بين السيدات التي تتراوح أعمارهن بين 55 و74 عاماً
أعراض سن اليأس تقلل 50% من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي
القاهرة - منال علي
أكد باحثون بمركز فريد هتشينسون لبحوث السرطان بسياتل بالولايات المتحدة أن السيدات اللاتي تعانين من الومضات الساخنة وأعراض سن اليأس الأخرى تقل لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 50%، قائلين "نعلم أن الهرمونات مهمة لمخاطر سرطان الثدي كما نعلم أن أعراض سن اليأس تحدث بسبب تغيرات في الهرمونات التي تحدث للسيدات عند بلوغ سن اليأس", صرح د. كريستوفب لي كاتب الدراسة وأستاذ سرطان الثدي. وأضاف أنه لأول مرة يدرس الباحثون في العلاقة بين أعراض سن اليأس ومخاطر الإصابة بسن اليأس.
ويقول الباحث: "إذا أمكننا تأكيد هذه النتائج سيكون ذلك مهماً للسيدات اللاتي يتعرضن لأعراض سن اليأس لأن مثل تلك الأعراض تؤثر على كفاءة الحياة لديهن".
في الدراسة التي نشرت أخيراً في الطبعة الإلكترونية لـCancer Epidemiology Biomarkers and Prevention قام فريق لي بسؤال 1437 سيدة في مرحلة ما بعد سن اليأس منهم 988 سيدة تم تشخيص حالتهن بسرطان الثدي.
السيدات في أعمار تتراوح بين 55 إلى 74 سنة تم سؤالهن عن أعراض سن اليأس التي تتضمن الومضات الساخنة والعرق في الليل والجفاف المهبلي وعدم انتظام وشدة الحيض والشعور بالإحباط والقلق. وقد وجد الباحثون أن السيدات اللاتي تعرضن لأكثر الأعراض شدة مثل الومضات الساخنة يتعرضن لأقل مخاطر للإصابة بسرطان الثدي. فالسيدات اللاتي تعانين أعراض شديدة لسن اليأس تقل لديهن مخاطر الإصابة بأكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً بنسبة 50% بالمقارنة بالسيدات اللاتي لم تعانِ من تلك الأعراض على الإطلاق.
في عام 2002 تم إيقاف دراسة عن العلاج ببدائل الهرمونات (الإستروجين والبروجستين) بسبب زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي للسيدات اللاتي يتناولن تلك العلاجات الهرمونية. ويقول د. لي: "حيث إنه من المعروف أن الإستروجين والبروجستين يلعبان دوراً في الإصابة بسرطان الثدي فإن تقليل تلك الهرمونات التي تثير أشد أعراض سن اليأس تعطي حماية".
بالإضافة لتلك العلاقة بين أعراض سن اليأس ومخاطر الإصابة بسرطان الثدي تظل قوية حتى مع وضع عوامل أخرى في الاعتبار مثل الوزن واستخدام علاجات بدائل الهرمون.
ويعلق د. لي قائلاً إن هذه النتائج تخبرنا بالكثير عن أسباب ووسائل تجنب سرطان الثدي. "إلا أننا لا نعني من هذه الدراسة محاولة إحداث أعراض سن اليأس لتقليل مخاطر سرطان الثدي. ولكن إذا أمكننا فهم أكثر للميكانيكية البيولوجية المؤدية لذلك لأمكننا وضع استراتيجيات وقائية من المرض".
ويعلق د. ستيفان جليك، الأستاذ بمركز سيلفستر للسرطان بجامعة ميامي، على الدراسة قائلاً إنها تقدم الجديد في فهم المزيد عن سرطان الثدي كما أنها تؤكد الشكوك السابقة في زيادة مستويات الإستروجين على زيادة مخاطر سرطان الثدي. "إلا أننا ليس لدينا دليل على أن السيدات اللاتي لديهن مستوى منخفض من الإستروجين تقل لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي".
ويؤكد د. جليك مدى انخفاض مخاطر الإصابة بهذا المرض, "فالسيدات في عمر الـ50 تواجهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 2% فإذا ما كن ممن تعانين من أعراض سن اليأس فهذا يعني انخفاض نسبة مخاطر الإصابة بالمرض إلى 1%.
ومن ثم فعلى السيدات اللاتي تعانين من أعراض سن اليأس أن يتفهمن أنها مسألة طبيعة قد تعني انخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. بمعنى أنها بيولوجياً أمر جيد.