أسّسوا أخيرًا موقعًا الكترونيًا بديلاً يحمل اسم «أوبنليكس»
منشقون يؤكدون أن جوليان أسانج طاغية مهووس يهدد بالقتل
صلاح أحمد
لا يكفّ مؤسس «ويكيليكس» عن إثارة الجدل بمسلكه الشخصي. ففي غمرة اتهامه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي في السويد، يخرج ساعده الأيمن سابقًا بكتاب يتهمه فيه بأنه صار مهووساً بنفوذه، ولا يتورّع عن الابتزار والتهديد بالقتل. وفي ديسمبر افتتح منشقون عن أسانج موقعًا بديلاً عرف باسم «أوبنليكس».
دانيال دومشايت - بيرغ مقرب سابق من أسانج يتهمه بالإجرام والهوس
صلاح أحمد من لندن: كان دانيال دومشايت - بيرغ يعتبر الساعد الأيمن لمؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج، لكن الخلافات فرّقت بينهما في سبتمبر/أيلول الماضي. والآن أصدر الأول كتابًا، قال فيه إن هذا الأخير لا يتردد في ابتزاز الناس حوله، وأنه هدده شخصيًا بالقتل.
يوضح دومشايت - بيرغ (33 عامًا)، وهو خبير في تكنولوجيا المعلومات، ألماني الجنسية، أن الشهرة والنفوذ اللذين حصل عليهما أسانج، القرصان الإلكتروني الأسترالي الشهير، حوّلاه إلى ديكتاتور مهووس بالسلطة. يأتي كل هذا في كتاب جديد بعنوان «داخل ويكيليكس: فترتي مع جوليان أسانج في الموقع الأكثر خطورة في العالم»، يبدأ توزيعه في بريطانيا خلال الأسبوع الحالي وفقًا لما ذكرته وسائل إعلامها.
وكان الرجلان قد التقيا للمرة الأولى خلال «مؤتمر» للقراصنة الالكترونيين في برلين، وجمعتهما أواصر الصداقة، بحيث إن أسانج عاش فترة من الزمن في منزل دومشايت - بيرغ في فيسبادن. ولكن عندما دبّ الشقاق في علاقتهما، بسبب ما يسوّقه هذا الأخير من دكتاتورية أسانج وهوسه بالسلطة، هدده الصحافي الأسترالي بتعقبه وتصيده وقتله، كما يرد في الكتاب الجديد.
ويوجّه المؤلف اتهامًا خطرًا آخر إلى أسانج (39 عامًا) يقول فيه إنه يسعى إلى جمع أكبر قدر من المعلومات عن الناس من حوله بغرض ابتزازهم، في حال أداروا ظهورهم له، أو شعر بأنهم صاروا يشكلون خطرًا عليه بشكل أو بآخر. ويذكر أن أسانج هدد الأسبوع الماضي برفع دعوى قذف على صحيفة «غارديان» البريطانية، بعدما نما لعلمه أن كتابًا يعده اثنان من صحافييها يتهمه بأنه يدعو إلى قتل أولئك الذين تثبت وثائق ويكيليكس أنهم جواسيس أو مخبرون.
يقول دومشايت - بيرغ في كتابه إن أسانج صار أوتوقراطيًا، لا يخضع نفسه للمحاسبة، ولا يقبل مخالفته الرأي، وأنه مدمن على الكذب، واستغلالي، وتحلو له المباهاة بعدد النساء اللائي ضاجعهن، واللائي أنجبن أبناء منه. كما يلفت المؤلف إلى أن أسانج، وهو عازب، حريص في ما يبدو على أن يكون له أبناء في كل من قارات العالم الخمس.
من جهته، يؤكّد موقع «غوكر» الإلكتروني أن لأسانج أربعة أبناء على الأقل بين سنّي ستة أشهر و20 عامًا. ويأتي في سيرته على الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» أن الثابت أن له ابنًا من صديقة أسترالية سابقة انفصلت عنه بعد اعتقاله وإدانته بالقرصنة الإلكترونية في 1991، وخاض ضدها معركة قضائية مطولة بشأن حضانته.
إلى ذلك، يوضح دومشايت - بيرغ أنه عندما ترك ويكيليكس في سبتمبر الماضي، أخذ معه برمجيات حيوية وأكثر من 3500 وثيقة سرية، وأنه تمكن من إقناع عدد من أهم كتّاب البرمجيّات بالانشقاق معه. وقال إن كل هذا أصاب ويكيليكس بحالة أقرب إلى الشلل.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، افتتح دومشايت - بيرغ مع هؤلاء المنشقين، وأبرزهم هيربرت سنوراسون، موقعًا بديلاً لويكيليكس باسم Openleaks «أوبنليكس». وكما هو الحال القديم، فإن هذا الموقع يتيح لمختلف الجهات تسريب أسرارها. لكنه يختلف في أنه لن يستضيف الوثائق بنفسه، وإنما سيعمل وسيطًا بين هذه الجهات ومختلف وسائل الإعلام.
وقتها صرّح دومشايت - بيرغ وسنوراسون لوسائل الإعلام بقولهما إن المؤسسة الجديدة «ستدار بشكل ديمقراطي من سائر أعضائها بدلاً من مجموعة محدودة العدد أو شخص واحد». وأضافا بالقول «أعلنا انشقاقنا عن ويكيليكس لأن العديد من الأعضاء كانوا يشعرون بعدم الرضا عن الأسلوب الذي يدير به جوليان أسانج الأمور».
إثر هذا، بعث أسانج لجميع الأعضاء الباقين برسالة تقول «أنا القلب والروح في هذه المؤسسة. أنا مؤسسها وفيلسوفها والناطق باسمها ومشفّرها الرئيس ومنظّمها ومديرها وممولها وكل الأشياء عدا هذا. إذا كانت لديكم مشكلة معي... فاذهبوا إلى الجحيم».