متهمًا الـ"سي آي إيه" بالكذب حول العميل العراقي "كيرفبول"
فيشر يؤكد علم أميركا بشكوك ألمانيا بشأن أسلحة العراق البيولوجية
العرب اليوم
وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر
برلين ـ جورج كرم
اتهم وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر، رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" الأسبق جورج تينيت بأنه يختلق أكاذيب لا يمكن تصديقها، فيما يتعلق بطريقة تناول الولايات المتحدة لقضية العميل العراقي المعروف باسم "كيرفبول" كاسم حركي. وكان جورج تينيت، الذي أدار الـ"سي آي إيه" خلال الفترة من عام 1997 وحتى عام 2004، قد أصدر بيانًا، الأربعاء، على موقعه على شبكة الإنترنت قال فيه إنه اكتشف، وبعد وقت متأخر جدًّا، أن "كيرفبول" المنشق العراقي، الذي أصبح فيما بعد مصدر معلومات رئيسي للـ"سي آي إيه" والاستخبارات الألمانية "بي إن دي"، لم يكن صادقًا في معلوماته، وأنه ربما كان ملفقًا.
كما زعم تينيت في بيانه، الذي اقتبس بعض فقراته من سيرته الذاتية، أنه لم يكتشف ارتياب وشكوك المخابرات الألمانية "بي إن دي" في معلومات ومزاعم "كيرفبول" إلا في العام 2005، أي بعد عامين من غزو العراق، وكان "كيرفبول" قد زعم بأنه شهد بداية برنامج الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للأسلحة البيولوجية.
وردًّا على سؤال بشأن ما إذا كانت مزاعم تينيت معقولة وقابلة للتصديق، قال فيشر " لا أعتقد ذلك"، وأضاف أن المخابرات الألمانية "بي إن دي" أدركت قبل الغزو الأميركي للعراق بوقت كافٍ أن "كيرفبول" لم يكن المصدر الذي لا غبار عليه، وأنها أبلغت الـ"سي آي إيه" بهذا التحذير، وخلال تصريحاته التي أدلى بها في مؤتمر صحافي عقد في برلين للترويج لمذكراته حول غزو العراق، أكد فيشر على أن موقف ألمانيا على الدوام كان يتلخص في أن "كيرفبول" ربما كان صادقًا فيما يقوله وربما كان أيضًا كاذبًا.
وقال فيشر أن ألمانيا كانت قد وُضعت في موقف صعب للغاية عندما سأل جهاز الـ"سي آي إيه" عما إذا كان من الممكن استخدام الأدلة التي قدمها "كيرفبول" كمبرر لغزو العراق، وأكد على أن الموقف الرسمي الألماني آنذاك كان رفض ألمانيا الانضمام إلى قوات التحالف الغربية بقيادة الولايات المتحدة. يذكر أن فيشر بنفسه كان أبلغ وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد علانية في شباط/ فبراير العام 2003، أنه لم يكن على قناعة بمبررات الحرب، ويقول فيشر أيضًا في سيرته الذاتية التي صدرت أخيرًا أن ألمانيا لم تكن تريد أن تمنع عن الولايات المتحدة أي معلومات لديها حول احتمال امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، ولكنها في الوقت نفسه لم تكن تريد أن تشارك بأي من معلومات غير يقينية يمكن أن تستغل لتبرير شن حرب ضد العراق. يذكر أن سيرته الذاتية تحمل عنوان "أنا غير مقتنع"، وأضاف فيشر أن ألمانيا في ضوء ذلك قررت بأن تقوم بواجبها وإبلاغ الأميركيين كل المعلومات المتاحة لديها، بالإضافة إلى تقييمنا لمثل هذه المعلومات التي جاء بها المنشق، والتي لم تتأكد من صحتها أوالتي لم تكن على قناعة بها، والتي يمكن أن تكون خاطئة تمامًا.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في برلين, قال فيشر إن رئيس المخابرات الألمانية أوغست هينينغ كتب خطابًا إلى الـ"سي آي إيه" يوضح له المشكلات المحتملة التي يمكن أن تسفر عنها معلومات "كيرفبول"، وأشار فيشر إلى أن المعمول به آنذاك والسائد حتى الآن هو عدم الاعتماد كليًّا على مصدر واحد، وأنه لابد وأن يكون للمعلومة ثلاثة مصادر مستقلة على الأقل حتى يمكن الاعتماد عليها وتصديقها.