رغم تقديرات بأنها تقارب 11 مليار دولار وأنه يتجنب إغضاب الروس
ثروة أبراموفيتش: 72 مليون جنيه استرليني، 10 منازل، 4 سيارات، و7 يخوت
العرب اليوم
إبراموفيتش مع صديقته داريا زوكوفا
لندن ـ ماريا طبراني
أعلن الملياردير الروسي الشهير رومان إبراموفيتش عن تفاصيل ثروته الهائلة للمرة الأولى، وهو الإعلان الذي أثار حالة كبيرة من الغضب في الشارع الروسي بسبب الثراء الفاحش الذي يعيش فيه الرجل في دولة يعيش معظم سكانها في حالة اقتصادية سيئة، وكذلك الشكوك في أنه لم يعلن الرقم الحقيقي لثروته التي كانت تقدر بـ11 مليار دولار ، قبل أن يعلن أخيراً أنها 72 مليون جنيه "فقط"، مع التنبه إلى أنه أغفل ذكر تفاصيل أسطوله الضخم من السفن عابرة المحيطات والطائرات الخاصة والمروحيات، مما جعل الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف يسخر من إبراموفيتش ويصفه بأنه رمز لفجور الثراء في الاتحاد السوفيتي.
ويأتي إعلان إبراموفيتش مالك نادي تشيلسي الإنكليزي في إطار قوانين مكافحة الفساد الروسية، والتي أجبرته عن الكشف عن ممتلكاته إذا ما أراد إعادة الترشح للبرلمان الإقليمي لمقاطعة تشوكوتكا التي كان حاكمها في فترة سابقة، ويأمل مساعدو الملياردير الشاب أن يحسّن التقرير من شعبيته في روسيا، لاسيما وأنه ينفي ملكية أشياء كثيرة يعتقد الناس بالخطأ أنه قد ضمها لأملاكه.
ويكشف تقرير الثروة أن الجانب الأكبر من أملاك إبراموفيتش يوجد في بريطانيا وليس روسيا، حيث يملك في بريطانيا ست شقق ومنزل واحد، مقابل أربعة منازل في روسيا وثلاثة في فرنسا واثنين في الولايات المتحدة، وتبلغ مجموع مساحات الشقق التي يمتلكها 1426 متر مربع، وتقول تقارير أنه ينوي تحويل الشقق التي يملكها في منطقة بيلغرافيا إلى قصر ضخم بتكلفة 150 مليون جنيه استرليني ليعيش فيه مع صديقته داريا زوكوفا، وتوجد تكهنات أن إبراموفيتش قد فقد الكثير من أملاكه في بريطانيا أثناء تسوية الطلاق مع زوجته السابقة والأم لخمسة من أبنائه الستة.
تضم القائمة المعلنة للمتلكات منزلا بالقرب من موسكو كان يخص الزعيم السوفيتي القديم ليونيد بريجنيف، ومنزل على الطراز الكاريبي في جزيرة سانت بارتيليمي الفرنسية بقيمة 56 مليون جنيه استرليني، ومنزل آخر في جنوب فرنسا قيمته 30 مليون جنيه استرليني كان يخص دوق ويندسور، بالإضافة إلى منتج للتزلج في كلورادو الأميركية. أما رصيد الأموال المعلن فيشمل 72 مليون جنيه استرليني سائلة في 22 بنكا مختلفا حول العالم، و25 مليون جنيه استرليني حصة أسهم في شركات مختلفة.
وعلى الرغم من الأرقام الهائلة إلا أن المجموع لا يزال أقل بكثير مما ذكرته مجلة "فينانس" الاقتصادية الروسية، والتي قدرت ممتلكات إبراموفيتش بقيمة 11 مليار جنيه استرليني، منها 402 مليون جنيه هي السعر التقريبي لنادي تشيلسي، مما جعل جون مان المتحدث الرسمي باسم الملياردير الشاب يتمنى أن تساعد الأرقام المعلنة على تقليل التقديرات الخاطئة التي يضعها منتقدو إبراموفيتش.
ولكن يبدو أن الأرقام المعلنة لم تكن كافية للصحافة الروسية، فقد تسائلت صحيفة "موسكو تايمز" عن سر عدم ذكر أسطول السفن العابرة للمحيطات الذي يملكه إبراموفيتش، وعلى رأسها اليخت "إكليبس" الذي يعد أضخم يخت في العالم ويحمل غواصة صغيرة خاصة به، وكذلك أشارت الصحيفة إلى عدم ذكر إعلان الثروة على الطائرة بوينغ 767 التي يملكها الملياردير الشاب، ومعها مجموعة كبيرة من المروحيات القادرة على الهبوط على سطح السفن، ولم يذكر إبراموفيتش في تقريره كل هذه المركبات واكتفى برصد سبعة سيارات في بند وسائل الانتقال، منها سيارتين بي إم دابليو وسيارة مرسيدس ليموزين.
وقد رد المتحدث الرسمي على الانتقادات بأن التقرير الحكومي المطلوب من أجل الانتخابات لم يتطلب من إبراموفيتش رصد اليخوت والطائرات، وهو الرد الذي سخرت منه الصحافة بسبب قيام إبراموفيتش برصد قارب قديم عمره 19 عامًا ضمن وسائل الانتقال، وهو ما يتعارض مع تصريحات المتحدث.
وقد سخر الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف من ثروة إبراموفيتش، حيث اعتبره الصورة المثالية لسياسات رئيس الوزراء فلاديمير بوتين والرئيس ديمتري ميدفيديف، وقال غورباتشوف أنه يشعر بالخجل مما أسمها بـ "فجور الثراء" في روسيا، والذي يسيئ لصورة الدولة، في الوقت نفسه الذي أبدى فيه المواطنين الروسيين دهشتهم من حجم أملاك إبراموفيتش، خاصة مع تناقضها مع آخر إعلان ثروة والذي قدمه عام 1998 وقال فيه أنه لا يملك أي ملكيات بإسمه سوى سيارة قديمة من طراز لادا، فوصف شخص الأرقام المعلنة بأنها خطيرة لدرجة قد تؤدي لثورة، بينما سخر آخر من تركز ملكيات وأعمال الملياردير الشاب في بريطانيا، مطالبًا إياه بالترشح في الانتخابات البريطانية بدلا من الروسية.