مخاوف من أن تمهد لحرف مسار التظاهرات المطلبية إلى عنف صورة الصدر بلباس عسكري وتأكيده صحتها يشعل القلق في الشارع العراقي

مخاوف من أن تمهد لحرف مسار التظاهرات المطلبية إلى عنف
صورة الصدر بلباس عسكري وتأكيده صحتها يشعل القلق في الشارع العراقي


الزعيم العراقي الشاب مقتدى الصدر باللباس العسكري
بغداد ـ جعفر النصراوي
طالما حاول البعض الربط بين الزعيم العراقي الشاب مقتدى الصدر ولأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من حيث التوجهات ونبرة الخطاب الحادة والشعارات المرفوعة وحتى زي رجال الدين الشيعة المميز بالعمامة السوداء. وبعد نشر صورة للصدر، وهو بلباس المقاومة اللبنانية، او على الاقل باللباس العسكري والتي اكد صحتها الصدر نفسه عبر استفتاء اجري حولها نشر على المواقع التابعة للتيار الصدر،ي ازدادت التكهنات والقراءات من جهة التوقيت التي نشرت به الصورة وهو التوقيت الذي يعيش فيه معظم العالم العربي حالة من الهيجان والتظاهرات هنا وهناك ومن جهة التهديدات المعلنة وغير المعلنة بين قطبي الصراع الاسرائيلي العربي، بخاصة بعد انهيار النظام المصري.
الشارع العراقي، وبعد دعوة الصدر أنصاره للخروج في تظاهرات لتغيير الواقع الخدمي المزري الذي تعيشه البلاد، اخذ بالهيجان أكثر وأكثر، والتحول في تظاهرة واسط الأخيرة، الى عنف واحراق للمكاتب الحكومية، دليل على ذلك.
والمتابع للشأن العراقي يرى بوضوح أن التظاهرات وان حدثت في العراق فان كانت بمنأى عن مشاركة الصدريين فإنها تكون عادة هادئة وتنتهي بسلام، كون المتظاهرين دائما يعتمدون الأسلوب الهادئ لان أكثرهم لا يجد من يدعمه في حالة تطور الأحداث إلى عنف. أما التيار الصدري فالأمر يختلف كون غالبية أنصار التيار هم ثوريون بطبعهم ولديهم الاتجاه للعنف، بخاصة عند استفزازهم من أي جهة أخرى.
انتظار مرتقب ليوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وهو الموعد الذي حدده بعض العراقيين للخروج بتظاهرات ليس لإسقاط النظام كما حصل في مصر وإنما وبحسب الشعارات المطروحة للداعين الى التظاهر الهدف هو إصلاح النظام. وهنا تأتي التفسيرات هل الإصلاح هو اسقاط حكومة المالكي غير المكتملة لحد الان؟ ام للاخلال بالقاعدة التي اعتمد عليها المالكي للحصول على اصوات الغالبية الا وهي الحكومات المحلية التي تشكلت في عدة محافظات عراقية والتي تدين بالولاء للمالكي، وبالتالي محاولة اسقاطها؟ ام لاعادة هيكلة هذه الحكومات لتكون ذات اتجاه اخر؟ ومن هنا ياتي قلق الشارع العراقي بان تتحول التظاهرات الى احداث عنف فيما لو شارك الصدريون فيها ويعود العراق الى المربع الاول حيث الانفلات الامني كما شهدته أعوام 2004 -2005.
الصدريون من جهتهم، وبحسب الناطق الرسمي للتيار، صلاح العبيدي قال ان الدعوة التي وجهها الصدر لا ترتبط بيوم الخامس والعشرين من يناير وانما هي دعوة مفتوحه الهدف منها اصلاح الاوضاع الخدمية للمواطن العراقي كونه بحاجه الى هذه الخدمات، نافيا في الوقت نفسه ان يكون التيار يسعى لاسقاط المالكي، كونه حليفا له في هذه المرحلة على الاقل، ونافيا كذلك ان يكون للصدريين يد في ما حصل في تظاهرة الكوت الدامية.
وفيما يرى كثيرون في الشارع العراقي ان سوء الاوضاع هو الاختلاف السياسي بين ممثلي اطياف الشعب العراقي في البرلمان وعدم سعيهم للعمل من اجل الهدف الذي تواجدوا تحت قبة البرلمان من اجله الا وهو تقديم الخدمة للشعب الذي انتخبهم بل الهوا نفسهم بالتوافق على المناصب الحكومية وما ينتج عنها من منافع مالية كانت او معنوية تتمكن من خلالها الجهات السياسية بالاستمرار في اللعبة السياسية لفترة اطول يرى اخرون ان الحكومة تسعى جاهدة لتلافي سوء الخدمات ولكنها تحتاج الى فترة اطول لتحسينها.
يذكر ان مقتدى الصدر كان عاد الى العراق بعد ان أمضى سنوات في ايران للتفرغ للدراسة الحوزوية بحسب انصاره. وبحسب متابعين أن الهدف كان التخلص من تبعية حادثة مقتل رجل الدين الشيعي مجيد الخوئي في النجف والذي صدر على اثرها امرا بالقاء القبض على مقتدى الصدر من قبل محكمة جنائية عراقية، وبخاصة بعد ان واجه الصدريون عمليات عسكرية عدة قامت بها القوات الامنية العراقية كـ"صولة الفرسان" وغيرها، والتي قادها المالكي لاعتقال غالبية مقاتلي "جيش المهدي" في حينه والتي نتج عنها اعتقال المئات من انصار التيار الصدري في العراق
الا ان الصدر ما لبث ان عاد الى ايران بعد ان تواردت اخبار عن عدة محاولات لاغتياله البعض القى تبعيتها على جماعة "عصائب اهل الحق" المنشقة عن التيار الصدري بزعامة قيس الخزعلي والبعض القى التبعية على الجماعات المتطرفة المسلحة ومنها دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في العراق.