كيف دعمت "أونا" نظام بنعلي؟
المغرب وتونس: لهوا معدبني
أحمد نجيم
العلاقات المغربية مع نظام بنعلي لم تكن سياسية فقط، بل اقتصادية. كان لمؤسسات يملكها الملك علاقة وطيدة مع شركات لمقربين من بنعلي. "كود" توضح الصورة.
صخر الماطري رفقة زوجته بنعلي في مهرجان فاس
ينسى المتتبعون أن العلاقات القوية التي كانت تجمع المغرب وتونس حركتها لسنوات مصالح اقتصادية، فالتعاون بين رئيسي الدولة الملك محمد السادس والرئيس زين العابدين بنعلي كان كبيرا من خلال مجموعة "أونا. إسي إن إي" (الشركة الوطنية للاستثمار) وبين شركات صخر الماطري، صهر بنعلي.
فهذا الأخير كان مساهما في بنك "التجاري بنك" ("بنك الجنوب سابقا)، وهو الفرع التونسي للبنك الأم "التجاري وفا"، كما أنه كان عضوا في مجلس إدارته إلى أن هرب بن علي وانهار نظامه أخيرا. وقال خبير مالي تونسي إن صخر الماطري مدين كثيرا في ثورته التي راكمها في السنوات الأخيرة، إلى فرع "التجاري وفا" فرع مجموعة "أونا إس إن إي".
صخر الماطري تزوج من نسرين بنعلي سنة 2004، وقد اشترى سنة 2005 بثمن قليل كما أوضح خبراء ماليون تونسيون 9،16 في المائة من رأسمال "بنك الجنوب" التونسي، بعد أن تخلت "بانكا مونتي دي باسكي دي سيينا" عن حصتها. ما دفع صخر الماطري حتى فرنك، كثر من هاد الشي البنك كيسلفو باش يزيد فمساهمتو فيه.
بعد أشهر قررت الدولة التونسية خوصصة البنك، وفاز "التجاري وفا بنك" بالصفقة، بالإضافة إلى نصيب الدولة، كان على البنك المغربي أن يؤدي حصة صخر الماطري (16,9 في المائة) بثمن مضاعف ثلاث مرات عن الثمن الذي كان قد دفعه، هكذا ربح صهر زين العابدين 17 مليون أورو. هاد لحصيصة لكبيرة خلاتو يدير يدو على قطاع آخر هو توزيع السيارات، فأنشأ "النقل للسيارات"، وهي الشركة التي جعلته يؤسس لمجموعته "بيرنسيس هولدينك". أخبار راجت في صالونات رجال الأعمال ذهبت إلى أن خالد الودغيري، الرئيس المدير العام ل"التجاري وفا" كان ضالعا في أكبر عملية "جريمة للسبق التفضيلي" شهدتها تونس. ويرجح البعض إلى أن هذه الجريمة كانت وراء طرده من "التجاري وفا".
لكن العلاقات بين "التجاري" وصهر بنعلي لم تتوقف عند حد اقتناء غالبية أسهمه (ظل يحتفظ ب3 في المائة من فرع البنك المغربي في تونس) "بالإضافة إلى عضويته بمجلس الإدارة، كان صخر الماطري أكبر زبناء البنك" يؤكد مسؤول تونسي بأحد البنوك بالعاصمة. وقد أكدت العدالة التونسية هذا الكلام من خلال حصول "التجاري" قبل أيام على قرار بالحجز على ممتلكات "برينسيس هولدينك"، وتصل قيمة ديون المجموعة التونسية إلى 138 مليون دينار تونسي، ما يعادل 800 مليون درهما.
علاقة صخر الماطري بمسؤولي "أونا" لم تتوقف عن دعم استثماراته في تونس، بل مهدوا إليه الطريق لدخول البورصة في المغرب. يتذكر رجال المال والأعمال يوم 13 يوليوز 2009، حيث دخلت هذه الشركة إلى بورصة الدار البيضاء عن طريق "التجاري وفا بنك". كان الجميع يعرف أن دعم صخر الماطري هو دعم للرئيس زين العابدين بنعلي، فالمجموعة الملكية كانت وجهت له الدعوة لحضور مهرجان فاس للموسيقى الروحية.
وقد حظيت أسهم الشركة التونسية بإقبال المغاربة، هناك 8 آلاف شخص وبعض المستثمرين المؤسساتيين اقتنوا أسهما في "النقل للسيارات". مع التراجع الكبير لقيمة هذه الأسهم يبقى السؤال هو من سيؤدي فاتورة هذا التراجع؟ بالتأكيد لن يكون البنك الملكي "التجاري وفا