا الحراك، فقد أكدت جمعية الأصالة السلفية "أهمية التدخل السريع من قبل العاهل البحريني" لحل الكثير من الملفات الخاصة بزيادة الرواتب وتحسين أوضاع المتقاعدين وتحسين الأحوال المعيشية، وأن يتم علاج باقي الملفات السياسية من خلال القنوات الشرعية المتاحة، بعيداً عن إثارة الفتن وحرف المسار الوطني عن وجهته النبيلة." في حين أكدت جمعية المنبر الوطني الإسلامي، القريبة من الإخوان المسلمين في البحرين، ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والمحافظة على استقرار المملكة، وإبعادها عن أي تأزم قد يعيق مسيرة التنمية والإصلاح، التي تحتم دروس التاريخ ضرورة التدرج فيها وتجنب حرق مراحلها.
ورفضت الجمعية أية ''دعوات شاذة عن الروح الوطنية المسؤولة قد تدعو لتعكير صفو الأمن،'، داعية أبناء الوطن إلى استخدام السبل والوسائل الدستورية السلمية من أجل الإصلاح والتغيير.
وشددت جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي اليسارية على أهمية تحقيق شروط الملكية الدستورية التي نص عليها ميثاق العمل الوطني، عبر فصل السلطات، بإجراء الإصلاحات الدستورية التي تمنح المجلس المنتخب صلاحياته الكاملة كسلطة تشريعية، مع ما يقتضيه ذلك من أن يجري اختيار الحكومة بما يتوافق والإرادة الشعبية، وطالبت الجمعية "أن تكون هذه الحكومة خاضعة للمساءلة البرلمانية والشعبية عن كامل سياساتها".
إلى جانب توسيع نطاق الحريات العامة، وخاصة حرية التنظيم الحزبي، وحرية الاحتجاجات والتجمعات السلمية، وسن التشريعات الضامنة لحرية الصحافة، وضمان استقلال القضاء وتعزيز سلطته الكاملة إزاء السلطة التنفيذية.
كما طالبت الجمعية بتعديل النظام الانتخابي المعمول به حالياً بنظام "جديد ديمقراطي" متوافق عليه، ينهي المحاصة الطائفية في توزيع الدوائر، ويمّكن جميع القوى السياسية ذات التأثير في المجتمع من أن تجد لها تمثيلاً في المجالس المنتخبة، بما يتناسب وثقلها في المجتمع، بما يعكس التعددية السياسية والاجتماعية للمجتمع البحريني.
فيما دعت جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إلى المضي بالتظاهرات السلمية اليوم الاثنين.
ورغم أن العاهل البحريني الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة قد أصدر يوم الجمعة الماضي قرارًا يقضي بصرف ألف دينار بحريني (2652 دولارا أميركي) لكل أسرة بحرينية بمناسبة الذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني، إلا أن ذلك لم يثن الكثير ممن عزموا على الخروج في المظاهرات عن أمرهم، حيث لا زالت الدعوات تتوالى وخصوصاً عبر قنوات الانترنت للخروج سلمياً.
ودوات السلطات الرسمية في البحرين الداء بالأمر نفسه حين استخدمت الانترنت وصفحات تويتر للتواصل مع المحتجين والداعين للتظاهرات، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن هناك من ينشر صورا قديمة ومجهولة على أنها حدثت اليوم في البحرين، مؤكداً أن ذلك "كذب".
وطمأن الوزير على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي تويتر اليوم إلى أن البحرين بخير. وأكد وزير الخارجية أن استخدام "تويتر" منفذا للمطالب الإنسانية المشروعة هو شيء "غاية في التحضر"، لكنه وجه إنتقاداً حاداً لمن يستخدمونه للدعوة إلى "الفوضى والعنف والخراب والعصيان".
في حين ذكرت الداخلية البحرينية على حسابها على موقع "تويتر" أن مسيرة غير مرخصة تضم حوالي 100 شخص هاجمت الشرطة في منطقة كرزكان في المحافظة الشمالية وأصيب على إثرها ثلاثة من رجال الأمن. وأكدت أن رجالها أطلقوا رصاصاً مطاطياً، الأولى كانت تحذيرية وأخرى ارتدت من الأرض وأصابت أحد المتظاهرين.