في أوَّل لقاء له بعد إنتقاده بسبب مواقفه السياسيَّة طلعت زكريا:لست نادمًا على موقفي ولا أخشى دعوات المقاطعة

في أوَّل لقاء له بعد إنتقاده بسبب مواقفه السياسيَّة
طلعت زكريا:لست نادمًا على موقفي ولا أخشى دعوات المقاطعة
أحمد عدلي من القاهرة


خصَّ الفنان المصري، طلعت زكريا، "إيلاف" بأوَّل لقاءٍ له بعد إنتقاده بسبب موقفه من الأحداث الَّتي عصفت بمصر، وأدَّت إلى سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

القاهرة: قال الفنان المصري، طلعت زكريا، أنه ليس نادمًا على تصريحاته حول تحويل ميدان التحرير إلى وكرٍ للدعارة والمخدرات، التي أثارت جدلًا كبيرًا، مؤكدًا أنه قال ما شاهده، وأوضح طلعت في أول حوار له خصص به "إيلاف"، بعد هدوء الأوضاع نسبيًا في مصر، أنه نزل الى ميدان التحرير في إحدى الأيام وشاهد ذلك بعينه، مؤكدًا أنه عند موقفه حول ضرورة شكر الرئيس المخلوع مبارك لما حققه من انجازات.

هل ندمت على تصريحاتك مع الإعلامي، أحمد شوبير، ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، وإدعاءك أنهم حوَّلوا الميدان إلى وكر للمخدرات والدعارة ؟
لم أندم على قول حقيقة التي شاهدتها بعيني وأعلنتها للرأي العام، تصريحاتي أسيء فهمها، ولكني لست نادمًا عليها لأنها كانت واضحة ومحددة، قلت أنني شاهدت ذلك في إحدى الأيام التي نزلت فيها إلى الميدان وكان عدد المتظاهرين يومها قليل وشاهدت هذا، لذا خفت على شباب التحرير أن يتأثروا به، لذا حذرت منه في التليفزيون.

إذا لم تكن مؤمنًا بمطالبهم ؟
على العكس تمامًا، مطالبهم لم تختلف كثيرًا عن مطالبي التي سبق أن عرضتها في فيلم "طباخ الريس"، وهي مكافحة البطالة، والفقر، وارتفاع الأسعار، والمساكن العشوائية، والفساد، وهذه المشاكل عرضتها على الرئيس مبارك خلال لقائي به في سبتمبر الماضي.

قلت بأن الرئيس السابق حسني مبارك أكد لك أنه لن يترشح إلى الانتخابات المقبلة، لماذا لم تصرح بذلك من قبل ؟
لم يصرح لي بذلك فقط، وإنما أكد أن نجله جمال لن يترشح في الانتخابات أيضًا ليفسح المجال الى وجوه جديدة للعمل خلال الفترة المقبلة، ورحبت بهذا القرار لأنه يصب في مصلحة مصر.

هل أيدت قرار تنحيه ؟
بالفعل، لأن استمراره في الحكم أكثر من ذلك كان سيؤدي إلى كوارث لا يعلم مداها إلا الله في ظل استمرار حالة الغضب، لكني كنت أطالب الشعب الانتظار حتى تنتهي ولاية الرئيس، لأننا لابد أن نحترم الوالد على الرغم من أخطائه، لأنه في النهاية هو أب لكل المصريين، وكان من الأفضل أن يخرج بسلام واحترام من السلطة، لاسيما وأنه قدَّم لمصر الكثير من الخدمات الجليلة التي يجب أن نردها له، وأعتقد أن الكثيرين أصبحوا يؤيدون الرئيس في هذا التوقيت.

كيف ترى وضع اسمك على القائمة السوداء أو "قائمة العار" التي أطلقها المعتصمون؟
لا اعترف بهذه القائمة وبمن وضعوها، لأنهم لم يتحدثوا مع الشخصيات التي وضعوا فيها ليعرفوا وجهة نظرهم، كما أننا نتحدث عن تقبل الرأي والرأي الآخر في دولة ديمقراطية نحلم جميعا بها، لم أعط للموضوع أية أهمية، وكل ما يشغلني خلال الفترة المقبلة هو أن أشارك في بناء بلدي من جديد.

ما هو رد فعل زوجتك وأولادك ؟
يطالعون ما يكتب عبر الانترنت، لكنهم يتفهمون موقفي، وأنني صادق، ولم أتحول مثل الكثيرين الذين تحولت مواقفهم بعد تنحي الرئيس، ومن خلالكم أدعو كل الشباب المختلف معي في الرأي للحوار والنقاش، لأنني أثق فيهم وفي قدرتهم على قيادة البلاد إلى مستقبل أفضل.

من ترشح رئيسًا للجمهورية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية ؟
سأختار رئيس الجمهورية المقبل وفقًا لجدوله الانتخابي الذي يعلنه أمام الشعب، وأثق في قدرة الشعب على التمييز بين المرشحين، لأن لديه حاسة استشعار للتمييز بين الوطني الحقيقي وبين من يدعي الوطنية.

هل تخشى أن يؤثر ما حدث على فيلمك الجديد "الفيل في المنديل"، لاسيما مع انطلاق دعوات لمقاطعته من قبل شباب 25 يناير؟
بداية أوضح أن هذا الشباب هو جمهوري الذي صنعني ودخل أفلامي، لذا لا يمكن أن أسيء لهم، وأؤكد مجددًا أنني احترمهم بشدة لأنهم أحدثوا ثورة أشاد بها العالم كله، أما بالنسبة للفيلم فلا أخشى ذلك لأنني لا أخاف من جهة، ومن جهة أخرى، الشعب المصري يشكل أكثر من 85 مليون، فإذا استجاب للمقاطعة مليون أو اثنين أو أكثر، فلن يؤثر ذلك لأنني لن أجبر أحد على الدخول لمشاهدة فيلمي، لكنني أثق في أن هناك كثيرين يتفهمون أهمية الحوار، واحترام وجهات النظر، والاختلاف في الرأي.

هل انتهيت من تصويره ؟
انتهيت من تصيره قبل بداية الثورة، ولم يبق سوى وضع الموسيقى التصويرية له، وإجراء بعض الفنيات المتوقع الإنتهاء منها قريبًا، وقد حددنا بداية شهر يوينو المقبل موعدًا العرض.

ماذا عن دورك فيه ؟
أقوم بدور "سعيد حركات"، وهو شاب مصري يحب بلده بشدة، ومتأثر بـ"رأفت الهجان"، و"جمعة الشوال"، ويقوم جهاز المخابرات بتكليفه بمهمة يؤديها على أكمل وجه، وينجح فيها.