حليفتها الرئيسيّة وقاعدة أسطولها في الخليج
أميركا تتابع عن كثب الاضطرابات في البحرين
العرب اليوم
إحدى سفن الاسطول الخامس الأميركي في البحرين
واشنطن ـ عادل سلامة
أبدت الولايات المتحدة قلقها العميق من الاضطرابات في البحرين، التي تستضيف أسطولها الخامس، وهي الحليف الاستراتيجي لها الذي يحمل نهايات خطوط إمداد النفط من الخليج، كما أن فيها العديد من المقرات البحرية الأميركية. وتقوم السفن الحربية والطائرات المقاتلة الأميركيّة بتنفيذ،إنطلاقاً منها، مهمات بعيدة المدى في جميع أنحاء أفغانستان والعراق، ودوريات لمكافحة القرصنة قبالة القرن الأفريقي، ومراقبة الأنشطة الإيرانية العدوانية.
وينتشر الأسطول الخامس في البحر، وبطائراته في الجو عبر مساحة 2,5 مليون ميل مربع من المياه. ويعيش الأميركيون من دون أي عزلة في المنامة، المدينة المفتوحة والمرحبة اجتماعيًّا بالأجانب مقارنة مع دول عربية أخرى أكثر تحفظاً.
وبينما يحاول ضباط البحرية الأميركية الخروج من المأزق في البلاد بعد اندلاع المظاهرات، التي تشتكي فيها الغالبية الشيعية من سوء إدارة القيادة السياسية للبلاد, إلا أن الولايات المتحدة لا ترى حتى الآن أن الاضطرابات في البلاد عدائية ضدها, على الرغم من ستة عقود من العلاقات القويّة مع النخبة السنيّة الحاكمة في البلاد.
وتقول المتحدثة باسم الأسطول الخامس آمي ديريك فروست " إننا نراقب ماذا يحدث في البحرين، المتظاهرون والمحتجون ليسوا ضد الولايات المتحدة أو الجيش الأميركي أو أي شيء من هذا القبيل ".
وقد تم إخطار الموظفين العسكريين والمدنيين في وزارة الدفاع والمقاولين وعائلاتهم البالغ عددهم 6100 شخص عدم الذهاب إلى الأماكن التي يتخذها أو يوجد بها المتظاهرون, ولكن حتى وقت متأخر من، الخميس، لم تصدر أوامر لهم بالإجلاء عن البلاد.
وتقول المتحدثة باسم دعم النشاط البحري، والتي تشرف على المجمعات العسكريّة، جنيفر برايد "ليس لدينا أيّة معلومات في هذا الوقت يمكن أن توحي بأن الاحتجاجات المزمعة من المرجح أن تسبب اضطرابات كبيرة في البلاد، وسنواصل مراقبة الوضع".
والبحرية الأميركية موجودة في البحرين منذ عهد الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت, قبل أن يحتلوا قاعدة عسكرية بريطانية شرق المنامة في العام 1971, عندما حصلت البلاد على الاستقلال الكامل. والقاعدة البحرية موجودة على مساحة 100 فدان في منطقة الجفير, الضاحية الواقعة على بعد ستة أميال من ميدان اللؤلؤ في وسط العاصمة المنامة، حيث هوجم آلاف المتظاهرين، معظمهم من الشيعة، من قبل قوات الأمن في وقت مبكر من صباح الخميس.
وتشتمل المهام الواسعة للأسطول الخامس على القتال، ومكافحة الإرهاب، والدعم الجوّي للعمليات القتالية في أفغانستان والعراق، ومكافحة القرصنة، والتدريبات العسكرية مع الحلفاء في المنطقة بما في ذلك البحرين.
ويقضي الأسطول معظم وقته في مراقبة اثنين من أكثر القطع احترافًا في أسطول البحرية الإيرانية، التي تحرشت بالبحريّة الأميركية في السنوات الأخيرة. ووقعت الولايات المتحدة والبحرين في عام 1991، اتفاقًا للدفاع لمدة عشر سنوات، والذي يشتمل على تدريب القوات الأميركية للقوات البحرينية، وتم تجديد الاتفاق في العام 2001، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس.
وتقول دراسة لخدمة الأبحاث صدرت في الشهر الماضي "إن البحرين لديها بعض الخيارات الأمنية الخارجية القليلة, خلاف الاعتماد على درجة معينة من الضمان الأمني من الولايات المتحدة، وتصنف الولايات المتحدة البحرين على أنها حليف رئيسي من خارج حلف الناتو، وتوفر كميات صغيرة من المساعدات الأمنية لمملكة البحرين ".